رنات - رحلة إلي مكة

بدأت رحلات ابن بطوطة "1304 1368" برحلة إلي مكة المكرمة التي تبعد عن موطنه طنجة في المغرب بحوالي 4800 كيلومتر.. كان هذا الرحالة العربي والمؤرخ والقاضي والفقيه في سن الحادية والعشرين. وقد أراد وقتئذ أن يتعلم المزيد من ممارسة الشريعة في بلاد المسلمين.. استغرقت هذه الرحلة 18 شهراً كاملاً واجه فيها العديد من الشدائد والمحن علي طول الطريق. وتعرض لهجوم قطاع الطرق. وقد صادق أحدهم وصار رفيقاً وحامياً له أثناء الرحلة.
مضي ابن بطوطة 29 عاماً متجولاً بين بلاد الهند والصين وأفريقيا وأسبانيا حتي بلغ ما قطعه من كيلومترات ثلاثة أضعاف ما قطعه الرحالة الغربي ماركو بولو..
من المؤكد أن ابن بطوطة لم يكن شخصاً عادياً وإنما امتلك إلي جانب المعرفة الشغف الهائل للاكتشافات. كما أنه امتلك القدرة علي الوصف. فصور بقلمه معظم بقاع العالم التي زارها.
وبعد عودته إلي موطنه طلب منه سلطان البلاد أن يدون له كل تجارب رحلته. والنتيجة واحد من أكثر كتب العالم شهرة وجاذبية.
عن الرجل ورحلاته الشهيرة أنتجت السينما فيلماً بعنوان "الرحلة إلي مكة".. حيث يروي الفيلم بصوت الممثل البريطاني الشهير بن كنجسلي في النسخة الإنجليزية وبصوت عبدالفتاح بوعكاز في النسخة العربية. يروي رحلة ابن بطوطة الطويلة إلي مكة المكرمة.. وقد تم تصوير الفيلم في كل من المغرب والسعودية وباللغتين العربية والإنجليزية.. والفيلم من إنتاج شركة "كوزميك بكتشر.. وآس كاي فيلمز".
فالخيال السينمائي وأدوات السينما الحديثة والتقدم الكبير في المؤثرات الخاصة لن يصادف موضوعاً أكثر ثراء وإثارة وتشويقاً من رحلات هذا الرجل "ابن بطوطة" ومغامراته من أجل إثراء روحه وتعميق معارفه. واكتشافاته. ولن تجد أجمل من رحلاته الشاقة بالجمال والجياد عبر الصحراء واستخدام القوارب عن الانتقال عبر نهر النيل في السودان.
لن تمنع الأخطار ولا العصابات التي اعترضت طريقه مواصلة رحلته والانضمام إلي آلاف الحجاج علي طول الطريق..
لدينا كنوز وزاد لا ينضب من الميراث الثقافي القادر علي تفجير ينابيع الإبداع المرئي.. والمفارقة دائماً أن أول من يلتفت إليه ومن يصوره.. خذوا علي سبيل المثال لا الحصر الأفلام التي استلهمت حكايات ألف ليلة وليلة. وصورت أجواء وقصور السلاطين وما يدور بداخلها. وسوف يظل "الشرق" قبلة الغرب الباحث عن الغرابة والدهشة والإثارة.
ولكن ابن بطوطة عالم وفقيه ورحالة ومكتشف ويستحق أن يخلد بأحدث فنون العصر.. لقد صور الفيلم بتقنية إيماكس "Imax" الشاشة العريضة الأكثر نقاء والأكثر تجسيداً وتكلف 13 مليون دولار وشاهده العالم. ولن يعرض في القاهرة!!