شهد ميدان التحرير الليلة الماضية مشاجرات ومشادات بين المعتصمين وشباب الإخوان المسلمين الذين تواجدوا بأعداد غفيرة وأصروا علي إقامة منصة خاصة بهم مخالفين ميثاق الميدان الذي أعلنه المعتصمين بالاتفاق مع عشرات الحركات والائتلافات علي إقامة منصة واحدة. قال د. محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين إنه يطمئن المواطنين. مشيراً إلي أن شباب الإخوان سيتولون تأمين مخارج ومداخل الميدان ضد أي محاولات من المندسين لتعكير الاحتفال بذكري الثورة بأي أعمال عنف أو شغب. كان الآلاف من المواطنين من جميع المحافظات قد توافدوا ليلاً علي ميدان التحرير بالرغم من هطول الأمطار بغزارة حيث حرص الجميع علي المشاركة بذكري ثورة 25 يناير وقد انطلقت عدة مسيرات من الميادين العامة بالقاهرة إلي ميدان التحرير وهم يحملون اللافتات التي تؤكد ان الذكري ليست للاحتفال ولكنها لاستكمال أهداف الثورة. رغم توافد الأعداد الكبيرة علي الميدان إلا أنه لا يوجد هناك أي استعدادات لإقامة المستشفيات الميدانية التي كانت تتواجد بكثرة في كل أنحاء الميدان في مثل هذه التجمعات الكثيرة. دفعت وزارة الصحة ب 68 سيارة إسعاف لتكون موجودة خلال اليوم الأول لذكري الثورة والأيام التالية له حتي يخلو الميدان تماماً من المواطنين. كان اللافت للنظر هو استمرار غلق شارع قصر العيني المغلق منذ أكثر من شهرين وكان لابد من فتحه حتي يستطيع قائدو السيارات المرور بالمناطق المجاورة للميدان دون أي عرقلة لحركة المرور. انطلقت عدة مسيرات بشوارع القاهرة متجهة إلي ميدان التحرير منها مسيرة "عائدون" التي نظمها حركة شباب من أجل العدالة والحرية بالاشتراك مع اتحاد الصفحات الثورية علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" والتي طافت وسط البلد لدعوة المواطنين وحثهم علي النزول للمشاركة في ذكري ثورة 25 يناير بميدان التحرير. قال سيد سلموني "مسئول اللجنة التنظيمية" كان من الضروري ان نقوم بمسيرة لكي نطمئن المواطنين الذين مازالوا في منازلهم خوفاً من النزول للميدان نتيجة الشائعات التي ترددت بأنه ستحدث أعمال عنف خلال هذا اليوم. كما كانت هناك مسيرة أخري للتضامن مع الناشط السياسي أحمد دومة نظمها أصدقاؤه وأقاربه للمطالبة بسرعة الإفراج عنه وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين حيث قال محمد نوارة "موظف" لقد بلغت إهانات المجلس العسكري لثوار 25 يناير مداها حتي أصبح المدنيون يحالون للمحاكمات العسكرية في حين مثل المفسدون وقتلة الثوار أمام المحاكم المدنية. كانت هناك مسيرة أخري داخل ميدان التحرير تعبر عن الوحدة الوطنية أثناء المشاركة في الذكري الأولي لثورة 25 يناير والتي تقدمها الشيخ رضا رجب إمام وخطيب بوزارة الأوقاف والقمص قزمان والأنبا بيشوي والذين أكدوا أنهم حضروا خصيصاً من أجل توصيل رسالة لكل الشباب المصريين بمسلميه وأقباطه علي التلاحم من أجل استكمال الثورة وسد الثغرات علي مريدي تفريق وحدة الشعب سواء أكانوا من الداخل أو الخارج وظلت المسيرة تطوف بالميدان بعد ان انضمت لها أعداد كبيرة من المتظاهرين. وعلي الجانب الآخر عاد العشرات من الباعة الجائلين إلي الميدان بعد اختفاء معظمهم نتيجة للمشاجرات واعتداء البلطجية الذين فرضوا عليهم اتاوات مقابل السماح لهم بالبيع والشراء داخل الميدان خلال الأيام الماضية. * قال حسام وهدان وهشام سعد الدين "من ثوار 25 يناير": إنه تم وضع بعض القواعد في ميثاق الميدان والتي لابد من الالتزام بها وخاصة للباعة الجائلين ومنها تحديد أماكن خاصة علي مشارف الميدان يتواجد فيها الباعة حتي لا يحدث احتكاك بينهم وبين المتظاهرين. من ناحية أخري بدأت المنصات المتواجدة داخل الميدان بإشعال حماس المتظاهرين من خلال بعض الثوار الذين اعتلوها مرددين بعض الهتافات مثل "القصاص .. القصاص .. قتلوا أولادنا بالرصاص .. من الداخلية والقناص" وقد ارتفعت أصوات الثوار بهذه الهتافات في جميع أنحاء الميدان كما ردد البعض مجموعة أخري من الشعارات التي ألهبت مشاعر المواطنين "قتلوا خالد قتلوا مينا .. كل رصاصة بتقوينا" كما رددوا أيضاً "وحياة دمك يا شهيد .. إعدام القتلة مش بعيد".