منذ عرفنا الاهتمام بالشباب بعيدا عن الرياضة وفروعها وبطولاتها ولوائحها ومشاكلها مع مطلع ثورة 23 يوليو 1952 واقتصر التعامل مع الشباب علي فتح مراكز ينضم إليها أصحاب الأعمار المبكرة لقضاء وقت الفراغ وتركزت بالدرجة الأولي في ممارسة الرياضة ويأتي بعدها الأنشطة الثقافية والفنية ولكن علي استحياء إلي أن انتهت بالتركيز علي صالات الأفراح. أما عن الجانب الثاني فمتركز هو الآخر علي منظمة الشباب وحركة الطليعة التي جندت الشباب أن يكون كل واحد جاسوسا علي زميله في المنظمة دون أن يتعلم أي شيء عن السياسة وأضابيرها ومن جانب آخر اتخذوا مراكز الشباب مكاناً وبؤراً للحزب الوطني المنحل ومراكز لعقد ندوات الانتخابات لرجال الحزب فقط.. أما الاعانات التي تخصصها الدولة ممثلة في وزارة الشباب أو المجلس الأعلي فإن المستفيد منها كان رئيس المركز الذي هو إما عضو بارز في الحزب الوطني أو عضو مجلس الشعب والذي كانت تصدر الشيكات باسمه ولا يعلم عنها شيئاً.. كاذب من كان يظن أن مراكز الشباب كانت تقدم ما يعيد الهدف الذي من أجله تأسست. أقول ذلك من خلال تجربة شخصية استمرت 12 عاما في قيادة أحد هذه المراكز إلي أن استقلت قبل أقف متهما أمام النيابة بسبب الفساد الذي حاولت كشفه أو القضاء عليه ولما كان يدور في المنطقة التي كانت تتبع مركزي مع بعض الموظفين. وبعد هذه السنين التي زادت علي النصف قرن منذ تأسست مراكز الشباب أشعر وللمرة الأولي أن هناك فعلا مجلسا للشباب حقيقياً يقوم بدوره الذي من المفروض أن يكون عليه.. بعد أن تغير المفهوم تماما وبدأ تحقيق الهدف الأصيل لانشائه.. فإلي جانب الاهتمام برعاية الشباب رياضيا وثقافيا وفنيا فإن المفهوم الجديد للمجلس القومي قد أضاف بنودا هي الأهم في مسماه لرعاية الشباب. بداية فقد أعلن رئيسه الجديد خالد عبدالعزيز عن دخول المعارك مع مراكز الشباب حيث كان فكره الأول أن يزاول الشعب كله الرياضة من أجل اللياقة البدنية التي تحافظ علي الصحة من خلال مشروع كان علي الورق اسمه الرياضة للجميع ويحاول الرئيس الجديد تفعيله علي أرض الواقع. ثم كانت القضية الأكبر التي بدأ تفعيلها هي قضية البطالة بالاعلان شبه اليومي عن توفير فرص عمل للشباب العاطل والجميل إنه لم يقتصر علي أصحاب المؤهلات فقط ولكنه اقتحم فئة غير أصحاب المؤهلات لخلق فرص عمل لهم ولعلنا نقرأ يوما بعد يوم عن هذه الفرص وبالآلاف وبدخول مرتفعة لجميع الفئات المتعلمين وغير المتعلمين ليس في العاصمة وحدها ولكن في جميع محافظات مصر. والجميل أن تقرأ أن أغلب هذه الوظائف ليست في المصالح الحكومية ولكنها في مؤسسات وشركات خاصة واستثمار أخرجها أصحابها بعد أن لاحظ الجدية في الطلبات والعدالة في التوزيع دون وساطة أو رشاوي.. و. ومع استمرار ومواصلة الحماس سوف يأتي اليوم القريب لانتهاء هذه المشكلة التي تؤرق أكثر من بيت في مصر. لتبقي آخر مشاكل المجتمع المصري في محو الأمية وكيفية القضاء عليها وهو ما يدرسه خالد عبدالعزيز الآن ففتحها كما فعل مع البطالة وأدعو الله أن أعيش هذا اليوم كما عشت بداية ونهاية مشاكل كثيرة في عهد المجلس القومي للشباب الجديد "لانج". وأخيرا فإن ما فعله خالد عبدالعزيز ليس بعيدا عن طباعه ونشأته حيث كان المرحوم والده أستاذي الذي تعلمت علي يديه الصحافة عندما كان مديرا لتحرير الشقيقة الجمهورية في مطلع الستينيات وتربي خالد عبدالعزيز علي الخلق والأمانة والسعي لادراك النجاح ولعل نجاحه في بطولة أفريقيا 2006 التي نظمتها مصر قد قدمته للأسرة الرياضية باخلاصه وتفانيه وأخلاقه لذا ليس بكثير أن ينجح في موقعه الجديد لقيادة الشباب حيث جاء اختياره في محله.