* علي الرغم من مثول الرئيس المخلوع أمام القضاء ويقيني بأنه يحاكم محاكمة عادلة وانه سيحصل بإذن الله علي الحكم الذي يستحقه إلا انني مازلت غير مقتنع بالتهم التي وجهت إليه فهي في رأيي لا تمثل شيئاً في التهم التي يجب أن توجه إليه.. فهذا الرجل الذي كان كارهاً لشعبه والذي سعي علي مدي ثلاثين عاماً لإذلاله وارتكب في حقه أبشع الجرائم لا يحاسب ولا يحاكم الآن إلا علي تهمتي قتل المتظاهرين وفساد ذمته المالية. * كنت أتمني- ومازلت- أن يحاكم هذا الرجل وحاشيته محاكمة سياسية قاسية تشفي غليل المصريين وتجعله عبرة لمن لا يعتبر من الحكام والملوك والرؤساء في أنحاء العالم كنت أتمني أن يري العالم بأثره ما فعله الطاغية بشعبه في محاكمة حضارية سياسية توضح ان الشعب المصري احتمل ما لا يحتمله أي شعب آخر وان مبارك الذي يتباكي عليه البعض ليس مجرد طاغية مستبد فقط ولكنه كان يقتل ويدمر شعبه بلا رحمة وبلا هوادة. * انه لم يدمر ماضيه فقط ولكنه دمر حاضره وأراد أن يدمر مستقبله لقد ترك الفساد يستشري في البلاد وكان هو وحاشيته جزءاً لا يتجزأ منه.. كان هو ملك الفساد والإفساد وترك العنان لولديه لتشكيل عصابات لنهب أموال وخيرات هذا الشعب وتآمر علي إفقاره وإذلاله وتآمر علي تدمير صحة أبناء الوطن مما جعل مصر هي صاحبة الريادة في أخطر الأمراض علي سطح الكرة الأرضية. تآمر لنشر الأمراض الخطيرة من سرطانات إلي كبد وبائي إلي غيره عن طريق وزرائه الفاسدين الذين سمموا الزرع والضرع.. وتآمر ونفذ بخياله المريض وقلبه القاسي ودمه البارد خطط الإفقار الشعب ودهس كرامته بآلته القمعية الجبارة.. جعل كل الأجيال تكره حياتها وتتمني الموت علي الحياة في ظل أوضاع مهينة ضاغطة مثلثها الفقر والمرض وإهانة الكرامة. * انه الطاغية الوحيد علي ظهر هذه الأرض الذي استطاع بحكمه الأناني أن يدمر حتي الآمال والأحلام في صدور الناس.. انه أقسي فرعون شهدته مصر علي مر عصورها واعتقد انه سيكون الفرعون الأخير. ولذا كان يجب محاسبته محاسبة عسيرة هو وولداه والست حرمه الطليقة التي تسعي للاحتماء ببريطانية.. المرأة التي كرهت مصر والمصريين واعتقدت انها امرأة الفرعون وانها ستكون أمه أيضاً واعتبرت ان الشعب المصري خادماً عند الممرضة التي أنجبتها. * أعتقد ان الفرصة ستكون موجودة لإعادة محاكمة آخر الفراعين بالتهم الأصلية التي يجب أن توجه إليه ففي رقبة هذا الفرعون دم كل شهيد سقط ودم كل مريض مات بداء السرطان والكبد الوبائي وعذاب كل فقير لم يجد قوت يومه وعذاب كل شاب أحبط في أحلامه ومعاناة كل أب ضحي وناضل وحرم نفسه ليعلم أبناءه في هذا النظام الفاسد.. في عنق هذا الفرعون الأخير ما آلت إليه مصر من حالة التدهور وتراجع وانعدام للوزن علي مستوي العالم. * بصراحة لست مقتنعاً بالتهم الموجهة إليه الآن وأعتقد ان كل الشعب المصري سيسعد بإعادة محاكمته علي جرائم لم يرتكبها أي فرعون قبله.. لقد كان فرعون قاسياً بليداً متكبراً وأتمني من الله أن يمد في عمره ويمد في ذله.