أن تحتفل مصر كلها وخاصة من دعوا ونظموا وشاركوا في ثورة 25 يناير المجيدة. فهذا حق وواجب وبالأخص إذا كان هناك العديد من الأهداف الكبيرة لهذه الثورة لم يتحقق بعد... إذ أن الاحتفال بها في طول البلاد وعرضها تعبير عن إصرار هذا الشعب علي مواصلة هذه الثورة حتي تتحقق هذه الأهداف المشروعة والضرورية كلها. أن يتخذ هذا الاحتفال شكلاً من أشكال التظاهر والاعتصام للتعبير عن غضب الكثيرين من أبناء هذا الشعب علي المحاولات الكثيرة. المعلن منها والمخفي. لإجهاض هذه الثورة أو احتوائها أو صرفها أو تفريغها من مضمونها بأي طريقة من الطرق فهذا حق وواجب وضرورة حتي لا تذهب دماء وتضحيات ومجهودات هذا الشعب سدي من جانب وحتي ينال هذا الشعب حقوقه المسلوبة منذ عقود كاملة من جانب آخر. لكن أن يستغل البعض مناسبة الاحتفال بالذكري الأولي للثورة المباركة لإحداث مشكلات جديدة كبيرة أو صغيرة. وخاصة فيما يتعلق بالصدام بين قطاع من الشعب وقطاع آخر. كالصدام بين المسلمين والمسيحيين أو بين الإسلاميين والعلمانيين أو بين الجيش والشعب. وبالأخص إذا صحب هذا الصدام تخريب وحرق وتدمير كما حدث في ماسبيرو ومحمد محمود وحول مجلس الوزراء فهذا كله باطل وغير ضروري بالمرة. بل خطر محدق بمصر والمصريين. لقد كانت هذه الثورة شعبية وسلمية ويجب أن تبقي كذلك حتي تحقق كافة أهدافها. أما أن تتحول إلي صراع من أي نوع غير الصراع السلمي مع أعداء الثورة وسارقيها فهذا جريمة في حق مصر وعلي كل مصري وخاصة من يديرون البلاد في هذه المرحلة الحفاظ علي هاتين السمتين الأساسيتين بكل ما أوتوا من قوة وحزم في إطار القانون والقانون وحده لأن مصر يجب ألا تنزلق إلي المنزلق الذي سارت فيه ثورات أخري كالليبية واليمنية والسورية وغير ذلك. إن كل القوي السياسية والاجتماعية والثقافية مدعوة للحيلولة دون ذلك قولاً وفعلاً ولن يغفر التاريخ لأحد إذا فرط في ذلك. فلينتبه الجميع وليبدأ الكل في العمل حتي يخرج الاحتفال بالثورة سلمياً أمناً يليق بتاريخ مصر ودورها الإقليمي والدولي وحذار ثم حذار من دعاة الفتنة باسم الثورة وما أكثرهم وما أبشع ما يدعون إليه والله الحافظ إن شاء الله.