حركة الاشتراكيين الثوريين في ورطة كبيرة وتحاول الآن وبشتي السبل تبييض وجهها وتبرئة ساحتها من تهمة "الخيانة العظمي" التي لصقت بها بعد الخطأ الاستراتيجي الفاضح لناشطها المتهور سامح نجيب حينما قال: إن الثوريين يريدون إسقاط الدولة لبناء دولة الثورة الجديدة.. ولكي نسقط الدولة لابد من إسقاط الجيش بتفجيره من الداخل!! وفي محاولة يائسة للخروج من هذه الورطة.. وزعت الحركة بياناً علي متظاهري التحرير وشوارع وسط البلد حاولت فيه إجراء جراحة تجميل لقنبلة سامح.. لكنها كانت من الغباء بحيث أكدت المعني السابق الذي تتبرأ منه. ادعت الحركة كذباً أن المقصود هو إسقاط دولة الظلم والاستبداد.. وليس الدولة المصرية نفسها أو مؤسساتها.. واستعانت في ذلك بعبارات إنشائية لدغدغة المشاعر واللعب علي أوتار الغضب من المجلس العسكري.. كما استشهدت بأغنية أم كلثوم التي غنتها قبل ستة عقود "يا دولة الظلم انمحي وبيدي". ولتطويل البيان فصلت بعد إجمال معني دولة الظلم ويتمثل في سجن المناضلين ونهب وسرقة أموال الفقراء والخصخصة وتشريد وتجويع وإفقار الشعب والتمييز بين المواطنين علي أساس الدين والجنس واللون والعنصرية. وهتك أعراض النساء والطائفية والتضليل والسياسات الصحية والتعليمية الفاشلة والتواطؤ مع الصهاينة والأمريكان. وفساد الشرطة وقادة الجيش. رغم هذا الكم من عبارات دغدغة المشاعر والتحريض.. لم يستطع البيان أن يمحو من الأذهان هدف الحركة الذي اعترفت به وهو إسقاط مؤسسات مصر.. بل إن الحركة كانت في منتهي الغباء. حيث أكدت في بيانها التصحيحي والتجميلي المضلل نفس الهدف الذي أعلنه سامح نجيب. وهو إسقاط مصر ومؤسساتها. ذكر البيان عبارتين كفيلتين بنسف البيان كله واتهام الحركة بالخيانة العظمي: * الأولي هي: نريد إسقاط وزارة الداخلية. * الثانية هي: هذه الدولة الظالمة يحميها "جيش" يقوده مجلس مبارك العسكري.. لذلك نريد إسقاط حكم المجلس العسكري. بالله عليكم.. ماذا يعني إسقاط وزارة الداخلية والجيش؟! سيقولون إن المقصود هم قادة الجيش الممثلون في المجلس العسكري فقط.. لكن هذا غير صحيح.. نحن نحكم علي ما يقال فعلاً. ولا دخل لنا بالنوايا.. الكلام واضح ومحدد في "هذه الدولة الظالمة يحميها جيش"!!! ومادامت الدولة ظالمة.. والجيش يحميها. وقادة هذا الجيش فاسدون.. فإن معني الإسقاط هنا لا ينسحب علي القادة فقط. بل الجيش كله الذي يحمي هذه الدولة الظالمة. كما يتصور خيالهم المريض. فماذا بعد إسقاط الداخلية والجيش يا اشتراكيين ثوريين؟! الإجابة واضحة.. تعم الفوضي في كل مكان ويحكم البلطجية الشارع من جديد. وتصبح كل مؤسسات الدولة بلا حماية ومستباحة. فيسهل "إحراق مصر" بأكملها. ثم تتكرر حدوتة "العربجي والمالطي" التي حدثت عام 1882 وأتت بالإنجليز ليحتلوا مصر.. حيث تتدخل الدول الأجنبية بحجة حماية الأقباط والأقليات. ويتم احتلال البلد وتقسيمها وفق المخطط المرسوم الذي بحَّت أصواتنا في التنبيه له.. لتكتمل المؤامرة. أليس هذا هو معني ونتائج إسقاط الداخلية والجيش؟! فضحتم أنفسكم بأنفسكم للمرة الثانية علي التوالي.. وهذه قمة الغباء.