الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن دأب علي استخدام اسلوب الكذب والمراوغة كعادته عندما يجد نفسه في ورطة لذلك فإنه ليس مستغربا عليه أن يفتري علي الرئيس حسني مبارك زورا وبهتانا ويتهمه بأنه حذره من امتلاك صدام حسين أسلحة بيولوجية في اشارة خبيثة بأن الرئيس مبارك شجعه علي غزو العراق. المعروف عن الرئيس الأمريكي السابق انه اثناء وجوده في السلطة كان يبحث لنفسه دائما عن مبرر لارتكاب جرائمه الوحشية فعندما يجد نفسه في ورطة يختلق الحجج ليظهر أمام العالم وكأنه الحمل الوديع المفتري عليه. والدليل ان أكاذيب الرئيس الأمريكي السابق انطلقت هذه المرة عندما نشر موقع "ويكيليكس" الفضائح الأمريكية التي ارتكبت أثناء وجوده في السلطة والتي تعد بكل المقاييس جرائم ضد الانسانية حيث سارع بترويج الأكاذيب بشأن غزوة للعراق خاصة تجاه كل من عارضه في اقتراف هذا الجرم الشنيع. ان أكاذيب بوش هذه لم تكن الأولي من نوعها فقد افتري كذبا من قبل علي المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر بأنه شجعه علي غزو العراق ثم اتضح بعد ذلك كذب بوش عندما أكد شرودر انه رفض الغزو بل وشبه بوش بالزعيم الألماني النازي أدولف هتلر. ان العالم اجمع يعلم تماما ان الرئيس مبارك كان ضد غزو العراق لأن ذلك مخالف للشرعية الدولية.. بل علي العكس نصح الرئيس مبارك بعدم الاقدام علي هذه الخطوة وأكد بوش مرارا ان الاحتلال علي مر التاريخ ثبت فشله في تحقيق الاستقرار وتسبب في إلحاق الدمار والخراب والفوضي سواء للقوات المحتلة أو للبلد المحتل. ان القائمة التي تضم ضحايا أكاذيب بوش كبيرة وفي مقدمتها الرئيسان السابقان الفرنسي جاك شيراك والروسي فلاديمير بوتين فقد اتهمهما ايضا بتشكيل محور مناهض للسياسات الأمريكية في العالم لمجرد معارضتهما غزو العراق. الرئيس السابق لأمريكا لم يقتنع حتي الآن انه خرج من السلطة وان الأضواء اختفت عنه ولم يقنع بأن يكون في الظل بعد أن غادر البيت الأبيض غير مأسوف عليه فيحاول بكل ما يملك أن يظل تحت الأضواء حتي ولو بالكذب.. ويكفي انه كذب عندما ادعي ان العراق يمتلك أسلحة دمار شامل ليبرر غزوه رغم تأكده ان ذلك غير حقيقي وان الهدف الأساسي هو السيطرة علي الثروات العراقية النفطية وتحقيق أهداف اسرائيلية خبيثة. في رأيي ان أكاذيب بوش لن تخدع العالم لأنه مهما كذب وتجمل لن يستطيع تجميل صورته المفضوحة.. فالوثائق التي نشرت علي موقع "ويكيليكس" كشفته مما دعا المنظمات الحقوقية لمحاكمة كل من قام بهذه الأعمال الوحشية وسارعت الأممالمتحدة ومنظمة العفو الدولية لدعوة الإدارة الأمريكية للتحقيق في هذه الوثائق فهل تتم محاكمة الرئيس الكذاب نتمني.