الخوف من صعود التيار الإسلامي سيطر علي القوي السياسية بمختلف اتجاهاتها وألوانها.. وراحت رموز هذه القوي تكيل الاتهامات لقيادات التيار.. وإفزاع الناس منهم وإرهابهم من انتشار أفكارهم.. واستخدموا كافة أجهزة الإعلام لتخويف الناس. اكتسح التيار الاسلامي المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية بإرادة الشعب الذي اختار قوائم التيار وأفراده.. لكن هذا لم يرض باقي القوي السياسية.. لان ذلك كشفهم وجاءت نتيجة الانتخابات لتؤكد أن هؤلاء ليس لهم ارضية بين الجماهير ولا شعبية في الشارع ولا تأثير في الحياة السياسية لان رموز هذه القوي لم تنزل الي الشارع ولم تندمج مع الجماهير ولم تخلتط بأبناء الشعب البسطاء لتعرف مشكلاتهم أو احتياجاتهم ومعاناتهم.. لكنهم اكتفوا بالمناظرات التليفزيونية وحوارات القنوات الفضائية.. بعيداً عن نبض الشارع. الديمقراطية التي ينادي بها الجميع تقتضي الانصياع لارادة الشعب.. واحترام رأي الأغلبية والتعامل بشفافية مع كافة التيارات والقوي المنافسة دون تخوين أو تشكيك.. والابتعاد عن الإرهاب الفكري.. أو استعداء الطوائف والفئات المختلفة علي قوي سياسية بعينها لتحجيم دورها والحط من أفكارها.. والتشكيك في انتمائها. أما التيار السلفي نفسه فهو أمام خيار صعب وامتحان شاق أمام ناخبيه الذين اختاروه وأوصلوه الي البرلمان.. وهؤلاء ينتظرون منهم الكثير.. يطلبون الديمقراطية الحقيقية دون تعصب.. يريدون حرية الرأي والتعبير بعيداً عن التهديد بالنار والوعيد بالجنة.. ينتظرون العدالة التي تطبق علي الجميع دون تمييز.. والمساواة في الحقوق والواجبات بلا أفضيلة لأحد علي آخر إلا بالعمل الصادق والاخلاص في حب مصر.. يريدون حياة آمنة مستقرة دون ارهاب أو بلطجة.. يحلمون بالرخاء والتنمية وعمل شريف يوفر لهم دخلاً يحفظ كرامتهم. الشعب اختار ممثليه بإرادته الحرة.. دون إكراه أو تزييف لارادته.. وينتظر نتائج اختياره.. ويترصد عمل من اختارهم.. فهل هم قادرون علي تحقيق أحلام البسطاء والتخفيف عن معاناة الفقراء ونبذ الإرهاب الفكري وتطبيق العدالة والمساواة والمعني الحقيقي للديمقراطية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار لهذا البلد العظيم. علي الجميع أن يعرف ويتأكد أن شباب مصر وشيوخه أيضا نبذوا الخوف وحاربوا الاستبداد.. ولن يرضوا بالظلم مرة أخري.. ولن يتقبلوا المهانة.. وإذا رأي أبناء هذا البلد ما لايرضيهم.. سيعودون الي ميدان التحرير من جديد وبصورة أكبر وأكثر قسوة.