هل من العقل ومن الطبيعي أننا بعد سنوات من الظلم والفساد وتزوير الإرادة. وبعد ثورة شعبية شبابية بيضاء نادت بالحرية والديمقراطية والكرامة. هل من العقل أنه عندما تأتينا فرصة لممارسة ديمقراطية حقيقية نرفضها ونلعنها ولا نقبل نتائجها؟! عجبت لمن يروج في هذا التوقيت لقول الناشط والقس الأفرامريكي الشهير مارتن لوثر كينج: الديمقراطية ليست باستفتاء الأغلبية.. لو تم استفتاء الأمريكان علي العبودية لظل الزنوج عبيدا. الآن اصبحت الديمقراطية "كخ" الآن رأي الأغلبية لا قيمة له مادام تعارض مع رأي "النخبة". الآن وبعد المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية والتي أظهرت تفوق الإسلاميين الكاسح علي الليبراليين واليساريين والفلول.. الآن ظهر للديمقراطية عوار؟! لقد خرجت الثورة علي حكم الديكتاتورية ونسبة ال 99.5 في المائة وطني ودفع الشهداء الحقيقيون حياتهم من اجل هذا اليوم الذي يصبح فيه الكلمة العليا للصندوق. فكيف يحاول البعض سرقة الصندوق؟! الصندوق الذي يحتوي علي إرادة الشعب واحتضنه ليلا قضاة من خيرة هذا الشعب وحماه رجال من اشجع رجال الشعب. لتخرج انتخابات هي الأنزه. ونعبر عبورا ثالثا بعد عبوري أكتوبر ويناير المجيدين. ويقف العالم مبهورا بما يصنعه المصريون. العالم الذي أراد بعض قادته بنا سوءاً وفوضي وحربا أهلية ودمارا شاملاً وعودة إلي عصور وسطي. وأراد الله بنا الخير. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. هب أن 10 يعيشون في شقة واحدة. 6 منهم يرتاحون لبعضهم. وثلاثة منهم يخشون هؤلاء الستة. وواحد يقف علي الحياد بين الطرفين. فاعتقد أنه من العدل ومن المصلحة العامة للشقة ككل أن يكون الحكم أولا لواحد من الستة. فإذا نجح. فالخير سيعم الجميع. وإذا فشل فتتغير قواعد اللعبة من الأساس. الشعور بأن القلة القليلة هي التي تملك كل شيء المال والنفوذ والسلطة ولد الانفجار الذي حدث في 25 يناير. وعدم التسليم برغبة الصندوق أي كانت بدعوة أن إرادة الناخبين تم تزييفها ب "قال الله وقال الرسول.. والجنة والنار. سيولد انفجارا أكبر. وإذا كان الشارع قد اختار "الإخوان" عن علم. عن جهل. عن وعي. عن عند فاتركوهم يعملون. وسيري الشارع عملهم. والحساب سيكون عسيرا إذا خذل الإخوان الشيوخ والنساء والشباب الذين احتشدوا أمام لجان الانتخاب ليأتوا بهم علي مقاعد برلمان هو الأغلي والأهم والاصعب في تاريخ مصر.