حالة من السعادة مشوبة بالحذر سادت بين المرشحين المستقلين والقوائم فور الإعلان عن مد عملية الادلاء بالأصوات الانتخابية في انتخابات مجلس الشعب إلي يومين بدلاً من يوم واحد. حيث سادت حالة من السعادة لانتشار إشاعة قوية بين المرشحين من الأحزاب والمستقلين عن أن جماعة الإخوان المسلمين والسلفيون قد أعدوا خطة اطلق عليها المرشحون "اصحي بدري". وهي تدعو التابعين للتيارين لأداء صلاة الفجر داخل المساجد والزوايا التابعة لهم ثم الخروج للوقوف أمام اللجان الانتخابية قبل ان تفتح أبوابها علي اعتبار أن ذلك نوع من الجهاد. وقد أدي سريان هذا المخطط بين المرشحين إلي حالة من الذعر لكون أي ناخب لن يستطيع الوقوف لمدة أربع ساعات أو ثلاث أمام كل لجنة للادلاء بصوته في الوقت الذي ستقوم فيه الجماعات الدينية بتوزيع الطعام والشراب علي أعوانهم الواقفين في طابور اللجان وهو غير المتوفر لباقي المرشحين بالطبع لما يستلزمه الأمر من تكلفة مالية وبشرية.. والطريف أن بعض المرشحين أطلق دعوات علي الفيس بوك يطالب المجلس العسكري بمد فترة التصويت إلي ثلاثة أيام بدلاً من اثنين لتحطيم أسطورة التيارات الدينية بالثغر. خاصة بعد ان أعلنت الجماعة السلفية أن قوامها يشمل "ربع مليون ناخب" بالثغر ولو خرجوا جميعاً. بالإضافة لأصوات الإخوان لم يعد هناك مجال للتصويت.. بينما طالب مرشحون آخرون بتأخير الإسكندرية لتكون بعد المرحلة الثالثة بسبب الأحداث الدامية التي تشهدها مديرية أمن الاسكندرية والتي ستعوق عملية تأمين اللجان لدعم مع القوات المسلحة وتفتح الباب أمام المشاجرات بين الرافضين للانتخابات ومعتصمين أمام اللجان وبين التيارات السياسية الأخري. علي الجانب الآخر أعرب بعض المرشحين عن تخوفهم من عملية التصويت علي مدار يومين بدعوي من سيؤمن الصناديق ومن سيمنع التزوير في اللجان الفرعية خاصة بالمناطق العشوائية أو الشعبية. مع اتساع نطاق الدوائر الانتخابية خاصة أن رأس المال والعلاقات القوية داخل اللجان قد تفعل الكثير كما يقولون. حتي الآن تظل عملية تأمين اللجان وإعلان بعض ائتلافات الشباب عن وقوفها أمام اللجان الانتخابية لرفضهم الانتخابات تمثل حالة من الذعر بين الناخبين والمرشحين معاً. وهناك تخوفات من محاولة إحراق اللجان بصناديق الاقتراع من قبل البلطجية وهكذا.. وبوجه العموم فإن الإعلام عن مد فترة التصويت جعلت هناك حالة من الحراك السياسي في الشارع السكندري حيث أقام حزب النور السلفي خيماً إرشادية صغيرة بمختلف الدوائر لتعريف كل ناخب بلجنته ومقره الانتخابي ومواعيد الادلاء بالأصوات لخدمة مجانية تتيح في نفس الوقت للحزب التعرف علي الناخبين وهي دعاية مستمرة كما قام حزب الحرية والعدالة بنفس الموقف المماثل مع قيامه بتجربة جديدة وهي تزويد سيارات تجوب شوارع الاسكندرية ليلاً بميكرفونات تغني أغنية إسلامية تدعو الناخب للادلاء بصوته وان يقول الحق بأن "الإسلام هو الحل". أما الأحزاب السياسية فقد أخذت في عملية إقناع الناخبين بالنزول من جديد علي مدار يومين يتيح للجميع الادلاء بصوتهم بعد أن كان البعض قد أحجم عن عملية النزول.. إلا أن حالة التساؤل يدور حول كيفية إمكانية نزول الموظفين للادلاء بأصواتهم في ظل حشد الإخوان والسلفيين لبعضهم البعض في ساعات الذروة وبوجه العموم وبالرغم من التخاوفات التي لا يجيب عنها أحد تبقي مد عملية التصويت ليومين خبراً سعيداً في نفوس المستقلين والأحزاب ومحل تساؤل وصمت من قبل الإخوان والسلفيين.