ما أشبه الليلة بالبارحة كأن أحداث 28 يناير تتكرر من جديد تدريجياً بالإسكندرية فالاحداث تتوالي علي الثغر بصورة مؤسفة.. شباب الثورة يخرجون في مظاهرات سلمية. والبلطجية يهاجمون أقسام الشرطة ومديرية الأمن ويروعون الآمنين.. وعادت اللجان الشعبة من جديد لشوارع الإسكندرية. شهدت منطقة العامرية أول وثان معارك ضارية واستبسال من اللجان الشعبية بقيادة "بدر عبدالمولي" رئيس اللجنة الشعبية بغرب الاسكندرية ومعه شباب القبائل والعائلات دفاعاً عن قسمي العامرية أول وثاني اللذين تمت مهاجمتهما من قبل البلطجية والمسلحين لإحراق القسمين والاستيلاء علي الاسلحة. ولعل هذا ما جعل الشيوخ في الزوايا علي وجه التحديد بعيدا عن المساجد الكبيرة التي يسيطر عليها السلف والاخوان الذين اكتفوا بالمتابعة عن بعد إلي دعوة الشباب لتشكيل لجان شعبية لحماية الممتلكات وأقسام الشرطة من البلطجية والتربص برجال الأمن خاصة بمنطقة المنشية.. وظهرت بالفعل اللجان الشعبية بمنطقة لوران وجليم وأمام المنازل لحمايتها بعد ان انتشر البلطجية ليلا في شوارع الاسكندرية. أما الحال أمام مديرية أمن الاسكندرية فهو أشبه بالأفلام البوليسية حيث تشهد المديرية هجوما منظما وطبقاً لمنهج موضوع والغرض منه إنهاك قوات الأمن المركزي الذين يواصلون الليل بالنهار لحماية المنطقة حيث يختفي البلطجية طوال النهار ويعاودون التجمع والتظاهر بعد صلاة المغرب.. ليتم قذف المديرية بالخرطوش والطوب وزجاجات مولوتوف.. وقد انضمت مجموعة كبيرة من "الالتراس" بالشماريخ وأيضاً المولوتوف ربما للانتقام من الشرطة بعد أحداث مباراة الأهلي والأوليمبي الأخيرة. ولعل الأغرب حقا هو قيام قائدي سيارات "تونايات" بدون لوحات معدنية تروسيكل بتزويد مهاجمي مديرية الأمن بزجاجات عصائر فارغة وجراكن بنزين لصناعة المولوتوف بينما يقوم المهاجمون بالسطو علي ملابس المواطنين الموضوعة علي أحبال الغسيل بالأدوار الأولي والأرضية لتمزيقها وصناعة فتيل منها لتتم عملية الاشتعال بنجاح. علي الجانب الآخر حضرت مجموعة محدودة العدد من الشرطة العسكرية لمعاونة قوات الشرطة لمدة ساعة ونصف الساعة تقريبا سادها جو من الهدوء وقاموا بوضع عوازل من السلك الشائك وقاموا بإرجاع قوات الأمن المركزي إلي الخلف لتقف علي مقربة من المديرية الا انه وللاسف فان المهاجمين قاموا بتمزيق السلك الشائك وعاودوا الهجوم علي المديرية واستغلال انسحاب الأمن المركزي من الوقت الذي غادرت فيه الشرطة العسكرية للموقع بعد تزايد أعداد المتظاهرين. قام شيوخ المساجد بالنداء من المساجد للشباب لعمل لجان شعبية لحماية الممتلكات والدعوة للتظاهر السلمي وقام الشيوخ بالفعل بالتوجه للتحدث مع مهاجمي المديرية وعاونهم شباب من الثورة والائتلافات لوضع حالة من الهدنة إلا أن المحاولات باءت بالفشل في لحظات فيما قام آخرون مجهولون بقذف المديرية بالطوب والحجارة. بأت أيضا المبادرة السلمية التي قام بها حزب الوسط ومعه المستشار "محمد الخضيري" من خلال لقائهم بمدير أمن الاسكندرية وقائد الشرطة العسكرية ومدير مباحث الاسكندرية ورئيس قطاع الأمن المركزي لفتح المجال للتظاهر السلمي والاعتصام السلمي بالميادين وعدم تعرض الشرطة لهم والإفراج عمن تم القبض عليهم.. وبالفعل أخلت المديرية سبيل "14" متظاهرا كانوا قد هاجموا قوات الأمن المركزي وما أن غادر الخضيري ومن معه الموقع حتي فوجيء الأمن المركزي بهجوم مكثف بأعداد كبيرة فاضطرت مديرية الأمن للاستعانة بثلاثة تشكيلات من الأمن المركزي. اما شباب الائتلافات والاحزاب فكان لهم موقف مخالف تماما محافظين علي سلمية التظاهر حيث ظهروا علي صورة مجموعات صغيرة تتراوح ما بين مائتي إلي 250 متظاهرا علي فترات متباعدة في مظاهرات تنطلق من مسجد القائد إبراهيم حتي المنطقة الشمالية وتزايد عددهم في الفترة المسائية ليصل إلي "3 آلاف" بينما توجد مجموعة أخري معتصمة في ميدان فيكتور عما "نويل" من خلال خيم مقامة بالميدان ولا تقترب من مديرية الأمن بل علي العكس تحاول ابعاد المهاجمين عن المديرية دون جدوي. عدد قتلي الأحداث ارتفع إلي ثلاثة فالأول كان "بهاء السنوسي" والثاني كان المهندس "شريف كامل عبدالحميد "38 سنة" وهو مهندس بترول ويعمل بالسعودية وكان يقف بميدان فيكتور عما نويل.. وقد علمت "المساء" ان التقرير المبدئي للطب الشرعي أكد وفاته نتيجة لإصابته بجسم صلب وقد تم تسليمه إلي أفراد أسرته لدفنه "بالمنصورة". أما المتوفي الثالث فهو "محمد الشافعي" 17 سنة فني لحام من منطقة أبو سليمان بشرق الاسكندرية. اصدرت نقابة الاطباء بيانا أدانت فيه الاعتداء علي الأطباء بالمستشفيات الميداينة وناشدت الاطباء من مختلف التخصصات بالانضمام إلي المستشفي الميداني الذي تقيمه النقابة أو إلي أطقم الطواريء في المستشفيات القربية من مديرية الأمن. وبوجه العموم فإن مديرية أمن الاسكندرية تشهد لليوم الخامس علي التوالي هجمات من جميع البلطجية المندسين من انحاء الاسكندرية وهو ما جعل حالات الذعر تنتشر بن أصحاب المحال التجارية والمواطنين خوفاً من تكرار أحداث يناير.