* من المفروض ألا يمر فوز الفيلم التسجيلي "المملكة" بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان هوليود لأفلام الطلبة مرور الكرام.. فالفيلم صنعه مجموعة من طلبة كلية الاعلام كمشروع تخرج وتم اختياره لدخول المسابقة الرسمية لمهرجان هوليود الدولي لأفلام الطلبة لينافس 85 فيلما من أنحاء العالم ويحصد جائزة أحسن فيلم وثائقي أجنبي. وهذا الفوز في حد ذاته هو اعتراف عالمي بأن صناعه مبدعون ورائعون وحققوا معايير ونقاطاً فنية جيدة لم يحققها غيرهم.. اعتراف بأن هؤلاء الطلبة المصريين الذين لم يتعدوا العشرين من عمرهم سيكون لهم شأن ومكانة محترمة في صناعة الاعلام والأفلام وخلق واقع جديد إذا ما توافرت لهم الظروف والامكانيات لمواصلة عملهم وهنا "مربط الفرس" كما يقولون.. فالسائد عندنا ان هؤلاء الشباب الرائعين المبدعين المتفوقين في كل الكليات وليس كلية الاعلام ومعاهد أكاديمية الفنون فقط يواجهون واقعا مؤلما بعد تخرجهم.. واقعا يفقدون معه بالتدريج طموحهم وأمالهم وأحلامهم ويكفرون فيه بموهبتهم ونجاحهم.. واقعاً يختلط فيه الحابل بالنابل وتذهب فيه فرص العمل لمن لا يستحق وإذا وجدت الفرصة يجدون علي رؤوسهم من هو أقل منهم كفاءة فيسعي إلي سحقهم والوصول بهم إلي حالة اليأس وتضيع كل هذه المواهب وكل هذه الكفاءات ولا يبقي إلا شر البقر. * أنا شخصيا لا أخفي فرحتي وسعادتي بفوز هؤلاء الطلبة بمشروع تخرجهم في مهرجان عالمي ونجاحهم الفائق وسط اقرانهم من مختلف دول العالم فقد أكدوا أن المتميزين المصريين لهم مكان رفيع في العالم ولكن لا أخفي قلقي عليهم وعلي غيرهم من جميع النابهين المتفوقين المبدعين في مختلف العلوم من أنهم قد لا يجدون التقدير المناسب في بلدهم وتقف أمام طموحاتهم البيروقراطية والواسطة وفساد الحياة العملية. * من المفروض بعد ثورة 25 يناير ثورة الشباب ان يحدث تغيير جذري في المفاهيم وفي الوعي السياسي واستشراف المستقبل وأن يتصدر الشباب الواعد المتفوق المبدع مشهد الحياة العامة في مصر في كل المجالات ويجب أن يكون هناك قوانين وقواعد وطرق لعمليات تجديد وإحلال الشباب ودفعهم للصفوف الأولي علي أساس تفوقهم ونبوغهم وإبداعهم ووعيهم ومقدرتهم علي الأداء. * من المفروض أن تتولي وزارة الثقافة ووزارة الاعلام مجتمعتين رعاية المشروع الطموح الذي يحلم به فريق عمل فيلم المملكة الفائز بالجائزة وهو مشروع اعلامي محترم ومتكامل يهدف إلي تقديم اعلام هادف بطريقة مثيرة ومختلفة ويتغلغل في المجتمع ويتميز بالمهنية العالية ولديهم برنامج وأفكار أكثر من رائعة يجب أن يتم مساعدتهم لتنفيذها وعرضها علي الشاشات.. نتمني أن يحتضنهم التليفزيون المصري فقد يغيرون هم وغيرهم من الأجيال المبدعة شكل الشاشة ويقدمون أعمالا احترافية مهنية تتسابق عليها المحطات الأكثر شهرة والأكثر مشاهدة واحتراما.. لدينا الآن أربعة عشر كادرا محترما قادرين علي تقديم أعمال محترمة علي رأسها فيلم المملكة.