* مازال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية يؤكد بين الحين والآخر ان لم يكن دائما انه يفهم الدين الاسلامي علي حق وانه شيخ كبير بعقله وسماحته ومقدرته وتطوره وتغيره .. انه في رأيي مفتي غير تقليدي واتمني من أولئك الذين يتصدون لمسألة الافتاء في الدين والحياة ان يؤهلوا انفسهم للاجتهاد الصحيح الذي ييسر ولا يعسر.. الذي يتوافق مع مجتمعات حديثة تشهد كل يوم طفرات في التقدم والارتقاء ويعرفون مثله ان الدين الاسلامي صالح لكل زمان ومكان. * لقد أدهشتني فتوي الدكتور جمعة ورده حول السؤال الذي وجهه له الدكتور أحمد زويل رئيس مجلس امناء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا حول مدي شرعية تلقي المدينة للتبرعات والصدقات الجارية والاوقاف والزكاة وغيرها.. ليؤكد فضيلة المفتي ان هذا الأمر جائز وانه يدخل ضمن المصارف الشرعية للزكاة "في سبيل الله" مؤكدا ان صرف الزكاة لمدينة العلوم والتكنولوجيا من أولي المصارف بالدعم من اموال الزكاة التبرعات والصدقات. * وباجتهاد رفيع المستوي يعمل العقل لا النقل يقول الدكتور جمعة ان حاجة الافراد والمجتمعات الي العلم اعظم من حاجتها الي المال .. وبقدوة حسنة وبمبادرة متقدمة يقرر ويعلن في ذات الوقت توجيه مخصصات البحث العلمي في مؤسسة مصر الخير التي يترأسها الي دعم مشروع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا. * اعتقد ان هذه الفتوي التي جاءت ن هذا العقل المسلم المستنير ستفتح ابواب الخير علي مشروع تعطل كثيرا وبات من الواجب علينا جميعا تنفيذه لانه سيمثل القاعدة العلمية التي ستبني عليها الاجيال القادمة والحالية منصة انطلاقها للتقدم والدخول بمصر الي مصاف آخر بين الدول المتقدمة وسيزيل عنها عار لحق بها عشرات السنين وهو عار الخروج من قائمة الدول التي تهتم بالبحث العلمي وعار خروج جامعاتها من اي تصنيف علي مستوي العالم. * هذه الفتوي في رأيي ستكون فاتحة خير علي مدينة العلوم والتكنولوجيا وستعجل باتمامها وبدء تشغيلها .. فأهل مصر المحروسة دائما الذين يحرصون علي ايتاء الزكاة وعمل صدقات جارية هم بالملايين ويندفعون نحو عمل الخير اندفاعا ذاتيا ولن يبخلوا ابدا بتوجيه بعض زكاة اموالهم وصدقاتهم الجارية الي مشروع علمي كبير ينهض ببلدهم فهم ينفقون في سبيل الله.. فالخارج في سبيل طلب العلم هو خارج في سبيل الله ومن يمول أهل العلم يدفع في سبيل الله لان هذا العلم تكمن قوة البلاد وتقدمها وفي هذا العلم يتقدم المسلمون ويجدون مكانا محترما يليق بهم علي خارطة العالم.. جزاك الله خيرا يا فضيلة المفتي المحترم المجتهد.. واعانك الله يا دكتور زويل في اتمام مشروع مصر العلمي.