هناك أيام تحتل مكانة خاصة في القلوب وتمتزج بمشاعر مختلفة تتجاوز حدود الزمن. والأحداث. والأشخاص. وهي عادة ما تكون قليلة وتبقي راسخة في الأذهان لأنها تحمل ذكريات غالية وليست مجرد أحداث عابرة. ومن هذه الأيام السادس من أكتوبر .1973 ان الاحتفال بذكري انتصارات أكتوبر ليس مجرد اجترار الذكريات الطيبة.. وإنما لبعث روح الهمة والإيمان في النفوس والأهم من ذلك ترسيخ هذه المعاني كلها في عقل وقلب النشء حتي يتربي علي حقيقة الانتصار. فإذا ما شبوا وجاء دورهم في حمل الراية أقدموا وهم واعون ومدركون تماما لقيمة ما قدمه أسلافهم من قبل. لقد كان هناك شهداء وجرحي وأبطال وساسة ضحوا من أجل الوطن. وخضبت دماؤهم الزكية الطاهرة أرض سيناء. وإذا كانت القدوة قد تراجعت في حياتنا. فالواجب والمسئولية يحتمان أن يبقي شهداء مصر في أعلي مراتب التقدير والعرفان. إننا في أمس الحاجة هذه الأيام أن نري روح أكتوبر إصرارا وعزيمة. وألا نترك أنفسنا لتلك المشاعر اليائسة التي أفقدتنا القدرة علي التركيز وتجاوز حدود ما نراه الآن وما نعيشه من أزمات وكبوات. لقد كان نصر أكتوبر وساما للأمة العربية جمعاء ولم يكن فقط مجرد نصر سياسي. فتحية لكل نقطة دم فاح عطرها يوما فوق رمال سيناء ولتكتب ملحمة يوم من أيام مصر الخالدة. سعد مهلل محمد مدرس اللغة العربية بجناكليس الثانوية الإسكندرية