ليلة القدر من أكبر الدلائل علي رحمة نبينا صلي الله عليه وسلم بنا فهو نبي الرحمة "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". سورة الانبياء: 107. ومدي ارضاء ربنا عز وجل لنبينا في أمته قال تعالي "ولسوف يعطيك ربك فترضي" سورة الضحي 5. فأعمار أمة النبي مقارنة بأعمار الأمم السابقة قليلة فمنهم من كان يعيش ألف عام أو يزيد وأعمار أمة النبي ما بين الستين والسبعين قال صلي الله عليه وسلم: "أعمار أمتي ما بين الستين إلي السبعين وأقلهم من يجوز ذلك". فأصبحت ليلة القدر سبباً معينا علي المنافسة فهي خير من ألف شهر ولا أخفيكم قولاً لقد كان النبي صلي الله عليه وسلم حريصا حرصاً بالغاً علي الاطمئنان علي أمته فهو صلي الله عليه وسلم ارحم بنا من أنفسنا.. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: أن النبي صلي الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام: "رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم" إبراهيم: 36. وقال عيسي عليه السلام: "إن تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم". المائدة: 118. فرفع يديه وقال: "اللهم أمتي. أمتي وبكي" فقال الله عز وجل: "يا جبريل اذهب إلي محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله. فأخبره رسول الله صلي الله عليه وسلم بما قال. وهو أعلم. فقال الله: يا جبريل! اذهب إلي محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك" رواه مسلم. وأصبحت هذه الأمة علي قصر أعمارها ببركة رسول الله صلي الله عليه وسلم أكثر أهل الجنة في بشارة زفها إلينا رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث قال والذي نفسي بيده اني لأرجو ان تكون ربع أهل الجنة "فكبرنا فقال: ارجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة. فكبرنا فقال: أرجو ان تكونوا نصف أهل الجنة. فكبرنا قال: ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود" بل ورد في بعض الاحاديث ان هذه الأمة تبلغ ثلثي أهل الجنة. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من هذه الأمة. واربعون من سائر الأمم". واعتقد ان ليلة القدر هي من أعظم الأسباب التي بها تتقدم بها أمة رسول الله صلي الله عليه وسلم وتنافس الأمم وتنال رضا ربها وتدرك فيها رحمته. وفي المقال القادم بأمر الله سنحاول ان نكشف لطائف هذه الليلة وما فيها من خير وفضل كما جاء في قوله تعالي: "إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر. خير من ألف شهر. تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر. سلام هي حتي مطلع الفجر". سورة القدر: 1: 5. إسلام النواوي من علماء الأزهر الشريف