يعتبر المسلمون أقلية في المكسيك. ولم يكن أحد يعرف - حتي قطاعات عريضة من الشعب المكسيكي- عن وجود مسلمين فيها. إلا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ويشعر كثير من أعضاء المجتمع الإسلامي هناك بالحنين إلي بلادهم ودفء عائلاتهم والأجواء الدينية والتقاليد الشعبية التي تميز الشهر المعظم. نظراً لغياب ذلك في الدولة التي يعيشون فيها الآن. فعلي عكس المجتمعات الإسلامية في دول أخري حيث هناك توفر أجواء خاصة للمسلمين الصائمين. وتتبني عاداتهم خلال شهر رمضان. نجد أن أيام رمضان في المكسيك لا تختلف كثيراً عن الأيام العادية بالنسبة للمسلمين. ولهذا السبب يعتمد المجتمع العربي المسلم الذي يتركز في العاصمة "مكسيكو سيتي". علي إيجاد أجواء روحانية عائلية تذكرهم باللحظات المحفورة في ذاكرتهم حول شهر رمضان وخصوصاً الوجبات المشهورة فيه. ويبدأ صيام مسلمي المكسيك نحو الساعة الخامسة والنصف فجراً. وينتهي الساعة السادسة مساء. وبالرغم من طول ساعات العمل والتي تمتد عادة بين التاسعة صباحاً والخامسة عصراً. إلا إن معظم الصائمين لا يشكون إرهاق الصيام نظراً لأن الجو معتدل البرودة خلال هذا التوقيت من العام. يعيش المسلمون في العاصمة المكسيكية بين 21 مليون مكسيكي. وبالرغم من ذلك يحاولون بشتي الطرق المتاحة توطيد العلاقات فيما بينهم وترسيخ ثقافة التضامن والمساعدة والمشاركة. ومن ثم يقومون بتنظيم إفطار جماعي يومياً علي أرضيات مسجد "بولانكو". ثم يؤدون صلاة العشاء والتراويح. وينظم المركز الثقافي للمجتمع الإسلامي في "مكسيكو سيتي" حفلات الإفطار الجماعي تلك. بالتعاون مع سفارات دول إسلامية علي رأسها الإمارات. وعلاوة علي صلاة التراويح التي تجمع المسلمين في مكسيكو سيتي. يقدم المركز الثقافي الإسلامي برنامجا متنوعا يشمل دروساً تعليمية وعبادات علي مدار الشهر الكريم. ويواجه عدد كبير من مسلمي المكسيك صعوبات في حضور الأنشطة التي يقيمها المركز الثقافي الإسلامي. نظراً لأنهم يعيشون في أماكن بعيدة علي أطراف العاصمة المعروفة بأنها من أكبر مدن العالم من حيث عدد السكان والاتساع؛ حيث يتطلب وصول بعض المسلمين إلي مقر المركز نحو الساعة أو الساعتين. ويتراوح عدد الذين يحضرون الإفطار الجماعي وصلاة التراويح بين 20 و 50 مسلماً يومياً. ما يعكس صغر الأقلية المسلمة المقيمة هناك. ومعظم المسلمين في المكسيك. يأتون من أصول باكستانية ومغربية وسورية ولبنانية وفلسطينية ومصرية. ويفضل المجتمع المغربي المسلم في المكسيك. علي سبيل المثال. تناول حلوي "الشباكية" و"السفوف المغربية" في رمضان. ويقدر عدد المسلمين في المكسيك حاليا بحوالي 110 آلاف مسلم موزعين بين 27 ولاية في هذا البلد الشاسع المساحة الذي تقترب مساحته من مليوني كيلومتر مربع ويعد رقم 15 في العالم من حيث المساحة.