في رفقة رجل يتمتع بالكثير من الصفات الطيبة وأعلم أهل قريش بالانساب انه عقيل بن أبي طالب بن مناف بن عبدالمطلب القرشي الهاشمي ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم. وهو أخو علي وجعفر لابويهما وهو أكبرهما. ويكني بأبوزيد وأمه فاطمة بنت اسد بن هاشم. وفي ذات الوقت كان عقيل حبيب. رسول الله صلي الله عليه وسلم في الطبقات الكبري لابن سعد قال له النبي صلي الله عليه وسلم: اني احبك حبين حباً لقرابتك وحباً لما كنت أعلم من حب عمي إياك.. وهذا الرجل الهاشمي كان قد خرج مع المشركين إلي غزوة بدر مكرها وخلال معارك بدر تم أسر عقيل لكن عمه العباس افتداه لانه كان كثير الأموال. ثم اتي رسول الله صلي الله عليه وسلم قبل الحديبية وأعلن اسلامه وهاجر بعد ذلك إلي النبي صلي الله عليه سنة ثمان من الهجرة وشهد غزوة مؤتة ثم اعتراه المرض فلم يسمع له بذكر في غزوة الفتح ولا حنين؟ولا الطائف لكن في يوم خيبر أعطاه رسول الله صلي الله عليه وسلم مائة وأربعين وسقا سنة تقديراً لدوره. وقد قيل أن عقيلاً كان ممن ثبت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم حنين. عقيل بن ابي طالب كان يتميز بسرعة الاجابة التي تسكت الخصم أيا كان شأنه ويتمتع بالكثير من الصفات الحسنة في هذا المجال بالاضافة إلي أنه أعلم بانساب بني قريش ويحيط بما كان يجري في ايامهم خلال تواجده بينهم وكان يعرف الكثير من مساوئ بني قومه رغم أنه كان يبغضها. وكان لعقيل بساط خاص به في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم ويحظي بمقابلة الكثير من الناس في هذا المكان للوقوف علي اسرار ايام العرب والاحاطة بانساب القبائل العربية وصلات الترابط فيما بينها. وكان يكثر من ذكر مقالب قريش فعادوه وكان مما أعانهم عليه مفارقته أخاه عليا رضي الله عنه وانطلق إلي معاوية بالشام ومن المفارقات أنه قيل لعقيل: ان معاوية قال له يوماً: هذا أبوزيد لولا علمه بأني خير له من أخيه. لما أقام عندنا لكن عقيل قال: اخي خير لي في ديني وأنت خير لي في دنياي. وقد أثرت دنياي. وأسأل الله حسن الخاتمة. ورغم معرفة عقيل بهذه الحقائق إلا أنه عبر عن رغبته وكشأن أي رجل من أهل الايمان سأل ربه حسن الخاتمة توسلاً في عفو الله وتجاوزه عن هذا الاختيار. عقيل بن أبي طالب رغم أنه كان يعرف الكثير من الحقائق عن مسيرة الحياة وخصائص القبائل إلا أنه كان يميل لعرض الدنيا وقد عبر عن ذلك صراحة وفي داخله يكمن الحق ولذلك كان الرجا يتردد في داخله فعبر عنه بما قال انفا "أسأل الله خاتمة غير عنه" وعقيل كان ممن الذين يتوافد إليه الناس حيث يتحاكمون لديه فعن ابن عباس قال: كان في قريش أربعة يتنافر الناس اليهم ويتحاكمون هم: عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل الزهري وأبوجهم بن حذيفه العدوي وحويطب بن عبدالعزي العامري. وقد كان عقيل قليل الحديث وقد روي عنه ابنه محمد والحسن الدجوي وغيرهما ومما يروي عن ابنه محمد قال: تزوج عقيل بن أبي طالب فخرج علينا. فقلنا له: بالرفاء والبنين. فقال: لا تقولوا ذلك فإن النبي صلي الله عليه وسلم نهي عن ذلك وقال: قولوا: بارك الله لك وبارك عليك وبارك لك فيها. وقد افته المنيه في خلافه معاوية. ولحب رسول الله صلي الله عليه وسلم في ابن عمه ولليقين المستقر في قلبة كما ظهر من أقواله كان سبباً في ضمه للرجال من أهل الايمان. رحمه الله رحمة واسعة