قال الله تعالي "إياك نعبد وإياك نستعين" : أطلق سبحانه فعل الاستعانة ولم يحدد نستعين علي شيء أو نستعين علي طاعة أو غيره .إنما أطلقها لتشمل كل شيء وليست محددة بأمر واحد من أمور الدنيا. وتشمل كل شيء يريد الإنسان أن يستعين بربه لأن الاستعانة غير مقيدة بأمر محدد. وقد عبر سبحانه عن الاستعانة والعبادة بلفظ ضمير الجمع "نعبد ونستعين" وليس بالتعبير المفرد أعبد وأستعين وفي هذا إشارة إلي أهمية الجماعة في الإسلام لذا تلزم قراءة هذه السورة في الصلاة وتلزم أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين مرة . وفيها دليل علي أهمية الجماعة عامة في الإسلام مثل الحج وصلاة الجماعة . الزكاة . الجهاد .الأعياد والصيام. إضافة إلي أن المؤمنين إخوة فلو قال إياك أعبد لأغفل عبادة إخوته المؤمنين وإنما عندما نقول "إياك نعبد" نذكر كل المؤمنين ويدخل القائل في زمرة المؤمنين أيضًا. كلمات قرآنية قد تُفهم خطأ * قال تعالي: "وإذْ زيَّنَ لهم الشيطانُ أعمالَهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جارى لكم" الأنفال 48 جارى لكم أي أنا مجيركم وأنتم في ذمتي وحماي وليس المراد أنه مقيمى بجوارهم . * قال تعالي :" نسوا الله فَنَسِيَهُمْ " أي تركوا أمر الله فتركهم من رحمته وتوفيقه . وليس النسيان الذي هو بمعني السهو والذهول لأنه " وما كان ربُّك نَسِيّاً " " لا يضل ربي ولا ينسي ".. قال تعالي :" ولا تزهق أنفسهم وهم كافرون " أي تخرج أرواحهم ويموتون . وليس معناها يكتئبون وتضيق صدورهم. من طرائف إياس بن معاوية قيل لإياس بن معاوية القاضي : إن فيك غيوبًا : دمامة الشكل وإعجابك بقولك . وعجَلتَك بالحكم . فقال : أما الدمامة فليس أمرها إليّ.. وأما الإعجاب بالقول : أفليس يعجبكم ما أقول؟ قالوا : بلي . قال : فأنا أحق بالإعجاب بقولي . وأما العجلة بالحكم فكم هذه ؟ ومدَّ أصابع يده فقالوا : خمس فقال : أَعَجِلْتم بالجواب . ولم تَعُدّوها إصبعًا إصبعًا . قالوا : كيف نعدّ ما نعلمه ؟! فقال وأنا كيف أؤخر حُكم ما أعلمه؟! من لطائف الأقوال قالوا ينبغي لمن عَظُم قدره . وامتثل نهيه وأمره وانتشر في الخافقين ذكره . أن يكون للإعجاب مطرحًا وعن الكِبر منتبذًا ومنتزحاً . فإِنَّ هِمّة الرجل العاقل الفاضل شريفة عليَّة . وباختفار ما أُوتيت من رئاسات الأعمال والأمور مليّة. قال ذو النون : من تطأطأ لقي رطبًا . ومن تعالي لقي عطبًا. وقال عروة بن الزبير : التواضع من مصائد الشرف . وكل نعمة محسود عليها إلا التواضع.