يشيع عصر اليوم الإثنين من مسجد عمر مكرم جثمان الإذاعية القديرة آمال فهمي والتي وافتها المنية أمس الأحد بمستشفي المعادي العسكري بعد صراع طويل مع المرض لتدفن بمقابر سيدي عبدالله بالخليفة. من المقرر أن يقام عزاء الراحلة السبت المقبل بنفس المسجد. نعت الهيئة الوطنية للإعلام ونقابة الإعلاميين الراحلة. وقال حسين زين رئيس الهيئة في بيان له: إن الإذاعة المصرية والعربية فقدت إعلامية قديرة لم ينقطع أبدا عطاؤها المتميز للاعلام المصري. حيث كانت نموذجا يحتذي به في المهنية والاحترام وخلال رئاستها لإذاعة الشرق الأوسط عملت علي تقديم إعلام هادف وتتلمذت علي يديها أجيال عديدة. كما نعي مجلس نقابة الإعلاميين بمزيد من الحزن والأسي رحيل الإعلامية القديرة آمال فهمي. وقال الإعلامي حمدي الكنيسي نقيب الإعلاميين: فقدنا إذاعية قديرة امتلكت ناصية الكلمة. فأثرت مسامع المصريين بالعديد من البرامج الحوارية الراسخة في وجدان المواطن المصري والعربي عبر ميكروفون الإذاعة المصرية. داعيا المولي أن يرحمها وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان. مسيرة عطاء من جانبها قالت نادية مبروك رئيس الإذاعة المصرية: اننا نعزي أنفسنا ونعزي الشعب العربي كله. علي فقيدتنا الإعلامية الكبيرة آمال فهمي. مضيفة ان الإعلامية الكبيرة شكلت مسيرة عطاء كبيرة تعلم منها أجيال كثيرة علي مستوي الإذاعة. من خلال برامجها الإذاعية والتي اشتهرت بها ومنها برنامج "علي الناصية" مؤكدة أن الإذاعة سوف تعيد هذه البرامج من خلال شبكتي الشرق الأوسط والبرنامج العام. ملكة الحوار كما نعت الإعلامية القديرة سناء منصور الراحلة وقالت: لن يجود الزمان بإعلامي مثلها فهي تعتبر إحدي "فلتات" القدر للإعلام. ويكفي ما كانت تتمتع به من ذكاء شديد ورؤية ثاقبة فهي تستحق وعن جدارة لقب "ملكة الحوار" رحمها الله. أضافت: انها كانت تتواصل دوما مع الراحلة عبر الهاتف وآخر مرة تواصلت معها كان في عيد الأم الماضي لتهنئتها ولكنها كانت نائمة وأبلغتني بذلك إحدي المرافقات لها بالمستشفي مؤكدة انها حدثتها شخصيا قبل ثلاثة أشهر وطلبت منها موعدا للحضور لرؤيتها ومعي الفنان القدير سمير صبري إلا انها رفضت حتي لا نراها في حالة صحية متدهورة رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته. قيمة إعلامية وإذاعية قالت د. لمياء محمود رئيسة إذاعة صوت العرب: هي أستاذة وقيمة إعلامية وإذاعية كبيرة لا تنسي ومن جيل العمالقة وقدمت علي مدار ستين عاما اعمالا إذاعية متميزة منها علي سبيل المثال البرنامج الشهير علي الناصية وغيرها من البرامج المتميزة ستظل خالدة في المكتبة الإذاعية. تاريخ كبير أشار د. حسن مدني رئيس شبكة البرنامج العام إلي أنه بكل الأسي والحزن فقدنا علما من أعلام الإذاعة المصرية الراحلة آمال فهمي والتي لها تاريخ كبير قدمته طوال سنوات الإذاعة وتعتبر علامة من علامات الإذاعة المصرية في عالم الحوار الإذاعي وكانت صاحبة رؤي وفكر متميز كما انها تميزت بمشاعر الأمومة والانسانية بدرجة كبيرة وبمجرد علمنا بخبر الوفاة قدمنا لها فترة كاملة عنها لمسة وفاء مع كبار الإذاعيين ضمن الحلقات التي كانت قد سجلتها بصوتها معهم منهم عمر بطيشة ونادية صالح. أم بمعني الكلمة أما المخرج الإذاعة علي عبدالعال بالبرنامج العام فأكد أن الراحلة كانت إعلامية وإذاعية قديرة وكانت أما بمعني الكلمة وساعدت عددا كبيرا من المستمعين في حل مشاكلهم من خلال برامجها وهي إعلامية تميزت بالنواحي الانسانية والعطاء وتتلمذ علي يديها الكثير من شباب الإذاعيين الذين أصبحوا نجوما أمام ميكروفون الإذاعة حاليا. ولدت الراحلة عام 1926 وحصلت علي ليسانس الآداب قسم اللغة العربية جامعة القاهرة. ثم تعينت بالإذاعة عام 1951 وهي أول من أدخل الفوازير في الإذاعة العربية ومن أشهر برامجها علي الناصية. جائزة مصطفي وعلي أمين آمال فهمي هي الوحيدة في مبني الإذاعة والتليفزيون التي فازت بجائزة مصطفي وعلي أمين للصحافة حيث حولت تحقيقاتها الصحفية إلي تحقيقات إذاعية والذي لاقي نجاحا ساحقا كما حصلت علي لقب ملكة الكلام للوطن العربي. كانت أول سيدة ترأس إذاعة الشرق الأوسط عام 1964 ثم وكيلا لوزارة الإعلام فمستشارا لوزير الإعلام تولت منصب مستشار الإذاعة في فترة الثمانينيات الا انها طوال هذه السنوات وعلي الرغم من مسئولياتها العديدة فإنها لم تتخل عن تقديم برنامج علي الناصية. عرضت الإذاعية الكبيرة آمال فهمي مختلف القضايا. فمثلا قامت بالتسجيل في الجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي مع أحد الجنود في وسط ميدان الحرب والتقت من خلال برنامجها الكثير من الشخصيات المهمة منهم رائد الفضاء الروسي "جاجارين" وقامت من خلاله بالنزول في أحد الاحتفالات بعيد البحرية في غواصة من القوات البحرية إلي عمق 800 قدم تحت سطح الماء. التقت عمال المناجم بالحمراوين علي عمق 200 متر تحت سطح الأرض كما جعلت من هذا البرنامج مساحة لجمع التبرعات لمستشفيات القلب والأورام.