منذ بدأت مسابقة الدوري العام لكرة القدم من أول مواسمها 1949/48 وزامل المباريات ولقاءات الفرق والبحث عن الفوز والهروب من الهزيمة أحداث شغب عديدة بين الجماهير إما بسبب التعصب الأعمي أو قرارات الحكام وألوان كثيرة أدت إلي إلغاء المسابقة مرتين الأولي في موسم 1955/54 بعد مباراة الأهلي والترام والثانية عام 1971 بعد عودة المباريات في أعقاب حرب 67 وذلك في لقاء الأهلي والزمالك وتطورت أحداث الشغب إلي إعادة مباريات وإلغاء بعضها إلي ما حدث بعد أحداث مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد والتي راح ضحيتها أكثر من 70 من مشجعي الأهلي ثم ما حدث في ملعب الدفاع الجوي. وحتي بعد أن ظهرت مبادرة جديدة لعودت الجماهير للمدرجات جاءت أحداث مباراة الأهلي ومونانا الجابوني ما جري من بعض الجماهير الخارجة عن الأخلاق والقانون وتوجيه السباب لرموز كثيرة أعقبها تحطيم مقاعد استاد القاهرة وكذلك ما حدث بعد أحداث لقاء الزمالك مع أهلي طرابلس وما جري في استاد برج العرب مما أدي في النهاية إلي تأزم موقف عودة الجماهير إلي المدرجات ووصل لنقطة الصفر مرة أخري. وعاد الموقف لعودة المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة ليعيد محاولاته مع الأجهزة الأمنية من جديد لعودة الجماهير مرة أخري علي أن تتولي الشرطة وحدها الإشراف العام علي حفظ النظام في المباريات من بداية دخول الجماهير من البوابات وحتي داخل الملعب كما هو متبع من بداية انطلاق المسابقة نظراً لاحترام رجل الشرطة عند الجماهير وهيبتهم وخبرتهم فقط في حفظ النظام بعد أن فشلت تجربة الأمن الخاص أو المدني إما لقلة الخبرة أو أسلوب التعامل ونظرة الجماهير لهم وعدم تقديرهم في عمليات الدخول وتواجدهم بين الجماهير في المدرجات. لذا لابد بالفعل من الاعتماد علي الشرطة وزيادة عددهم خاصة الرجال السريين وتواجدهم وسط الجماهير لتسهيل عملية إيقاف أي نوع من الشغب بمختلف أساليبه ولحفظ النظام وإيقاف أي شغب ويساعد قوات الشرطة بملابسهم الرسمية حول الملاعب وذلك في حد ذاته سوف يردع من يفكر في الخروج عن النظام لمجرد مشاهدتهم كما كان يحدث في الماضي بكل قياداتهم أصحاب الخبرة والهيبة وإيقاف أي شغب قبل وقوعه كما هو شعارهم الدائم. وهناك أمر آخر لاستكمال عملية التأمين ونجاح انضباط المباريات ويعود لرجال منظومة اللعبة ذاتها بفرض عقوبات رادعة لأي طرف من المنظومة يخرج عن النص كما يحدث حالياً من لجنتي المسابقات والحكام من أداء واجبهما تماماً بالنسبة للمسئولين الفنيين والإداريين واللاعبين وكذلك الحكام بكل حيدة وانضباط فضلاً عن عدم الاستماع للرجاءات والاستعطاف للإفراج عن متسببي الشغب والخسائر ليكونوا عبرة لمن يحاول تعكير جو المباريات والاستمتاع بمشاهدة مباريات نظيفة مع مزيد من توعية الإعلام بأهمية المشاهدة الجيدة بعيدة عن أي شغب والخروج عن النص واحترام اللوائح والقوانين.. وبالتوفيق.