كنا نتمني أن تنتهي مباراتنا مع البرتغال بالهدف الذي أحرزه نجمنا المتألق دائما محمد صلاح ليس لمجرد أن نحقق الفوز فقط علي بطل أوروبا فقط ولكن لأننا نستحق ان نفرح بهذا المنتخب الذي قدم واحدة من أجمل مبارياته تحت قيادة الأرجنتيني كوبر العاشق للطرق الدفاعية التي كثيراً ماكنا نشكو منها. الخسارة أمام البرتغال بنجمه رونالدو لا تقلل من المجهود الذي بذله لاعبونا والاداء الراقي جدا الذي قدموه طوال المباراة الذي اختفي معه بريق نجوم البرتغال وعلي رأسهم رونالدو الذي ظهر فجأة في آخر دقيقتين من الوقت بدل من الضائع وسرق فرحتنا التي كنا نحلم بها.. مما يجعلنا نحذر من الوقت الضائع مستقبلا. منتخبنا ظهر بثوب مختلف تماما عن الذي كان عليه في بطولة أمم أفريقيا التي جاء فيها وصيفا ووضح انه سيكون رقما صعبا في مونديال روسيا بعدما غير كوبر مديره الفني فكره تماما واستغني عن الطريقة الدفاعية التي كانت السمة الرئيسية لاداء المنتخب ومنح اللاعبين حرية تامة في التحرك في الملعب.. وان كنا نعيب عليه مع هذه الخسارة عدم اللجوء إلي طريقته في الدقائق الأخيرة من المباراة التي لدغنا فيها الدون رونالدو بهدفين لا معني لهما في ظل غياب الرقابة عليه من أحمد حجازي وعلي جبر. والمستوي الذي قدمه الفراعنة أمام بطل أوروبا السبب الأول في حالة الحزن التي انتابت الجماهير بعد انتهاء المباراة والتي منت نفسها ان يحقق فريقها فوزا علي بطل اوروبا ليستعيدوا ما قدمه الفراعنة أيام زمان وبالتحديد عندما قدموا أروع أداء في مونديال ايطاليا 90 امام هولندا بطل أوروبا وقتها علي يد الراحل محمود الجوهري وكانت هولندا تضم الثلاثي المرعب فان باستن وكومان وخوليت ورغم ذلك انتزعنا التعادل في أول مباراة بالمونديال.. وجاء اداؤنا أمام البرتغال لنؤكد اننا متخصصون في الابداع أمام الأبطال.. وان الخسارة أمام رونالدو ورفاقه لا يقلل من المتعة التي جعلتنا نطمئن علي اننا لن نكون منتخبا عاديا. وبغض النظر عن النتيجة التي كانت ستفرق معنا كثيرا لو انتهت بالفوز إلا انه من الطبيعي ان يكون كوبر ومعاونوه قد استفادوا من التجربة التي كانت قوية والتي كشفت عن أخطاء يجب ان يعالجها خلال اليومين القادمين قبل مواجهة اليونان ليس من أجل الوديات فالأخطاء يمكن ان نتقبلها في أي ودية لأن الوقت أمانا لتلافيها وعلاجها والابتعاد عنها في الوقت المناسب قبل المعمعة المونديالية التي نأمل ان نحقق فيها المفاجآت السارة للجماهير. المباراة كانت شهادة ميلاد لمحمد الشناوي حارس الأهلي الذي أثبت انه فعلا إضافة للمنتخب.. والذي ظهر كعادته أكثر ثباتا وان ارتبك في البداية وهو شئ طبيعي له لكنه مع مرور الوقت استعاد ثقته ووقف علي أرض صلبة وأنقذ بعض الكرات الخطرة التي وصلته رغم قلتها. ولاشك ان كوبر سيعيد حساباته مرة أخري في المباراة المقبلة بعدما أخذ بأيدينا وأدخلنا أجواء المونديال من أوسع أبوابه وسيضع السيناريو الأفضل ليس للوديات بل للمونديال.. وأجدني واثقا من أن الفراعنة سيكسبون الرهان بعد الثقة التي منحنا المنتخب اياها رغم حالة القلق التي كانت تنتابنا من قبل.