"مأساة" أقل وصف يمكن اطلاقه علي ما يحدث لأهالي قرية "17" التابعة للوحدة المحلية لقرية الابعادية مركز الحامول بكفر الشيخ.. نيران مجهولة التهمت أثاث ومحتويات 18 منزلاً حتي الآن تتجاوز قيمتها مئات الألوف من الجنيهات.. ناهيك عن حالة الرعب والفزع والخوف التي تسيطر علي الكبار قبل الأطفال.. وهو ما اضطر معه باقي أهالي القرية لاخلاء منازلهم من الأثاث والمحتويات.. ووضعها في العراء. طالب أبناء القرية البائسة من المسئولين بالمحافظة وعلي رأسهم اللواء سيد نصر محافظ كفر الشيخ والمهندسة عايدة ماضي رئيس مركز ومدينة الحامول والمحاسب السيد مسلم وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالمحافظة النظر إليهم بعين الاهتمام والرحمة وألا يأخذوا مأساتهم باستخفاف ولا مبالاة. الأهالي اتهموا الجان الخفي باشعال النيران كما حدث من قبل في أماكن أخري داخل المحافظة.. مؤكدين ان الحادث ليس الأول من نوعه بكفر الشيخ فقد سبق وان اشتعلت النيران في منازلهم بقرية تيدا بمركز سيدي سالم منذ 10 أعوام تقريبا وعلل وقتها الأهالي السبب بتحضير الجان وعدم القدرة علي صرفه ما سبب الحرائق التي استمرت لأكثر من شهر.. كما شهد مجمع بسطويسي بقرية فدان الفقي مركز سيدي سالم منذ ثلاثة شهور حرائق مماثلة ولنفس السبب السابق. وتمت السيطرة عليه باحضار شيوخ لقراءة القرآن وعمل محاولات لانقاذ الأهالي من الحرائق.. كما قامت قوة خفية منذ ثلاثة شهور باشعال نيران مجهولة المصدر في منزل مكون من ثلاثة طوابق بقرية صندلا مركز كفر الشيخ دون معرفة أسباب الحريق.. ووقتها قال العديد من مواطني القرية ان الجان الخفي وراء اشعال النيران التي التهمت كل شيء داخل المنزل ما أثار فزع ورعب سكان المنزل ليتركوه ويقيموا بالشارع في العراء أمام منازلهم. والغريب في الأمر ان هذه النيران المجهولة التهمت جميع أثاث ومفروشات المنازل بقرية "17" حتي تفحمت تماما وتركت النيران المصاحف الشريفة وآيات القرآن المعلقة علي الحوائط دون مسها بسوء حيث احترق شاشة تليفزيون وريسيفر دش خاص بأحد المنازل والترابيزة الموضوعة عليها.. ولم يتأثر المصحف الشريف الموجود في أحد أدراج هذه الترابيزة بأي سوء وذلك أمام بصر وأعين جميع أبناء القرية.. وما زاد الطين بلة ان العديد من أبناء القرية نقلوا أثاث منازلهم إلي دار المناسبات الملحقة بالمسجد الرئيسي بالقرية ولكن النيران المفاجئة التهمت أجزاء كبيرة منها وسط عويل وصرخات المواطنين. وأمام هذه الحرائق المتكررة والمجهولة المصدر وضع المسئولون سيارة إطفاء كبيرة بخراطيمها وسط الشارع الرئيسي بالقرية لمواجهة أي طارئ أو حرائق مفاجئة. يقول عبدالعزيز غريب حسن ومحمد يحيي محمد ومحمد فكري المتولي وعبدالفتاح أبوشعيشع وسعد عبدالفتاح أحمد من أبناء القرية: نحن عيش مأساة بكل المقاييس.. ولا أحد يشعر بنا من المسئولين بالمحافظة حيث لم يقدموا حتي الآن أي مساعدات مادية أو عينية للأسر المنكوبة التي التهمت النيران محتوياتهم.. مؤكدين ان باقي أهالي القرية الآخرين فضلوا اخراج أثاثهم ومحتويات منازلهم وسط الشوارع والميادين خوفا من التهام النيران المجهولة المصدر لها. أضافوا: بدأت الحرائق بعد صلاة يوم الجمعة الماضية منذ ستة أيام بمنزل المواطن السيد الصيفي المكون من ثلاثة طوابق.. حيث التهمت النيران بلا شفقة ولا رحمة 6 شقق سكنية به وامتدت النيران بعد ذلك إلي منازل المواطنين السيد عبدالمنعم حيث التهمت النيران به شقة نجله حسني عريس ومتزوج حديثا ثم منازل المواطنين محمد رمضان أبوشنب وفوزي أبوشنب وتامر يحيي وشقيقته فادية وخالد محمد عبدالحليم. فأين المسئولون داخل المحافظة من هذه المأساة بعد ان فشل الشيوخ الذين حضروا من جميع محافظات الجمهورية في وقف النيران التي يتم نسبها إلي القوي الخفية من الجان. يؤكد خضر عميرة وعلي عبدالمحسن عبدالوهاب وميرفت رمضان أبوالفتوح وصباح حسن محمد وفادية يحيي محمد وسماح فوزي رمضان من أبناء القرية: الغريب والعجيب ان هذه النيران المجهولة المصدر التهمت أمام الجميع أثاث ومحتويات المنازل في غمضة عي ولم تمس من قريب أو بعيد المصاحف الشريفة والكتب الدينية والآيات القرآنية المعلقة علي حوائط هذه المنازل بأي سوء ما يؤكد ان القرآن الكريم محفوظ من قبل الله سبحانه وتعالي. وأضافوا: نريد مساعدتنا في الوصول إلي هذه القوي الخفية سواء كانت من الجان أو غيره حيث التهمت النيران شاشة تليفزيون الريسيفر والترابيزة الخاصة بأحد المنازل بينما تم العثور علي المصحف الشريف في درج الترابيزة سليما من أي احتراق وقد تردد عدد من المشايخ علي المنازل وأكدوا أن جن يفتعل الحرائق ومنهم من عجز عن تفسير تعدد الحرائق.. واضطر بعضهم لترك القرية دون تفسير لتلك الحرائق. طالب سيد عبدالنبي من أبناء القرية المجاورة بعدم الانسياق وراء الشائعات وان هذه النيران المجهولة مصدرها الجان أو خلافه ولكننا نريد مساعدة هؤلاء البؤساء من أبناء القرية ماديا أو عينيا من قبل المسئولين وذلك بعد التهام النيران جميع محتويات وأثاث منازلهم.. فنحن جميعا نعيش في مأساة حقيقية ورعب وفزع من هذه النيران. يقول المهندس مدحت كامل موظف بالإدارة الهندسية بالوحدة المحلية لمركز ومدينة الحامول: نحن لم نقصر في شيء تجاه القرية البائسة ونرابط بسيارات المطافيء وسط الشارع منذ ستة أيام علي مدار ال24 ساعة تحسبا لأي طارئ ونقوم باخماد أي نيران تشتعل في أي مكان داخل القرية وهذه الظاهرة غريبة نريد تفسيرا لها من علماء الدين والأزهر الشريف. نفي الشيخ سعد الفقي وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ والشيخ حسن عبدالله بالأوقاف والشيخ أحمد الحويشي من علماء الأزهر الشريف ان يكون وراء الحرائق الجن.. فلابد من وجود أسباب أخري لاشتعال النيران في المنازل لانه ليس له ولاية أو سلطة علي الأنس إلا في حالات نادرة وهي ان ابليس شخص فقط أما ان يقوم بكشف غطاء أو اشعال نار أو افساد فهذا ما لم يجعل الله له سلطانا فيه. وكان اللواء أحمد صالح مدير أمن كفر الشيخ قد تلقي بلاغا من العميد حسام نبيه مأمور مركز الحامول بنشوب حرائق مجهولة في منازل بقرية 17 مركز الحامول.. وكلف حكمدار المديرية اللواء فريد مصطفي واللواء محمد عمار مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية والعميد رضا عبدالحميد مدير إدارة الحماية المدنية للانتقال لموقع البلاغ والحرائق بالاضافة لتواجد مأمور مركز شرطة الحامول وتم الاستعانة بسيارتي إطفاء تابعتين لمركز الحامول وقرية غرب تيرة لاخماد تلك الحرائق ومازال رجال الأمن مرابطين بالقرية.