كثيرا ماتساءلت بيني وبين نفسي لماذا لم يقم الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة الي سلطنة عمان رغم زياراته المتكررة لدول مجلس التعاون الخليجي باستثناء قطر منذ توليه مهام منصبه قبل مايقرب من أربع سنوات؟! هل العلاقات المصرية العمانية مثلا اصبحت ليست علي مايرام؟!.. نعم هناك زيارات رسمية لمسئولين مصريين للعاصمة العمانيةمسقط كما أن هناك زيارات رسمية لمسئولين عمانيين الي القاهرة.. فلماذا لم يلتق الرئيس السيسي بالسلطان قابوس سلطان عمان طوال هذا الوقت؟ظلت تلك التساؤلات حائرة حتي جاءت زيارة الرئيس لسلطنة عمان الاسبوع الماضي لتزيل كل هذه الهواجس والظنون فالاستقبال كان اسطوريا والحفاوة العمانية والترحيب بالرئيس المصري فاق الوصف لتؤكد ان العلاقات المصرية العمانية لاتزال علاقات قوية ومتميزة وراسخة وان ظنوني كلها لم تكن في محلها!. لمن لايعرف مصر وسلطنة عمان تربطهما علاقات تاريخية قديمة تعود الي أكثر من 3500 عام منذ عهد الملكة حتشبسوت التي كانت ترسل سفنها التجارية الي بلاد بونت وهو الاسم الذي كان يطلق علي محافظة ظفار العمانية لتعود محملة باللبان العماني الذي لاتزال سلطنة عمان تشتهر به حتي وقتنا هذا ويستخدم كبخور حيث كانت الملكة حتشبسوت تعطر به معابدها.. ومنذ ذلك الوقت ظلت العلاقات بين البلدين الشقيقين ممتدة علي مر التاريخ وكلنا لاينسي الموقف التاريخي للسلطان قابوس حين رفض قطع العلاقات مع مصر مثلما فعلت الدول العربية عقب زيارة الرئيس السادات لإسرائيل عام 1977. وفي الواقع حرص السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان منذ توليه مقاليد الحكم قبل اكثر من 40 عاما علي التواصل مع مصر في مختلف المراحل التي مرت بها الامة العربية .. هكذا يقول يوسف بن علوي الوزير العماني المسئول عن الشئون الخارجية تعقيبا علي زيارة الرئيس السيسي لمسقط والذي أكد أن سلطنة عمان تنظر الي مصر علي انها "عكاز الامة العربية وهي اليوم كذلك المنصة التي تجمع الامة العربية ودورها مشهود ويتعاظم ".. ولمن لايعرف يوسف بن علوي هو الوزير العماني المخضرم الذي يتولي الشئون الخارجية العمانية منذ اكثر من 35 عاما وكثيرا ما لعب دور رجل المطافئ بتوجيهات من السلطان قابوس لحل العديد من الخلافات في منطقة الخليج ولقد نجحت سلطنة عمان بفضل السياسة الحكيمة للسلطان قابوس في ترسيم حدودها مع جيرانها تحت شعار "لاضرر ولاضرار". عشرون عاما عشتها في العاصمة العمانيةمسقط وكنت قريبا من دوائر صنع القرار بحكم عملي الصحفي في صحيفة الوطن العمانية وأشهد أن الدبلوماسية العمانية نموذج يحتذي لترسيخ السلام والامن ونزع فتيل الصراعات وكثيرا ما لعبت السلطنة هذا الدور بامتياز حيث دائما ماتقوم بدور الوسيط النزيه والصادق لحل العديد من الخلافات الاقليمية. ** كلام وبس : نعم لكل أجل كتاب.. كلنا سيموت تلك نهاية كل مخلوق ولكن صدمة الموت المفاجئ قاسية ومؤلمة.. هذا ماشعرت به وانا أتلقي خبر وفاة الزميل الخلوق خالد العشري الذي وافته المنية الثلاثاء الماضي.. رحمك الله ياخالد وألهم أهلك وذويك وزملاءك الصبر والسلوان.