لأننا نعيش حالة عشق مع أشقائنا في السعودية فلا مانع من أن نفتح لهم خزائن الود والمحبة وتصبح طلباتهم أوامر بالنسبة لنا.. هكذا نحن المصريين إذا عشقنا نعطي بسخاء. وإذا غضبنا نمنع دون أن يغضب منا أحد.. وهي طيبة من نوع خاص زرعت في قلوب المصريين.. ومن ضمن مظاهر المودة الترحيب المباشر برحيل معظم نجوم مصر للدوري السعودي.. هذه هي الخطوة الأولي عند طلب أي لاعب حتي لو كان يستحق اللعب في الدوري الأوروبي.. أما الخطوة الثانية التروي قبل الرحيل.. وفي النهاية يحدث الرحيل.. وهناك خطوة ثالثة وهي المماطلة والتمسك باللاعب لبعض الوقت بداعي الحاجة إليه ثم تتم الموافقة علي الرحيل.. أما الرفض فيأتي للضرورة القصوي عندما يصبح الاستغناء عن اللاعب فضيحة.. ولدينا القدرة علي تبرير فكرة الرحيل لطمأنة الجماهير علي تلك الخطوة.. ومنها عدم الحاجة لهذا اللاعب في هذا التوقيت وأن هناك مقابلاً ماديًا مجزيًا للاعب يريد أن يؤمن به مستقبله ولو جلس لن يعطي بنفس الخطورة وأن هناك بدائل كافية وأن هناك استفادة مالية للطرفين ويجب أن نحسن العلاقات مع هذه الأندية واننا نستغني فقط من باب الإعارة ووووو. ولكني أري في رحيل لاعبينا للدوري السعودي خاصة هذا العام هو ضياع لهؤلاء اللاعبين.. أشعر برحيلهم انهم وصلوا لمرحلة العجز والاقتراب من خط النهاية ولم يعد مسموحًا أن نفكر في الاستفادة منهم.. فمثل هذه الدوريات لاتستقطب إلا لاعبين أوشكوا علي الرحيل والاعتزال فتلحق ما تبقي منهم.. هكذا تفكر معظم دول الخليج بدليل انها لا تفتح باب الاحتراف للاعبيها ولا تشتري نجوما كبارا في عالم النجومية صغارا في السن وتعطيهم من خزائنها.. ولكنها تكتفي بضم العواجيز لتأخذ منهم الرحيق والرمق الأخير وتستقطب بهم الجماهير. الدوري السعودي أيضا لا يعيش أجمل أيامه وسيزيد ضعفا كلما اقترب المنتخب الوطني من الاستعداد لكأس العالم حيث سينضم لاعبو المنتخب للصفوف وسيستكمل الدوري بدونهم ووقتها سنعرف اننا أمام دوري يأخذ منا ولا يعطينا.. ومن يشاهد مبارياته حاليا سيعلم اننا أمام تكملة عدد للدوري هناك وأن الاعتماد علي نجوم مصر يثري الدوري السعودي ويحييه من جديد بحضور جماهير مصر العاشقة للاعبيها خاصة الموهوبين منهم.. فلم أصدق مثلا أن يلعب مصطفي فتحي أو كهربا أو أحمد الشيخ أو شيكابالا في الدوري الخليجي.. فلا أحد يشعر بهم.. اللاعبون الذين يلعبون في بعض الدوريات الأوروبية لا تسمع عنهم كثيرا مثل كوكا ووردة وتريزيجيه وكريم حافظ.. حتي المحمدي تاه في غيابات دوري الدرجة الثاني بانجلترا.. لم يعد أمامنا سوي محمد صلاح والنني ورمضان صبحي وحجازي.. وهكذا سيكون الاحتراف الحقيقي.. فهل تنتظرون نجاحا للاعبينا في دوري الخليج. لماذا تنازلنا عن فترة عدم الرحيل إلا لفرق كبيرة وبمقابل كبير.. لماذا نفكر في المادة فقط وفي أندية لن تزيدنا تطورا.. وهل نحصل بمقابل كبير مقابل الانتقال.. طبعا لا.. هو في إيه.. من قتل طموح الاحتراف في نفوس اللاعبين.. من أقنعهم بأن الدوري الخليجي هو الأكثر إفادة لهم.. لماذا ننسي اننا نستعد لكأس العالم ونحتاج للوصول بكل لاعبينا لأفضل حال من خلال دوري قوي ومؤثر.. هي اللعيبة في مصر مش لاقية تاكل واحنا مش واخدين بالنا ولا حاجة؟!!!