تحولت وزارة الطيران المدني الي خلية نحل مع اقتراب انطلاق الحركة الجوية بين القاهرةوموسكو خلال شهر فبراير المقبل وذلك بعد توقفها لاكثر من 27 شهرا اعقاب حادث سقوط الطائرة الروسية من طراز إيرباص 321 A بمنطقة الحسنة وسط شبه جزيرة سيناء وهي في طريقها من مطار شرم الشيخ إلي سان بطرسبورغ في روسيا مما اسفر عن مصرع 217 راكبا و7 من طاقم الطائرة. حركة الطيران ستعود وفقا للبرتوكول الذي وقعه وزير الطيران شريف فتحي ووزير النقل الروسي ماكسيم سوكلوف وزير النقل الروسي منتصف ديسمبر الماضي والذي نص علي عودة الرحلات الجوية بين القاهرةوموسكو اوائل فبراير الماضي علي ان يتم عقد جلسات اخري في ابريل المقبل تمهيدا لعودة الرحلات الجوية بين المدن الروسية والمقاصد السياحية في شرم الشيخوالغردقة. أعقب تلك الخطوة توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما لاستئناف الرحلات الجوية بين موسكووالقاهرة وبتوقيع المرسوم تستثني الرحلات الجوية المنتظمة إلي مطار القاهرة من الحظر الشامل الذي كان مفروضا علي الرحلات الجوية المنتظمة وغير المنتظمة إلي مطارات مصر. من جانبها وفور توقيع البرتوكول أعلنت شركة مصر للطيران في تصريحات لصفوت مسلم رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران أنها أرسلت جدولها إلي السلطات الروسية. ويتضمن تسيير 3 رحلات جوية أسبوعيا إلي العاصمة موسكو تقلع جميعها من مطار القاهرة الدولي. أيام الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع وأن الشركة أرسلت مدير مكتبها في العاصمة الروسية موسكو كما قامت بإصدار التصاريح الخاصة بالعاملين هناك لإعادة افتتاح مكتب الشركة في روسيا. كما قام مطار القاهرة الدولي بتسليم شركة ايروفلوت الروسية مكتبها في مبني الركاب رقم 2 الجديد تمهيدا لاستئناف الرحلات بين القاهرةوموسكو. وتم ادراج مطاري دوموديدوفو وشيريميتييفو الروسيين. عبر موقعهما بالإنترنت "مصر" ضمن الرحلات الجوية المسيرة من موسكو إلي القاهرة بداية من 1 فبراير. ووفقا لوكالة "انترفاكس" الروسية فإن الرحلات ستنطلق إلي العاصمة المصرية من دوموديدوفو وشيريميتيفو أيام الأحد والثلاثاء الخميس .. كما أعلن مطار شيريميتيفو أنه يتفاوض مع شركة "مصر للطيران" حول الرحلات إلي القاهرة. كانت وزارة الطيران قد بدأت علاج أزمة توقف الحركة الجوية بين روسيا ومصر علي عدة محاور.. الأول هو تأمين المطارات المصرية وبالأخص التي يتردد عليها الروس وهي مطارات القاهرةوشرم الشيخوالغردقة التي شهدت جمعيها ثورة في إجراءات التأمين سواء علي مستوي الركاب التي وصلت إلي خمس مراحل للتفتيش أو علي مستوي الحقائب التي شملت تحديث جميع الأجهزة وإحلالها بأجهزة الفحص بواسطة الأشعة السينية ( X RAY ) التي تظهر محتويات الحقائب من جميع الجهات. وذلك منعا لأي محاولة لخداع الأجهزة.. فضلا عن كون هذه الأجهزة شديدة الحساسية لأي مواد تمثل خطورة علي سلامة الركاب والطائرات. وقد رصدت الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية طبقا لتصريحات رئيسها المهندس محمد سعيد محروس 57 مليون دولار و81 مليون جنيه مصري لتطوير المنظومة الأمنية بالمطارات من خلال مرحلتين. كما تم تزويد مطاري الغردقةوشرم الشيخ بجهازين CTX ثلاثي الأبعاد وستقوم بتركيبهما داخل المطارين شركة المقاولون العرب بتكلفة 950 مليون جنيه. ويعد جهاز CTX مخصصاً لفحص الحقائب ويعتبر طفرة في التقنية الامنية حيث يرتبط بنظام السيور بطريقة آلية وفي حالة الاشتباه في احدي الحقائب يتم رفضها واعادة تفتيشها او ابعادها اذا لزم الامر وسيتم العمل بهذا الجهاز في مطار الغردقة خلال اسابيع قليلة.. بينما سيتم تنفيذه في مطار شرم الشيخ في مارس المقبل ولعل شهادة منظمة "ايكاو" في مجال السلامة الجوية لعام 2016 التي أهداها بينارد اليو رئيس منظمة إيكاو إلي وزير الطيران شريف فتحي تعد برهانا ودليلا علي المجهودات الخارقة التي بذلها ويبذلها أبناء قطاع الطيران في محو الصورة السلبية التي صدرها الاعلام المغرض عنا.. فضلا عن الزيارات المتكررة للوفود الأمنية من معظم الدول وعلي رأسها روسيا التي أشادت بالإجراءات الأمنية في المطارات المصرية. تشديد الإجراءات الأمنية تزامن معه الحنكة السياسية خلال فترة الازمة ولعل الجولات المكوكية التي قام بها شريف فتحي وزير الطيران المدني الي روسيا لبحث اعادة حركة الطيران الروسية الي مصر واطلاع الجانب الروسي علي الجديد في حادث الطائرة الروسية اكبر دليل علي رغبة الوزارة في تخطي المحنة. أول هذه الجولات كان في 19 يوليو 2016 حيث التقي فتحي في العاصمة الروسية موسكو ماكسيم سوكولوف وزير النقل الروسي والمسئول عن ملف السياحة والطيران بين البلدين بحضور محمد البدري سفير مصر لدي موسكو. وتميزت المباحثات التي أجراها وزير الطيران مع الجانب الروسي بروح من الود والتفاهم.. أيضا حرص وزير الطيران والوفد الأمني والفني المرافق له علي عقد عدد من الجلسات الفنية مع الجانب الروسي للوقوف علي المستجدات وآخر التطورات الخاصة بأمن المطارات المصرية ورفع الكفاءات الأمنية بها تمهيداً لعودة الطيران بين البلدين. لم تقتصر جولات وزير الطيران علي تلك الزيارة فبعد ايام قليلة اصطحب فتحي المستشار نبيل صادق النائب العام في زيارة إلي موسكو لعرض نتائج التحقيقات بشأن سقوط الطائرة الروسية. ثم جاءت الرحلة الأخيرة التي قام بها وزير الطيران منذ عدة اسابيع لتكتب كلمة النهاية للأزمة بتوقيع شريف فتحي وزير الطيران المدني وماكسيم سوكولوف وزير النقل الروسي بروتوكولاً لاستئناف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا.