في الساحة الخارجية لمركز الهناجر للثقافة والفنون تعرض حالياً شخصية "مسافر ليل" داخل عربة قطار وسط المشاهدين. المسرحية من تأليف الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور واخراج محمود فؤاد صدقي وبطولة كلاً من علاء قوقه "محصل التذاكر" وصفوت الغندور "الراوي" ومصطفي حمزة. مسافر ليل من نوعية "المسرح الشعري" حطم فيه المؤلف أصول الدراما التقليدية ليقدم رؤية تشكيلية وبصرية جديدة لرحلة قطار ليلية قام بتفسيرها الفنان محمود فؤاد صدقي كمخرج مستفيد من فن العمارة المسرحية في توظيف المساحة المكانية الفارغة في صياغة ابداع شعري افتقر إلي الحراك الدرامي وبدأ قربه إلي الحراك الشعري كقصيدة درامية اختلط فيها الغناء بالنص في ايقاع شعري متناغم وظف فيه المونولوج توظيفاً درامياً. ومن ثم المخرج هنا هو بطل المسرح الشعري عندما يصبح الاخراج بديلاً للدراما والممثل بديلاً للفكرة والموقف ولهذا تصبح سينوغرافيا العرض هي بطل المسرحية حيث يتحول الممثل إلي أداة من أدواتها. المسرحية كتبت عام 1969 وهي من فصل واحد وتدور أحداثها في 40 دقيقة حول مواطن بسيط يركب القطار ليلاً ليذهب إلي منزله ولكن لسوء حظه يتقابل مع محصل التذاكر ممثلاً لسلطة الحاكم المستبد حيث يأخذ منه تذكرة الشعر ثم يأكلها ليرجع مرة أخري يطلب منه بطاقته الشخصية قبل أن يغرز خنجره في صدره.