أتمني أن تحافظ المنافسة الانتخابية علي رئاسة وعضوية مجلس إدارة النادي الأهلي في انتخابات الثلاثين من نوفمبر الحالي. علي قيم ومبادئ النادي العريق التي عاش بها وعليها قرناً وعشراً من السنوات حتي الآن. القائمتان المتنافستان. تقودهما شخصيتان معروفتان بحب النادي. والعمل باخلاص من أجله. وإعلاء قيمه ومبادئه. وهما رئيس النادي الحالي المهندس محمود طاهر. والمرشح المنافس علي مقعد الرئاسة الكابتن محمود الخطيب. وفي المنافسات الانتخابية. تحدث عادة تجاوزات لفظية. أو عملية من طرف أو آخر. والحمد لله أن ذلك لم يحدث. ولن يحدث بين قائدي القائمتين. فالاثنان علي خلق رفيع يحول بينهما وبين الخروج علي النص. مشكلة الأندية في هذه الدورة. أن الانتخابات تجري فيها جميعاً في توقيتات متزامنة التزاماً بنصوص قانون الرياضة الجديد. هذا خلق مناخاً عاماً من التنافس الذي بدأ هادئاً في بعض الأندية. وتحول إلي صراع مشتعل وصل إلي أقسام الشرطة والمحاكم في أندية أخري. وفي مناخ كهذا. تنشط الصحافة الرياضية. ومعها مواقع التواصل الاجتماعي. ليس فقط في المتابعة. بل أيضاً في الإلحاح علي الأطراف المتنافسة داخل كل ناد بالأسئلة وبالوقائع لدفعها دفعاً إلي الاشتباك مع بعضها البعض. وافتعال المعارك والمبارزات الكلامية التي تعكر صفو الساحة الرياضية. وبالطبع. وأمام إغراء الظهور في حوارات علي صفحات الصحف أو في برامج الفضائيات. لا تجد كل أعضاء أي قائمة انتخابية علي نفس المستوي من الانضباط اللفظي أو السلوكي.. فالحوار الذي يبدأ هادئاً. سرعان ما يشتعل بعد نجاح المحاور في استدراج ضيفه إلي ما يجعل الحوار من وجهة نظره ساخناً ومثيراً لقرائه أو مشاهديه. ولقد تمنيت ألا يحدث ذلك في انتخابات الأهلي. لكن. للأسف. ليس كل ما يتمني المرء يدركه كما يقولون. وإن كان التراشق مايزال - حتي الآن - في المنطقة الآمنة. فعندما نشرت إحدي صحفنا الخاصة متابعة لما بدا أنه تداخل حدث في النادي بين توقيتات ندوات القائمتين. ورأي زميلنا الإعلامي الكبير حمدي الكنيسي المرشح علي قائمة المهندس محمود طاهر أن المتابعة لم تكن موضوعية من وجهة نظره. بل قلبت الحقائق. بعث رداً علي الصحيفة - وهذا حقه. ونشرته الصحيفة بالكامل وهذا واجبها. كانت الصحيفة قد ذكرت أن قائمة الخطيب كانت علي موعد مع ندوة في مقر النادي بالجزيرة. وأن المهندس محمود طاهر استبق موعد الندوة وجمع قائمته في نفس المكان والموعد المحددين للخطيب.. بينما رد "الكنيسي" بأن العكس هو الصحيح. ما لفت نظري في رد الزميل الكبير قوله: "وإذا بمجموعة من القائمة المنافسة تقتحم النادي وتدخل بالبالونات والهتافات المستفزة". ووصف دخول مجموعة من أعضاء النادي. ناديهم وبيتهم بأنه اقتحام تعبير غير موفق. خاصة أن البالونات ليست سلاحاً.. والهتافات في منافسة انتخابية ليست مجرمة قانوناً. حالة أخري من نفس قائمة المهندس محمود طاهر. لكنها صادرة هذه المرة من مصطفي مراد فهمي أحد مرشحي قائمته. ففي حوار صحفي مطول جنح إلي الطعن بلا مناسبة في كفاءة الكابتن الخطيب. حيث قال: إن الأهلي يحتاج رجل إنجازات "مش موهبة كروية". وأن الكابتن محمود التتش كان أسطورة ويملك شعبية جارفة ولم يترشح رئيساً للنادي بعد اعتزاله. هذا "الاندفاع" الانتخابي يوقع صاحبه - عادة - في مغالطات ومقارنات غير متوازنة.. الكابتن التتش لم يرشح نفسه لرئاسة النادي.. هو حر.. هذا ليس دستوراً.. ومردود عليه بأن الكابتن صالح سليم كان أسطورة وله شعبية جارفة وفعل العكس ورشح نفسه. وفاز. وأدار النادي باقتدار وحقق إنجازات. ثم..ما رأي مصطفي مراد في الكابتن طاهر أبوزيد. أحد داعمي قائمته.. هل كان "رجل إنجازات" عندما اختارته الدولة وزيراً للرياضة علي مستوي مصر كلها وليس رئيساً لناد معين؟! أم كان موهبة كروية؟! وهل من رأيه. قياساً علي منطقه. أن طاهر أبوزيد فشل كوزير أم نجح وحقق إنجازات؟! نريد انضباطا أكثر في العملية الانتخابية.. ونريد للأهلي أن يكون نموذجاً وقدوة في ذلك.. فهو الباقي والأشخاص زائلون.