أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي إن الإرهاب لا يضرب ويهدد ومصر دولاً عربية فقط. بل يهدد المنطقة باجمعها والشرق الأوسط وأوروبا. ولابد من أن نتكاتف جميعا وليس علي قدر فرنسا ومصر فقط.. مشيرا إلي أنه علي كل دول العالم أن تنتبه لأنه التحدي الحقيقي للانسانية والاستقرار وللأمن في العالم كله أضاف الرئيس السيسي في حواره مع قناة "فرانس 24" الإخبارية: لابد أن نتوحد في مواجهة هذا التحدي لكي نتغلب عليه. وهو يعد تحديا خطيرا ويحتاج إلي جهد كبير للغاية وجهد مشترك وإرادة حقيقية. ورداً علي قلة الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب ومواجهة عمليات إرهابية كبيرة كالتي وقعت في الواحات.. قال الرئيس: "نحن نقدر أن النجاح الموجود في سوريا والعراق سيترتب عليه انتقال بعض العناصر منها في اتجاه ليبيا ومصر وسيناء وكذلك غرب افريقيا.. ولابد أن نتكاتف جميعا ونمنع وصول هؤلاء المقاتلين أو الأسلحة أو التمويل لهم. فنحن لدينا حدود مع ليبيا تمتد إلي 1200 كيلو متر. وحتي الآن وخلال الثلاث سنوات الماضية دمرنا أكثر من 1200 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر والمسلحين وبالمقاتلين". أضاف: لا يستطيع أحد أن يؤمن حدودا ممتدة لنحو 1200 كيلو متر في مناطق صحراوية مثل الصحراء الكبري بنسبة مائة في المائة.. هذا أمر صعب. ولكن هناك جهودا مشتركة تمنع وصول الأسلحة والذخائر والمقاتلين إلي الأراضي الليبية. ثم نتعامل مع المقاتلين والارهابيين المتواجدين في ليبيا. ثم نومن الحدود لدول الجوار الليبية. وحول نتيجة التحقيق الأولية حول الجهة المتورطة في العملية الإرهابية التي استهدفت قوات الشرطة بمنطقة الواحات.. قال الرئيس السيسي: "نحن في بداية التحقيقات". وحول الاتهامات الموجهة لدول معينة بذلك.. قال الرئيس "أنا لا أسمي دولا معينة. هناك دول تقوم بتمويل الإرهاب بالمال والسلاح وتدريب المقاتلين. وبالدعم المعنوي والاعلامي والسياسي. ويجب علي هذه الدول أن تتوقف ليس من أجل استقرار مصر فقط. ولكن من أجل استقرار العالم. فالعالم اليوم يدفع ويلات هذا الارهاب. فكم دولة تعرضت للإرهاب.. نحن نتحدث عن حقوق الانسان وهناك مئات الآلاف بل ملايين من المهجرين واللاجئين الذين قتلوا وتشردوا في سوريا والعراق وفي ليبيا وفي دول أخري كثيرة". وعن طبيعة الخلاف مع قطر. وهل هو بسبب دعم الدوحة للإخوان وتحديدا المصريين.. قال السيسي ال14 مطلبا من بينها جزء من هذا الموضوع. كايقاف الدعم وعدم التدخل في شئون الآخرين. فمصر سياستها الثابتة أنها لا تتدخل في شئون الدول الأخري. ومن حقنا أن نقول لأي دولة لا تتدخلوا في شئون مصر. وعن المطلوب من قطر حتي تعود العلاقات معها إلي شكلها الطبيعي.. قال الرئيس 14 مطلبا يجب أن يتجاوبوا معنا فيها. فنحن لا نطلب شيئا غريبا بل نحن نطلب أن نعيش دون تدخل أو دعم للارهاب أو المتطرفين أو الاجرءات الأخري التي تتم من خلال هذه الدول. وحول بحث هذا الموضوع مع الفرنسيين خاصة حيث أنهم أبدوا استعدادهم للوساطة.. أجاب الرئيس قائلا "حتي الآن الأمور بيننا وبينهم. ونقول أن المطالب واضحة وأن الرد واضح بأنهم إذا أرادوا أن يتعاونوا معنا فيجب تنفيذ ال14 مطلبا مع أشقائنا الإمارات والسعودية والبحرين". وبشأن حقوق الانسان.. أكد الرئيس حرصه الكامل علي مصر وشعبها.. وقال "إن مصر حريصة علي احترام مواطنيها والحفاظ عليهم وعلي حقوقهم ومساعدتهم. وقد انتخبوني لذلك". وتساءل الرئيس السيسي عن حقوق الانسان للشهداء وأسرهم والأطفال والأرامل والأمهات الذين فقدوا أبناءهم في كل حوادث الإرهاب خلال السنوات الثلاث الماضية.. قائلا أين حقوق الانسان الخاصة بهؤلاء الشهداء. أضاف: تصور حجم الإرهاب والتطرف الذي تواجهه مصر. إنه وضع مماثل حدث في دول أخري دون ذكر أسماء. وترتب عليه تشريد مئات الآلاف والملايين عند خروج الأمور عن السيطرة. نحن مسئولون عن أمن وسلامة 100 مليون مصري. وعن وضع "الإخوان" داخل السجون. قال الرئيس إن الإخوان يخضعون إلي محاكمة عادلة طبقا للقانون". وحول ادعاءات منظمات حقوقية عن وجود آلاف المعتقلين السياسيين في السجون المصرية.. أكد الرئيس عدم وجود أي معتقل سياسي.. موضحا أن هناك إجراءات تقاض عادلة يتم من خلالها مراعاة كافة الإجراءات القانونية طبقا للقانون المصري.. وأضاف: "هذا أمر مهم ونحن مستعدون لزيارة أصدقائنا لكي يشاهدوا السجون المصرية ويقابلوا النائب العام ويسمعوا منه كل الإجراءات التي يتم اتخاذها". وحول تركيز منظمات حقوق الإنسان علي مصر وهل هناك حملة ممنهجة؟ قال الرئيس: "لم أتهم منظمات حقوقية بأي شيء.. المنظمات لابد أن تتعرف علي الموقف المصري أكثر. لأنه أحيانا يتم تداول هذه المسائل بشكل غير حقيقي وهناك حملة ممنهجة ضد مصر تحدثنا عنها من قبل". وردا علي سؤال حول وجود دول معينة تكره مصر ولا تريد لها تحقيق النجاح في المصالحة الفلسطينية.. قال الرئيس السيسي: "إن مصر تسعي إلي أن يسود الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة. ونري أن هناك فرصة مواتية لتحقيق ذلك حاليا. وإن لقاءنا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان في إطار رؤيتنا لهذه الفرصة. أضاف: إننا ندعم كل الجهود التي تؤدي إلي إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإن هذا الأمر سوف يتحقق إذا بذلنا جميعا جهدا في سبيله وشجعنا الأطراف علي أن تتحرك بشكل إيجابي تجاهه وهذا سيحقق أمن واستقرار المنطقة. وحول الملف السوري.. قال الرئيس السيسي: لدي مصر دائما رأي ثابت وسياسة ثابتة تجاه الدول التي تتعرض لحالة من الاضطراب ومنها سوريا علي سبيال المثال وكنا نقول دائما أن المهم هو الحفاظ علي وحدة الدول حتي لا تزداد الأمور في منطقتنا سوءا أكثر من ذلك والحفاظ علي الدولة الوطنية والحل السياسي للأزمات ونحن نؤمن بأن الجيش الوطني هو المعني بالحفاظ علي الدولة وبمواجهة الإرهاب والتطرف المتواجد فيها ونري أن ذلك القرار هو السبيل الوحيد لإنهاء حالة الفوضي التي تمر بها منطقتنا سواء في سوريا أو ليبيا أو الصومال. وأكد الرئيس أن الهدف من حديثه حول الشأن السوري هو البحث عن إطار شامل لايجاد حل للأزمة السورية دون الدخول في تفاصيل مشددا علي أن الشعب السوري هو المسئول عن اختيار مستقبله حتي في حالة اختياره للنظام الحالي فهو إرادة الشعب نفسه. من ناحية اخري أجري الرئيس عبدالفتاح السيسي حواراً مهماً مع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية والذي ينتظر أن تقوم بنشره علي صفحاتها خلال الساعات القادمة. وتناول الرئيس السيسي خلال اللقاء عدداً من القضايا المهمة ذات الاهتمام المشترك بين مصر وفرنسا. من بينها قضايا الإرهاب ومدي خطورته الراهنة علي دول العالم أجمع. وكذلك توضيح حقيقة الأوضاع في مصر منذ 30 يونيو وحتي الان. والرؤية المصرية بشأن العديد من القضايا المصرية والعربية والدولية.