عبر الإيميل وصلتني رسالته ومعها مجموعة من الأخبار التي تناولتها عنه الصحف وتعدپ فخراً له ولكل من يسير علي دربه بصفته واحداً من أبرز المخترعين في مجال الفيزياء وغيرها لكن ما حملته لنا قصته يفيض بالحسرة والألم يقول : ثلاثون عاما احاولپ الفرار من تلك المعيشة القاسية التي لا يتصورها احد فأنا ربپاسرة من ستة افراد نقيم في حجرة صغيرة جداپبالدور الارضي. وقد امضينا سنوات وسنوات علي امل ان يأتي اليوم الذي نحصل فيه علي حقنا في سكن ادميپ يدخله الهواء و الشمس . او سكن آمن ينشلنا من الخطر الداهم الذي يتهددنا ليس بفعل الحشرات والفئران التي تهاجمنا دائما وانما لان العقار الذي نقطن فيه ملاصق لمصنع أخشاب مهجور وآيل للسقوط ! يواصل صاحب الايميل قائلا : وقد يسألني سائل لماذا لم تلجأ للمحافظة وتحصل علي حقك؟ وأجيب : نعم فعلت حين تقدمت بطلب الي حي شرق الاسكندرية التابعپ له يحمل رقم 1215 بتاريخ 30/6/1986 وطوال هذه الفترة كلما أرسلت لهم متظلما من تجاهلهم لمطلبي وظروفيپ يصلني ردهم في خطاب رسمي ¢سيتم توزيعك حسب الأقدمية الإعتبارية المطلقة ¢ !! وبعيدا عن مأساة السكن و تجاهل المحافظة اسمحي لي التحدث عن نفسي قليلا فأنا أبلغ من العمر 57 عاما ومعي من الأبناء اربعة منهم من تخرج في الجامعة واكمل پدراساته العليا و منهم من لا يزال في المدرسة ولم يأت تفوق أبنائي من فراغ حيث استطعت بفضل الله ان أقدم لهم ولتلاميذيپالنموذج من خلال قيامي بتقديم أحد عشر إختراعا علميا عرفتني بهم الاسكندرية وابرزها جهازا لشرح قوانين الانعكاس والانكسار بالضوء عام 2002 وحصلت علي تكريم من وزير التعليم آنذاك و العديد من شهادات التقدير » لكن يبدو أن العلم والإبداع لا يشفعان لصاحبه فأنا لا أملك سوي مرتبي كمدرس يعمل بالتربية والتعليم لذا ولكي أواجه نفقات الحياة وتعليم أولادي اقترضت من البنوك ولأغطي أيضا تكاليف العمليات التي خضعت لها نتيجة إصابتي بنزيف في عيني والذي استدعي تركيب جسمين زجاجيين بالعين اليسري و ثالث بالعين اليمني ثم اكتملت معاناتي الصحية باصابتي بالسكر وأحمد الله علي ذلك . .. وبعد يبقي أملي أن يصل صوتي عبر بابكم الي د.محمد سلطان محافظ الإسكندرية لعلي أجد منه الاهتمام والتقدير فأنا لا أريد سوي حقي وأسرتي في السكن الادمي الذي يليق بنا وبمعلم أجيال وصاحب اختراعات مثلي فهل هذا بكثير؟!! مسعد عبد الفتاح ابراهيم عواد أول الرمل - الإسكندرية المحررة : ما أصبرك أيها المعلم الخبير علي تلك الظروف و أنت الذي تستحق من المجتمع كله كل الفضل و التوقير لذا كم آسف لهذا التجاهل الذي لاقيته من مسئوليپالاسكان بحي شرق علي مدي ثلاثين عاما ! مع أنك پتأتي علي رأس المستحقين لمسكن عاجل بحسب وصفك لحال الحجرة التي تقطن بها والأسرة والخطر الذي يتهددكم من المصنع المجاور » وأظن أن الدكتور المحافظ محمد سلطان لن يرضيه ما وقع بك وبأسرتك من ظلم پكبير ولابد انه سينظر في حالتك وأحقيتك في مسكن عاجل . پوأُلفت ان كافة البيانات الخاصة بالشاكي لدينا . لكن لا استطيع انهاء كلامي دون التذكير بما حدثنا به پالحبيب المصطفي - صلي الله عليه و سلم- عن فضل العلم والعلماء : ¢من سلك طريقاً يبتغي فيه علما سهل الله له طريقاً الي الجنة..... الي قوله : ¢ان العلماء ورثة الأنبياء وان الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم . فمن أخذه أخذ بحظ وافر.