الصديق العزيز والفنان الجميل محمد سراج كتب مقالاً يوم الخميس الماضي يتغزل في محبوبته ومعشوقته الأولي جريدتنا "المساء" بمناسبة عيد ميلادها الذي يهل علينا في ذكري عزيزة علي كل مصري 6 أكتوبر من كل عام. سراج تغزل في "المساء" وأوصاني ألا أنساها في عيدها. قال لا تنس حبيبتي ونسي أنها حبيبتي أنا وحبيبة كل من عمل بها وذاق حلاوتها وتربي بين أركانها. يا استاذي الجميل صاحب المشاعر الفياضة اسمح لي أن أقول : لست وحدك حبيبها. تري ما الذي يميز "المساء" عن سائر الجرائد والمطبوعات الأخري التي هي ملء السمع والبصر؟! سأذكر سببين. الأول مهني. والثاني شخصي. من الناحية المهنية. أري أن صحفي "المساء" من أكفأ وأشطر الصحفيين علي مستوي القطر العربي. قد يتهمني البعض هنا بالتحيز والمجاملة. لكن دعني أسق أسبابي. لقد تعاملت وعملت في أماكن أخري عديدة أذكر منها اثنين علي سبيل المثال من الجرائد التي يطلق عليها وصف قومية هي "الأخبار" و"روزاليوسف" وأستطيع أن أقول لك إن "المساء" مطبخ صحفي. في أماكن أخري تنتهي علاقة المحرر بالخبر بمجرد تسليمه لرئيس القسم. ولا يري حتي أي تصحيح أو تعديل أو ملاحظة علي الخبر. لا يراه إلا منشوراً في الصحيفة اليوم التالي أما عندنا في "المساء" فالكل يعمل تقريباً كأسرة واحدة. ويتم تطبيق المعني الكامل ل "فريق العمل" فهناك احتكاك شبه مباشر بين المحرر والمخرج ونائب رئيس التحرير وحتي المنفذين. قد يري البعض في ذلك عيباً. وآراه ميزة كبيرة. تصنع صحفياً ماهرا يجيد كافة فنون الصحافة وقادراً علي تحمل المسئولية في المواقع القيادية. وهذا ما يفسر اعتماد الكثير من المطبوعات العربية علي أبناء "المساء". كما أن صحفي "المساء" يتميز بحرفية شديدة إذ إنه وجد نفسه مطالباً بأن يبدأ من حيث انتهي الآخرون. أي الصحف الصباحية. فيبحث عن متابعة انفراد. عنوان جديد. وفي ذلك عناء شديد. أما عن السبب الشخصي الذي يربطني بالمساء. فأذكر موقفين في غاية الغرابة. واعتبرهما علامتين الهيتين. فعندما تولي الكاتب الكبير محمد أبوالحديد رئاسة مجلس الإدارة زارني في المنام وأهداني "خمسة" أرغفة خبز. استبشرت خيراً. وبعدها بأيام تم اعتماد التعيينات الجديدة وورد اسمي بالكشف رقم "خمسة". المفارقة الثانية. أن قرار التعيين جاء بتاريخ 21/9/2005 وهو نفس تاريخ ميلاد ابني البكري "يوسف". كل سنة و"المساء" أجمل وأروع. ووفقنا الله لخدمتها ما حيينا.