أكد فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب. شيخ الأزهر. رئيس مجلس حكماء المسلمين. أن الشَّرقِ يدفع -الآن-رجالُه ونساؤه وعجائزه وأطفاله ثمنًا فادِحًا من الدِّماء والجُثَث والمقابِر الجماعيَّة. لسياساتي إقليميَّةي وعالميَّةي دَمَّرَت بها شُعُوبًا وحضارات عَريقة.. ومنها دول دُمِّرت في ساعات محدودة. ثُمَّ تُركت ركامًا هامدًا حتي هذه اللَّحْظَة. ودول لا تزال ماكينة القَتْل والتَّدمير تَعْمَل في البَشَرِ والحَجَرِ. بل منها ما تَعْمَل فيه هذه الآلة الجَهنَّمِيَّة قريبًا من خمسة عشر عامًا. ومنها ما انضافت إلي قائمة القتل والدَّمار فيها قائمة الأوبئة والأمراض الفتَّاكة. قال الإمام الأكبر -في كلمته التاريخية بمؤتمر السَّلام العالمي بألمانيا-إن أحدَث فصول هذه المسرحيَّات العبثيَّة في الشَّرقِ» ما يَحْدُث اليَوْم لمواطنِي الرُّوهِينجا من المسلمين من إبادةي جماعيَّةي وتَهجيري قَسْريّي. وعَجَزَ المُجتمع الدوليِّ عن إنقاذهم مِمَّا يَعْلَمه الجميع ومِمَّا تنقِلَه لنا شاشات التِّلفَاز ومواقع التواصل الاجتماعي من مآسي يئن لها ضميرُ الإنسانيَّة إن كان قد بقي للإنسانية ضمير في الشرق أو الغرب.. موضحًا أنه أكد في بياني صدرَ عن الأزهرِ عن قضيَّة المواطنين المسلمين في الرُّوهينجا أنَّ بيانات الإدانة والشَّجب والاستِنكَار لَمْ تَعُد ذاتَ معني. وهي تضييعى للوقتِ وإهدارى للطَّاقةِ. شدد علي أن ما يحدث في الشرق سببه الإصرار علي إبقاء المنطقة في حالة صراعي دائم. والبحثُ عن مناطقَ يسهلُ فيها إذكاءُ صراعات دينية أو مذهبية تُؤدِّي إلي صدام دموي مسلح. والصَّمت المطبق علي مصادر تموِّلا لإرهاب وتدعمه وتشجعه ليل نهار.. وتساءل:كيف عاد هذا الشرق مسرحًا لصراع الأسلحة والسياسات والمطامع الإقليمية والدولية. وأن الشعوب الفقيرة البائسة دفعت. ولازالت تدفع ثمن هذا العبث الإقليمي والدولي. وأنها تنفذ حروبًا بالوكالة لا ناقة لها فيها ولا جمل. كما يقول المثل العربي. أكد أن قصة الإرهاب تبقي -حتي هذه اللحظة-محيرة في وعي الأغلبية الكاسحة من العرب والمسلمين. فلا يزال الإرهاب يشبه أن يكون لقيطًا مجهول النسب لا نعرف من أبوه ولا من هي أمه.. ولا أريد أن أسترسل في سرد باقي الأسئلة المحيرة عن هذا الكائن العجيب الذي وُلد بأنياب ومخالب جاهزة. مخالفًا بقدراته الخارقة كل قوانين التطور الطبيعي. فهو لم يكد يبلغ مرحلة الفطام حتي أعلن دولته المزعومة المنسوبة للإسلام التي يتصدر اسمها نشرات الأنباء العالمية حتي الآن. أضاف أن الجمعيات العالمية لحقوق الإنسان. ومنظَّمات المجتمعات المدنيَّة والمواثيق الدولية. تبين أنها في وادي. وأن الدِّماء والجُثَث والأشْلَاء وصراخ الأطفال ودموع اليَتامَي وأنين الثَّكَالي في وادي آخر.. مشيرًا إلي أنه في هذا العَصْرِ الجديد. تغيَّر مفهوم الحَرب بسبب مَصَانِع المَوت المُتطَوِّرة تِقنيًّا وعِلْميًّا:فأصبحت رَحَي الحرب تَحصد الآمنين في بيوتهم وشوارعهم وقُراهم ومُدنهم. ومدارسهم وأنديتهم. وتضطر الكثيرين إلي الفَرارِ من جحيمِ الأسلِحَة الفتَّاكة. تاركين أوطانهم إلي مجهولي لا يعرفون عنه شيئا. أو يضطرهم الرُّعب والخَوف إلي ركوبِ البَحْرِ لينتهي بهم الأمر في أعماقِه غَرَقًا وهَلَاكًا. قال إن التَّفْرِقةُ في الحقوق علي أسَاسي من الفَقْرِ والغِنَي أو العِرْق أو اللَّون أو الدِّين هوفي مفهومِ الإسلام. بل في مفهوم الأديان الإلهيَّة جَمعَاء. عمل لاإنساني بكُلِّ ما تَحْمِلُه هذه الكلمة من معني. والذين تربَّوا مِنَّا علي مائدة الأنبياء والرسل وأخلاقِهِم يَعْلَمُونَ حَقَّ العِلْم أنَّ الإنْسَانَ أخو الإنسان. وأنَّ كل بني آدم نُظراءُ في الإنسانيَّةِ. وأنَّها وَشيجةى من وشائِج القُرْبَي تترتَّبُ عليها حُقُوقى وواجباتى مُتبادلة بين الناس. اختتم الإمام الأكبر. كلمته. قائلاً:نعم. جئت أمدُّ يدي - بصفتي مسلمًا - لكل محب للسلام كائنا ما كان دينه. وكائنا ما كان عرقه.