كل سنة وأنتم طيبون.. اليوم يعني بداية جديدة لمن رضي الله عنه وتقبل منه الحج ونتمني من الله أن يرضي عنا ويجعل حياتنا القادمة كلها خير ورضا وسعادة. أتمني جميعاً أن نكون قد تعلمنا واستفدنا من دروس الحج العظيم وأن نتوب عن كل المعاصي والذنوب وأن نضحي بكل السلبيات التي تشوب حياتنا العامة والخاصة حتي نستطيع بحق أن نعوض ما فاتنا وأن نبني حياتنا الجديدة علي أسس سليمة. ماذا لو سرنا علي ما يكون عليه الحاج.. لا رفث ولا فسوق ولا جدال.. مساواة بين كل البشر.. لا فرق بين حاكم ولا محكوم.. لا كذب.. لا رياء.. الكل يحترم الكل.. الجميع يتسابق في خدمة الجميع.. الصغير يحترم الكبير.. والكبير يحنو علي الصغير ويعلمه ويرشده. الملايين يقفون بالتزام وخشوع يطوفون حول الكعبة دون أن يكون هناك أحد يقوم بتنظيمهم.. يقفون وقت الصلاة صفوفاً متراصة دون أن يتكفل أحد بهذه المهمة. يوم العيد يتسابق الناس في توزيع لحوم الأضحية علي المحتاجين في نموذج رائع للتكافل الاجتماعي. لا أعلم لماذا لا نستمر علي هذا النهج في الحياة.. ولماذا لا تكون لنا حياة جديدة تسير علي هذا المنوال. .. إن ذبح الأضحية وسيلة للتوسعة علي النفس وأهل البيت وإكرام الجيران والأقارب والأصدقاء والتصدق علي الفقراء إلي جانب أن الأضحية شكر لله سبحانه وتعالي علي نعمه المتعددة وامتثال لأمر الله سبحانه وتعالي وإحياء لسنة سيدنا إبراهيم. كل عام وأنتم بخير حمي الله مصر وحفظها من كل سوء