يعاني المزارعون بكافة قري محافظة المنوفية أزمة نقص مياه الري التي تضرب زراعاتهم في مقتل وتتسبب في بوار أراضيهم الواقعة في نهايات الترع والبحار خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وبالتالي إلحاق الخسائر الفادحة بهم وذلك وسط تجاهل المسئولين لصرخاتهم واستغاثاتهم. يقول أحمد شوقي مهندس توجد ترع في بركة السبع لم تصلها المياه منذ سنوات وهذا ناتج عن إهمال مسئولي الري من ناحية متابعة عمليات التطهير وكذا منسوب المياه موضحاً أن التطهير أصبح شبه معدوم في بعض الترع أي يتم بطريقة سيئة ومناسيب المياه منخفضة فضلاً عن تراكم القمامة فيها مما يشكل عائقاً أمام سريان مياه الري إلي كافة الترع بنطاق المركز. أضاف أن المزارعين بقري الشهيد فكري والروضة وأبومشهور يعانون عدم وصول مياه الري من ترعة ديا الكوم إلي أراضيهم والتي تعد مصدراً لري حوالي 10 آلاف فدان بها وذلك بسبب خطأ هندسي في مشروع "صندقة" مساحتها 100 متر مربع من الترعة بقرية الروضة و100 متر مربع منها بقرية الشهيد فكري وذلك منذ عام 2005 حيث إن سقف الصندقة منخفض مما يمنع مرور المياه للجانب الآخر الذي يروي أراضي القري الثلاث وبالتالي يهدد المساحات الشاسعة من هذه الأراضي بالبوار رغم أنها مرتبطة بقوت كثير من أبناء هذه القري. أشار شوقي إلي أن تغطية ترعة مليج الغربية بطول كيلو متر تسببت في إعاقة مرور مياه الري لقري الغوري وميت فارس وميت أم صالح وشنتنا الحجر بسبب ارتفاع مستوي الطمي فيها إلي جانب تراكم تلال القمامة بها مما يستلزم معه إجراء عمليات تطهير وتسليك بصفة مستمرة موضحاً أن عدم تطهير المصارف ونقص مياه الري كل عام تؤدي إلي تلف العديد من المحاصيل والتي تتزايد بشكل كبير كل عام مع بداية موسم الزراعات وأن مياه الري الملوثة تضر الأرض الزراعية كما تشكل خطراً كبيراً علي صحة المواطنين. قال فهمي لطفي مدرس إن هندسة ري بركة السبع قامت بردم ترعة السلامونية المارة بقريتنا "كفر الحمادية" ببركة السبع التي تروي أكثر من 300 فدان مما يهدد المحاصيل بالتلف والأراضي بالبوار كما طالبت الأهالي بدفع رسوم تطهير للترعة رغم عدم تطهيرها بأرض الواقع. مشيراً إلي أنه تم تقديم العديد من الشكاوي دون جدوي. أوضح حمدي الشريف مزارع إن بحر ميبر المار بقرية جنزور والذي يخدم أكثر من 300 فدان من خلال المساقي الفرعية الواصلة منه للأراضي الزراعية يتم تطهيره بحوالي 3 آلاف جنيه علي نفقة المزارعين كل فترة ورغم ذلك يعاود الأهاي المحيطون به إلقاء مخلفاتهم وهدم المباني به وأنه بالاستفسار من الجمعية الزراعية أفادوا بأن هذا البحر غير حكومي وطالب المسئولين بمنحه صفة الرسمية ليحصل علي دوره في التطهير تحت إشراف هندسي تخفيفاً علي المزارعين خاصة في فصل الشتاء. أشار إلي أن معظم الفلاحين يعتمدون في ري زراعاتهم بالغمر علي المياه المعين من باطن الأرض بتأجير ماكينات ري بتكلفة تبلغ حوالي 25 جنيهاً في الساعة أي أن ري الفدان يستغرق نحو 11 ساعة بإجمالي 300 جنيه في كل مرة مما يرهق المزارعين مادياً ونفسياً. قال حامد الششتاوي مزارع إن أحواض أم علوان والخبة الطويلة وساحل أبوالنور والدلالة بجنزور مركز بركة السبع لم يتم إنشاء مصارف مغطاة بها بسبب مرور خطوط الغاز بها كما أن العمر الافتراضي للمصارف القديمة انتهي مما يهدد أكثر من 200 فدان بالبوار ويؤثر علي إنتاج المحاصيل مشيراً إلي أنه تم البدء في إنشاء شبكة صرف زراعي وتم الحفر بالأراضي وتأسيس مصبات الخطوط إلا أن المشروع متوقف تماماً الآن بسبب عدم وجود اعتمادات مالية للمقاول المنفذ. أضاف جمال الشريف مزارع إن الفلاحين لجأوا إلي بيع أراضيهم أو ريها بمياه الصرف بسبب عدم توافر المياه الصالحة للري أو تركها عرضة للبوار لافتاً إلي أن الأهالي امتنعوا عن شراء الخضراوات من بعض الفلاحين لعلمهم بأن تلك المحاصيل مروية بمياه الصرف مما يدفع المزارعين إلي زراعة البنجر والمحاصيل التقليدية كالقمح واذرة. أوضح مصطفي شرف الدين مزارع إن حوالي 1000 فدان بالقرية يتم ريها من مياه الصرف الصحي في حين يتم ري نحو 3 آلاف فدان بالمياه الجوفية سالمعين" و2500 فدان نبات ورد النيل والحشائش ضماناً لوصول المياه إلي الأراضي الزراعية وحفاظاً عليها من البوار وكذا المحاصيل من التلف ورحمة بالفلاحين وأسرهم وتخفيفاً من معاناتهم. أكد هيثم شرابي أمين حزب التجمع بالمنوفية أن علي هذه المشكلة تحدث كل عام ويشكو منها المزارعون دون أي تجاوب من مسئولي الري والصرف مما يسبب خسائر فادحة للزراعة والفلاح. قال المهندس محمد القارح نقيب الفلاحين بالمنوفية إن مشكلة نقص مياه الري من أكبر المشاكل المزمنة التي يعاني منها الفلاحون علي مدار عشرات السنين لافتاً إلي أن ظهور تلك المشكلة في الوقت الحالي يعود إلي أن المزارعين كانوا يعتمدون علي الآبار الارتوازية لكن ارتفاع أسعار المحروقات ضاعف المشكلة. اتهم القارح الري بالإهمال موضحاً أن إهمال الري في تطهير الترع الأهلية وعدم تأمينها أدي إلي ارتفاع نسبة التعدي عليها بالبناء واضطر معظم الفلاحين إلي اللجوء إلي المصارف لري زراعاتهم منها رغم أنها كارثة خاصة أن نصف القري يتخلصون من مياه الصرف الصحي بإلقائها في تلك المصارف. مشيراً إلي أن المنوفية تمتلك أكثر من 6 آلاف فدان في حاجة إلي تكاتف كافة الجهات لريها من المياه البحاري وأنه تم تطهير ترعة غمرين من بين أربع ترع بمنوف هي: طملاي وسدود وكفر بالمشط وغمرين وذلك من خلال لجنة من الري والمحليات والشرطة وبالفعل يجري حالياً ري نحو ألفي فدان من تلك الترعة. من جانبه قال المهندس طارق اللبان مدير عام الري بالمنوفية إن الطلب علي مياه الري يزداد في تلك الفترة وقد يحدث تأخر في وصولها إلي بعض نهايات الترع وبالنسبة لترعة ديا الكوم فقد تم تسليك البيارات وتطهير الترعة وتم القضاء علي الترسيبات ووصلت نسبة التحسين إلي 50% وجار الوصول إلي أكثر من ذلك. أضاف اللبان أنه تم تحرير 18 ألف محضر تعد علي أملاك الري سواء بالبناء أو بإلقاء المخلفات وهدم المباني علي الشواطئ وردم مساحات من المجاري المائية من قبل مصانع الطوب والاستيلاء عليها وأنه يتم استصدار قرارات إزالة لتلك التعديات علي الفور لافتاً إلي أن ذلك يرجع إلي سلوك المواطن في المقام الأول وأنه يتم تنفيذ تلك الإزالات بالتنسيق مع الشرطة بعد إجراء الدراسات الأمنية اللازمة.