في الكارثة الإنسانية التي شهدتها الإسكندرية باصطدام القطار رقم "13" القادم من القاهرة بالقطار القادم من بورسعيد الذي وقف ما يقرب من ساعة بمكان الحادث بقرية أبيس بمنطقة خورشيد ويحمل رقم ..571 كان البطل الحقيقي لانقاذ المصابين بخلاف الناجين واستخراج "49" جثة هم أهالي قري أبيس الذين سارع الرجال ولانساء منهم فور وقوع الحادث بالخروج من منازلهم لاغاثة المصابين وحاملين معهم البطاطين والملاءات بل وحتي الملابس المنزلية لستر النساء من المصابات. قام الأهالي باستخراج جثث الأطفال أصحاب النصيب الأوفر وأيضاً النساء والرجال التي تحولت الي اشلاء نتيجة قسوة الحادث.. ولعل أغرب ما في كارثة الإسكندرية هو اختلاط الحابل بالنابل وتوزيع الاتهامات والأسباب حول وقوعه ولكن المؤكد أن قطار بورسعيد للدرجة الثالثة المتجه للإسكندرية كان يقف لفترة طويلة ما بين متعطل أو في انتظار تبديل الاشارة له ليصطدم به من الخلف قطار القاهرةالإسكندرية قادماً بسرعة كبيرة ليخرج عربتين من قطار بورسعيد من علي القضبان وتحطمهما تماماً بينما خرج قطار القاهرة من أعلي القضبان ولعل من المفاجآت هو قيام عامود الاشارة الخاص بالسكة الحديد بحمل عربة كاملة دون سقوطها في الحقول وظل الأمن يحيط العربة خوفاً من سقوطها. أهالي أبيس ظلوا يتواصلون مع المصابين الذين استغاثوا بهم حتي لقي بعضهم مصرعه تأثراً بالحادث دون التمكن من انقاذه رغم أنهم حملوا مناشير كهربية في محاولة يائسة لقطع صاج العربات واخراج المصابين المحاصرين. قامت محافظة الإسكندرية بالدفع ب"70" سيارة اسعاف من المنطقة الشمالية ومن هيئة الاسعاف والشركات الخاصة ومحافظتي البحيرة ومطروح. فور وقوع الحادث انتقل الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية. والمهندسة نادية عبده محافظ البحيرة. وقائد المنطقة الشمالية. واللواء شريف عبدالحميد مدير مباحث الإسكندرية واللواء مصطفي النمر مدير أمن الإسكندرية والشرطة العسكرية والقيادات التنفيذية بالمحافظة. قال الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية إنه تمت اقامة غرفة عمليات بالتعاون مع القوات المسلحة والشعبة الهندسية لدراسة سرعة رفع القطارين بعد أن سقطت عربات علي جانبي الطريق ويصعب رفعها لتحطمها تماماً ولم يعد لها معالم. وأنه تم انتقال أوناش من المقاولون العرب وشركة بتروجيت والسكة الحديد وكفر الدوار لرفع القطار. * قامت محافظة الإسكندرية بنقل الناجين بحقائبهم من حادث القطار الي وسط الإسكندرية. وقع الحادث بقرية الشيخ الصغري والتي تبعد عن الإسكندرية بقرابة عشرة كيلو مترات وقامت المساجد بالنداء عبر المآذن للأهالي لسرعة الخروج بالمياه لانقاذ الضحايا وجمع الأشلاء وتغطيتها. * قامت القوات المسلحة بتسوية الطرق المحيطة بالقطار المنكوب لتمهيد طريق للأوناش يمكنها من الدخول الي منطقة الحادث لكونها منطقة زراعية غير ممهدة للسير أو الرصف وتبعد عن مساكن المواطنين وهو ما عطل عملية رفع القطارين من موقعهما لصعوبة المنطقة وبعدها عن الطريق العام المأهول. * قام الأهالي بتوزيع مياه الشرب علي رجال الشرطة ورجال الاسعاف نظراً لعملهم المستمر في تأمين المنطقة وممتلكات المتوفين. * استعانت قوات الدفاع المدني بالكلاب البوليسية للتأكد من عدم وجود جثث أسفل عربات القطار المهشمة تماماً بعد أن سرت شائعات بالمنطقة عن وجود جثث لم تستخرج.