كان نجاح ثورة 25 يناير بمثابة صافرة بدء السباق والمنافسة بين الطوائف المختلفة للقوي السياسية لكي ترضي المواطنين من خلال إبراز دورها في الشارع وفتح قنوات اتصالية وخدمية للأفراد فمنهم من اكتفي بعقد الندوات والاجتماعات داخل الغرف المغلقة وطرح نتائجها البراقة علي المواطنين ومنها من فضل تخفيف الأعباء عن الأفراد وقام بتنظيم معارض لسلع موسمية متنقلة ومتلاحقة في عرض البضائع من الأدوات والمستلزمات التي يحتاجها الأفراد في كل مناسبة بمختلف أحياء الإسكندرية وخاصة بالمناطق الشعبية التي يكون معظم أبنائها من محدودي الدخل وذلك لتوفير أهم احتياجاته بأسعار زهيدة وللتواصل بشكل فعال مع رجل الشارع والاحتكاك المباشر به. نظمت التيارات الدينية كالإخوان والسلف العديد من المعارض والتي تسعي إلي إرضاء المواطن وتقديم احتياجاته بأسعار زهيدة لتخفيف الأعباء عنه وقد شعر بذلك المواطن السكندري لانتشار هذه المعارض بمختلف أحياء الإسكندرية وتنوع البضائع بها علي حسب المواسم المقبلة ووصلت المنافسة إلي ذ روتها بين الإخوان والسلف في إقامة المعارض التي تقدم المستلزمات الدراسية من كراسات وأقلام وشنط للمدارس حيث قام البعض منهم بالبيع بخسارة حتي يستطيع جذب أكبر عدد ممكن من الأفراد بالإضافة إلي وضع شعار التيار الذي يقيم المعرض علي لافتة كبيرة تتصدر واجهته كنوع من الدعاية ومن جهة أخري فقد أثر هذا علي تجار الأدوات والمستلزمات التي شهدت ركودا بعد الفارق الكبير في السعر بين بضائعهم وبضائع المعارض الإخوانية والسلفية نظرا لجذب المستهلكين إليها وعزوفهم عن المحلات والمكتبات. "المساء" قامت برصد هذه المعارض والتعرف علي المنافسة الطاحنة التي كانت في مصلحة محدودي الدخل ومستهلكي السلع ورأي المستهلك في البضائع وحالة الركود التي شهدتها المحلات والمكتبات بعد عزوف المستهلكين عنهم. يقول محمد بهجت أقوم بعمل تطوعي وهو بيع الأدوات المدرسية إلي الفقراء ومحدودي الدخل مشيرا إلي أن جماعة الإخوان المسلمين بعد شعورهم باستغلال التجار ورفع الأسعار في حين تبيع المصانع المستلزمات بأسعار زهيدة موضحا أن الإقبال كان كبيرا خلال الأيام السابقة ولكنه بدأ في الانخفاض لافتا إلي أن الإخوان قاموا بتنظيم العديد من المعارض بعد الثورة منها بيع الشنط الرمضانية وملابس العيد ومستلزماته وحاليا بيع الأدوات المدرسية. يؤكد أن جميع المستلزمات الدراسية تباع لدينا بأسعار زهيدة تناسب محدودي الدخل قائلاً إننا نقوم بشراء هذه السلع من المصانع ولا نهدف من بيعها أي نوع من الربح ولكننا نضيف لها أسعار النقل فقط وأن بائعيها بالمعارض يكونون من شباب الإخوان ويقومون بهذا العمل تطوعا دون أي أجر أو إضافة هامش الربح. مشيرا إلي أن سعر الكراسة 100 ورقة لدينا هو جنيه واحد فقط بينما سعر القلم 75 قرشا لافتا إلي أن هذه المعارض تقوم بانتقاء أجود السلع المدرسية ومن ماركات مستوردة. بينما يقول أكرم إبراهيم أحد المتطوعين بالبيع في معارض الدعوة السلفية نقوم ببيع المستلزمات الدراسية مشيرا إلي أن هذه المعارض تكون متنقلة من حي إلي آخر ومن شارع لغيره والهدف من ذلك هو الوصول إلي أكبر عدد ممكن من المنتفعين والتواصل مع الأفراد لتقديم الخدمات لهم بأسعار زهيدة وللتخفيف من أعباء المواطنين محدودي الدخل وذلك ما دفعنا للتركيز علي المناطق الشعبية التي يكون معظم أبنائها من محدودي الدخل. ويضيف إبراهيم قائلا إن السلع التي نبيعها نقدمها بسعر المصنع ونحن نتكاتف في هذا الدور ومنا من يتطوع بعملية نقلها من المصنع إلي المعارض بسيارته الخاصة ثم نقوم ببيعها بنفس سعر مصنعها وحتي رأس المال قمنا بجمعه فيما بيننا وسيتم توزيعه مرة أخري لمن ساهم فيه ليكون عمل تطوعيا متكاملا قائما علي الجهود الذاتية. مشيرا إلي أن المقترح بأن الدعوة السلفية تقوم بتصنيع الكراسات وتضع شعارها عليها ولكن بسبب ضيق الوقت اضطررنا للشراء من المصنع مؤكدا أن الدعوة ستقيم شوادر لذبح الأبقار والجاموس وبيع اللحوم قبل عيد الأضحي المبارك. يقول حسن رحال لم اتبع أي حزب أو تيار سياسي ولكنني قمت بشراء مستلزمات أبنائي من معارض الإخوان والدعوة السلفية بسبب رخص أسعار بضائعها التي تقل عن أسواق الجملة بحوالي 50% وانني أري أنها مبادرة جيدة للتصدي إلي جشع التجار خاصة في موسم الدراسة حيث إنني كنت اشتري في السنوات السابقة الكراسة بجنيهين وكان سعر المصنع مدونا عليها ب 70 قرشا مماكان يشعرني بأنني وقعت فريسة سهلة لجشع هؤلاء التجار التي تستغل المواسم لزيادة هامش ربحهم وهذا ما جعلني اشتري المستلزمات المدرسية لأبنائي من هذه المعارض ولا اشتري من المحلات والمكتبات كعادتي في كل عام. يضيف باسم شوقي قطب بأنه فضل شراء مستلزمات أبنائه هذا العام من المعارض السلفية والإخوانية لأكثر من سبب أولها رخص ثمنها وقربها من مسكنه قائلا إن هذه المعارض كانت منتشرة بشكل كبير داخل الشوارع والأزقة وأنني فضلت الشراء منها لتباين الأسعار بينها وبين المحلات الأخري بالإضافة إلي قربها من مسكني مشيرا إلي أنه لديه ثلاثة أبناء يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة ولهذا السبب يشتري كميات كبيرة من المستلزمات المدرسية وأنه كان يعتاد الذهاب إلي سوق المنشية نظرا لأنه يقوم ببيع هذه السلع بأسعار الجملة ولكنه هذا العام قام بشراء مستلزماته من هذه المعارض توفيرا للوقت والجهد والمال. يقول أشرف حمدي تاجر لا اتبع أي تيار أو جهة سياسية ولكني اؤيد كل ما يعمل علي تخفيف أعباء أولياء الأمور وبحكم عملي بالتجارة اتنقل من مكان لآخر داخل الإسكندرية ولفت نظري المعارض التي تقوم بعرض الأدوات المدرسية بأسعار زهيدة مشيرا إلي أنه قام بشراء مستلزمات أبنائه المدرسية منها وذلك نظرا للفارق المبالغ فيه بين أسعار بضائعهم وأسعار التجار بالإضافة إلي تقديمهم لأفضل الماركات والأشكال التي تناسب أذواق الجميع. يضيف حمدي أن هذه المعارض لم يكن هدفها التخفيف من أعباء المواطن ولكنها شكل من أشكال الترويج للأفكار السياسية ولكسب تأييد الأفراد لهم للاستعداد للمنافسة الانتخابية القادمة وأننا نأمل بأن لا تتوقف بعد الانتخابات القادمة. يشكو يسري أبوالليل أحد أصحاب المكتبات بمنطقة المنشية من حالة الركود التي ضربت تجار الجملة للأدوات المدرسية في موسمهم الذي كانوا ينتظرونه كل عام مؤكدا أن الإقبال هذا العام كان منخفضا للغاية بسبب إقامة المعارض التي قدمت هذه السلع بأسعار زهيدة تصل إلي سعر المصنع بخلاف المحلات التي تتكبد عملية النقل وتاجر الجملة والموزع وقد رأي الكثير من المستهلكين أن هذا الفارق هم الأولي به وتوفيره لأبنائهم موضحا أن هذا لا يعتبر جشعاً من التجار ولكن البضائع تمر بأكثر من مرحلة وعلي أكثر من تاجر وهذا ما يتسبب في ارتفاع الأسعار لهذه الدرجة قائلا لابد من منع المصانع لبيع منتجاته إلا من خلال متعهدين بعينهم لتلاشي هذه الخسائر مضيفا أنه هذا العام تعرض لخسائر كبيرة بسبب عزوف المستهلكين عن بضائعه