يشعر ركاب مترو الأنفاق من الرجال أن إدارة المترو تضطهدهم بتخصيص عربات في كل قطار للسيدات فقط. فإلي جانب أن هذا التخصيص ينطوي علي تمييز بين المواطنين علي أساس الجنس يتعارض مع الدستور. ولا يوجد له مثيل في أي وسيلة نقل أو مواصلات عامة أخري في مصر. فإنه من الناحية العملية لا يحل أي مشكلة. فالعربات المتبقية في كل قطار والتي من المفروض أنها للرجال. تمتلئ بالسيدات والفتيات من كل الأعمار. لأن التخصيص لم يكن كاملاً. بل اقتصر علي عربتين فقط. وهما لا تستوعبان كل أعداد مستخدمات المترو من النساء. والعربات المخصصة للسيدات تمتلئ بالباعة الجائلين من الرجال طوال الوقت. رغم حظر ركوب الرجال فيها. وتغريم من يخالف ذلك بغرامة 50 جنيهاً. لكن ذلك لا يطبق علي الباعة الجائلين. لأنه لا يمكن اعتبارهم "ركاباً" دائمين. فهم يتغيرون تباعا ولا يدوم بقاء أي منهم في العربة سوي محطة واحدة يقفز بعدها إلي عربة أخري. بينما يصعد إليها بائع آخر. وهذا يسقط أي حكمة توختها إدارة المرور من هذا الفصل التعسفي ولا يحقق راحة أي طرف. وبعض السيدات والفتيات لا يطقن ركوب عربات السيدات ويهربن منها إلي بقية عربات المترو لأن تجمعات النساء تبدو لهن غير مريحة. وقد تجلس الفتاة الشابة في المقاعد المخصصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة بينما يقف إلي جوار المقعد رجل من مستحقي هذه المقاعد. فلا الفتاة تفكر في ترك المقعد له مثلما يفعل كثير من الشباب في هذه الحالات. ولا هو يستطيع مطالبتها بذلك لأنها فتاة. لكن هذه ليست حالة التمييز الوحيدة.. هناك حالة أخري محيرة. ركاب مترو الأنفاق. خط المنيب- شبرا الخيمة رجالا ونساء يشعرون أيضا ان إدارة المترو تضطهدهم وتعاملهم باعتبارهم مواطنين درجة ثانية. ففي هذا الحر القائظ. ودرجة الحرارة التي تتجاوز الأربعين في بعض الأيام. تخصص إدارة المترو جميع قطاراتها المكيفة لركاب خط حلوان- المرج وتحرم ركاب خط المنيب- شبرا الخيمة منها. وهو تمييز آخر محير. وغير مبرر. فالركاب علي الخطين مواطنون مصريون. ويستخدمون نفس تذكرة الركوب موحدة القيمة ذات الجنيهن. وإدارة المترو مسئولة عن المساواة الكاملة بينهم في الخدمة بكل عناصرها. بما فيها القطارات المكيفة. وأي تمييز في هذا يخل بمسئوليتها والتزامها القانوني والأخلاقي ما لم تكن هناك أسباب خارجة عن إرادتها. هل الجهة التي تعاقدت معها إدارة المترو علي القطارات المكيفة اشترطت في العقد أن يتم تخصيص هذه القطارات لهذا الخط دون ذاك؟! هل هناك أسباب فنية تحول دون توزيع هذه القطارات المكيفة علي الخطين بالتساوي. كأن تكون تصميمات هذه القطارات. أو تصميمات قضبان ومحطات خط المنيب- شبرا الخيمة لا تسمح بتسييرها عليه؟! إنني نيابة عن مستخدمي خط المنيب- شبرا الخيمة اليوميين في انتظار تفسير منطقي مقنع من إدارة المترو لهذا الوضع الغريب الذي لا يعكس إلا سوء معاملة وعدم احترام لهم.