السؤال الذي يبحث عن إجابة في الهند الآن..هل تعود أسرة غاندي التي حكمت الهند لمعظم السنوات منذ استقلال الهند عام 1947 لتحكم أكبر ديمقراطية في العالم بشكل مباشر. بدلا من الحكم من وراء الكواليس. ثار هذا السؤال في أعقاب اعلان حزب المؤتمر الحاكم في الهند عن اجراء عملية جراحية خارج البلاد لزعيمة الحزب سونيا غاندي للعلاج من مرض لم يحدده البيان.. وهنا بدأت التساؤلات حول احتمالات ان تكون سونيا في حالة صحية يمكن ان تجبرها علي التقاعد عن الحياة السياسية ليتولي نجلها راحول زعامة الحزب بدلا منها ليصبح رئيس الوزراء بعد ذلك.. ووصل الامر باحدي الصحف إلي ان تصدر وقد حملت عنوانا يقول "سونيا تسلم ابنها مفاتيح حزب المؤتمر" وسبب السؤال هنا هو ان سونيا غاندي الايطالية المولد "اسمها الأصلي سونيا ماينو" البالغة من العمر 64 عاماً هي في الواقع الحاكم الحقيقي للهند فهي تحكم الهند من خلف رئيس الوزراء الحالي ورجل الاقتصاد مانموهان سنغ أو بالتعاون معه كما يقول البعض في الحزب فالمعروف ان سونيا غاندي لعبت دورا كبيرا في عودة حزب المؤتمر إلي الحكم عام 2004 بعد عدة سنوات قضاها في المعارضة.. وعندما حان موعد تشكيل الحكومة أدركت سونيا الحساسيات التي يمكن ان تحدث بسبب كونها ايطالية المولد. رغم انها تحمل الجنسية الهندية منذ عام .1983 بناء علي ذلك اختارت سونيا مانوهان سنغ ليتولي رئاسة الوزارة بينما اكتفت هي بالحكم من وراء الكواليس فهو لا يكاد يتخذ قراراً مهما دون مشورتها. وتولت سونيا عقد التحالفات واختيار الوزراء الرئيسيين في الحكومة وغير ذلك من المهام.. ويذكر لسونيا انها كانت العقل المدبر لعدد من المشاريع التي ساهمت في توفير فرص العمل لمئات الملايين من الهنود الذين يعيشون في فقر مدقع.. وأدي ذلك إلي تعاظم نفوذ سونيا حتي أنها احتلت المركز التاسع في قائمة أكثر النساء نفوذا في العالم وبات منزلها الذي يشبه الأكواخ البنغالية مزاراً يحرص علي زيارته المسئولون والزعماء الأجانب عندما يزورون الهند. يمكن القول بأن سونيا غاندي دخلت عالم السياسة عن طريق المصادفة كانت البداية عندما التقت بزوجها الراحل راجيف في ستينيات القرن الماضي في بريطانيا كان راجيف وقتها يتدرب ليصبح طياراً وكانت سونيا- ابنة عامل البناء- تدرس اللغة الانجليزية في كمبردج وتعمل كنادلة في مطعم للانفاق علي نفسها وجمع بينهما الحب وتزوجا في نهاية الستينيات وهو الزواج الذي أثمر راحول وشقيقته بريانكا .