من أعجب الحروب التي دارت في القرن السادس عشر الحرب المصرية البرتغالية والتي دارت علي منطقة ليست مصرية وأيضاً ليست برتغالية. والحكاية تبدأ مع فاسكو دي جاما البحار البرتغالي الذي اكتشف الممر المائي "رأس العواصف" والمعروف حالياً ب "رأس الرجاء الصالح" وعن هذا الطريق المكتشف.. أصبح في الإمكان ومن السهولة الانطلاق في المحيط الهندي والوصول إلي الهند واعتبرت البرتغال هذا الطريق الجديد هو بديل للطرق القديمة المارة بالبلاد العربية.. وبالتالي بدأوا في التخطيط لضرب التجار العرب في تلك الجهات الشرقية.. وبالفعل وصلت إلي سواحل الهند ست مراكب برتغالية وأعمل دي جاما القتل والنهب والحرق في مراكب التجار العرب واستولي علي ما فيها من توابل وبضائع وكشف بذلك عن النوايا البرتغالية العدوانية تجاه العرب.. كذلك اكتشف البرتغاليون ان التجار ظلوا يفضلون الطرق التجارية المارة بالبلاد العربية لقصرها وسلامتها وأكثر فائدة من الطواف حول رأس الرجاء الصالح.. ولم يكن أمام التجار العرب في بحار الشرق الأقصي والهند ومعهم مسلمو تلك البلاد إلا الاستغاثة بمصر لكي تسد الطريق أمام الزحف الاستعماري وكانت السلطة في ذلك الوقت في يد المماليك وسلطانها هو قنصوه الغوري.. وعلي الفور أصدر أوامر بتجهيز أسطول مصري ضخم وجعل علي رأسه الأمير حسين الكردي والذي وصل إلي "ديو" في المحيط الهندي وأمام الشواطئ الهندية.. ودارت أول معركة بحرية بين مصر والبرتغال وفي موقعة لا علاقة لها بالأراضي المصرية أو البرتغالية وأبلي الأمير الكردي بلاء حسنا فحقق انتصارا ضخما وغنم غنائم كثيرة واستولي علي بعض قطع الأسطول البرتغالي وقد تزينت القاهرة عندما علمت بهذا الانتصار وظلت الموسيقي تدق ثلاثة أيام.. وبعث الأمير حسين يطلب فورا فتم ارسال ست سفن حربية بعد ان قامت بعرض في مياه النيل. ولكن البرتغاليون كانوا قد استعدوا استعدادا هائلا إذ تمكنوا من إلحاق هزيمة ساحقة بالجيش المصري وقتل الكثيرين من أفراد الأسطول وهرب حسين الكردي متخفياً في زي أحد العمال.. وانتهت أعجب حرب.. وكانت هذه الحرب بداية لتحرك دول الاستعمار انجلترا وفرنسا وهولندا إلي هذه البلاد الآسيوية.