تزامن هجوم "تميم قطر" مع هجوم "بشير السودان" علي مصر وانطلاق الهجومين في أعقاب قمة الرياض العربية الإسلامية الأمريكية يؤكد أن الهجومين من توابع "زلزال السيسي" الذي أحدثه خطابه في هذه القمة وألقي خلاله بالحقائق في وجه الجميع. "تميم قطر" موقفه معروف وثابت لا يتغير وقد نذر نفسه للهجوم علي مصر وسخر ثروات شعبه لتمويل الإرهاب ضد مصر وضد غيرها. حتي جيرانه من دول الخليج أعضاء مجلس التعاون. لذلك. هجومه علي مصر في أي وقت لا يفاجئنا. ولا يزعجنا.. بالعكس. المفاجأة أن نجد منه غير ذلك. "بشير السودان" مختلف.. خاصة في الفترة الأخيرة. يتحدث اليوم عن العلاقات الأزلية بين السودان ومصر والروابط التاريخية التي لا تنفصم بين الشعبين. ثم يختلق في اليوم التالي أزمة أو مشكلة مع مصر. يحضر في زيارات لمصر. ويذهب مسئولون مصريون كبار في زيارات للسودان. ويتم تصفية المشاكل وتسوية الأزمات التي اختلقها. وتوقيع اتفاقات وانشاء شراكات ثم لا يلبث بعدها أن ينقلب علي مصر بلا مقدمات. كتبت مرة في هذا المكان عن هذه النقطة.. قلت إن العلاقات الأزلية والتاريخية بين أي بلدين. مفروض أن تكون مصدر أمن وأمان واطمئنان واستقرار لهما.. فلماذا يحولها السودان إلي مصدر قلق وعدم استقرار للطرفين. وكان ذلك قبل زيارة سامح شكري وزير الخارجية الأخيرة للخرطوم وكانت هناك اتهامات سودانية بأن الإعلام المصري يسيء إلي السودان ويعكر بما يطرحه من قضايا صفو العلاقات. وزار وزير الخارجية الخرطوم وتم الاتفاق علي ميثاق شرف إعلامي بين مصر والسودان. ولم يترك البشير هذا الميثاق ليجف مداده بل بادر بعدها مباشرة إلي تكرار الهجوم علي مصر بسبب حلايب وشلاتين وتجاوز في هذا الهجوم حدود اللياقة السياسية والدبلوماسية حين وصف مصر بأنها "قوة احتلال" إشارة إلي "سودانية" حلايب وشلاتين من وجهة نظره. الآن. مصر. في نظره أيضا دولة متآمرة تساعد متمردي "دارفور" ضده وتمدهم بالسلاح أو تحاربه معهم. بينما مصر موجودة في "دارفور" تحت علم الأممالمتحدة ضمن قوات "حفظ السلام" الدولية هناك. وشريك في كل جولات المفاوضات التي أجراها البشير وحكومته مع من يسميهم بالمتمردين. في كل مرة اختلق البشير أو أوعز إلي مسئوليه باختلاق أزمة مع مصر. أو افتعال مشكلة. كان الرد المصري يصدر من وزارة الخارجية.. بما في ذلك أزمة تصريحاته الأخيرة. لكن الرئيس السيسي اختار هذه المرة أن يرد بنفسه أيضا وأن يبعث للبشير ولمن ورائه برسائل قاسية: "مصر تمارس السياسة بشرف في وقت عز فيه الشرف.. مصر لا تتآمر.. مصر لن تكون أبدا ذيلا لأحد". رسائل الرئيس كاشفة للمستور ولو وعاها المستهدفون بها لابتلعوا ألسنتهم. لكن.. تقلبات البشير أصبحت ظاهرة.. الريموت كنترول القطري والتركي لا يتوقف عن العمل من أجل خلق المشاكل لمصر علي حدودها في جميع الاتجاهات الاستراتيجية لأمنها القومي. لذلك لا أتوقع أن تتوقف تقلبات البشير.. فمازلنا في بدايات توابع زلزال السيسي.