قال تعالي : "من يَشْفَعْ شَفَاعَة حَسَنَة يَكُن لَّهُ نَصِيب مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَة سَيِّئَة يَكُن لَّهُ كِفْل مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَي كُلِّ شَيْء مُّقِيتا¢ [النساء:85] من معاني الكفل في اللغة النصيب المساوي ومنها المِثل. أما النصيب فهو مُطلق وليس له شيء محدد. وفي القرآن الكريم استخدمت كلمة كفل عند ذكر السيئة "له كفل منها" لأن السيئات تُجزي بقدرها. ولا يزيد عليها» بدليل قوله تعالي "ومن عمل سيئة فلا يُجزي إلا مثلها". أما الحسنة فتضاعف وتتسع وتعظم وقد تكون عشرة أضغاف. وقد تكون أكثر. ولم يحدد أنها مثلها لذا جاءت كلمة نصيب مع الحسنات» لأن الحسنة لها نصيب أكثر من السيئات. الخَلْق والجَعْل الخلق : إيجاد شيء معدوم من شيء موجود قال تعالي : "هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِه"ِ [لقمان 11] "خَلَقَكُمْ مِنْ طِين" [الأنعام: 2]. "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم" [التين : 4] الجعل : هو خلق لوظيفة الأشياء الله خلق الأرض. ووظيفتها أنه جعلها بساطا "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطا" [نوح :19]. و¢"جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً" [يونس :5]. و"جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشا" [البقرة : 22] وَ"جَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثا وَمَتَاعا إِلَي حِين" [النحل :80] فكلمة جعلّ تعني خلقا. ولكنْ خلق لوظائف المخلوقات. وحينئذ كل شيء خلقه لكي يكون وظيفة لمخلوق آخر» هذا هو الجعل. فصاحة أعرابي يحكي أن تاجرا تعرض له قطاع الطرق. وأخذوا ماله فلجأ إلي المأمون العباسي ليشكو إليه وأقام ببابِه سنة فلم يؤذَن له : فارتكَبَ حيلة وَصَل بها إليه. وهي : أنه حضر يوم الجمعة ونادَي: يا أهل بغداد اشهدوا علّي بما أقول وهو أن لي ما لَيس لله. وعندي ما ليس عند الله. ومعي ما لم يخلُقه الله. وأحب الفتنة وأكره الحق. وأشهد بما لم أرَ. وأصلي بغير وضوء فلما سمعه الناس حملوه إلي المأمون فقال له : ما الذي بلغني عنك؟ فقال : صحيح قال : فما حملك علي هذا؟ قال : قُطع علي وأخذ مالي ولي ببابك سنة لم يؤذن لي. ففعلت ما سمعت لأراك وأبلغك لترد عليَّ مالي قال : لكَ ذلك إن فسَّرتَ ما قلتَ. قال : نعم أما قولي : إن لي ما ليس لله فلي زوجة ووَلَد . وليس ذلك لله وقولي عندي ما ليس عند الله فعندي الكذب والخديعة. والله بريء من ذلك وقولي : معي ما لم يخلقه الله فأنا أحفظ القرآن. وهو غير مخلوق وقولي : أحب الفتنة فإني أحب المال والولد لقوله تعالي : "إنما أموالُكم وأولادكم فتنة" وقولي : أكره الحق فأنا أكره الموت وهو حق وقولي : أشهد بما لم أَرَ فأنا أشهد أن محمدا رسول الله ولم أرَه وقولي : أصلي بغير وضوء فإني أصلي علي النبي بغير وضوء.. فاستحسن المأمون ذلك وعَوَّضه عما سُلب منه. أخطاء شائعة كثير منا يستخدم كلمة "ممنون" بمعني "شاكر" وهي كلمة تركية أما في العربية فمعني ممنون "مقطوع" وقد جاء في التنزيل "لهم أجر غير ممنون". أصيب فلان بدوخة . وكلمة دوخة عامية شاع استعمالها والصواب أن يقال أصيب فلان بدوار. يقولون : ذهبت إلي بيته الكائن في شارع كذا. والصواب ذهب إلي بيته في شارع كذا. يقولون : جلس فلان علي الكنبة والصواب : جلس علي الأريكة. فائدة نحوية الجملة بنوعيها "اسمية وفعلية". وشبه الجملة بنوعيه. إذا وقع شيء منهما بعد النكرة المحضة فإنه يعرب صفة. وبعد المعرفة المحضة يعرب حالا» فمثال الجملة الفعلية بعد النكرة المحضة: حضر رجلْْ "يحسن إلي المحتاج" ومثال الجملة الاسمية حضر رجل "إحسانه غامر" ومثال الظرف : رأيت طائرا "فوق" الغصن. ومثال الجار مع المجرور: رأيت بلبلا "في قفصه". ومثال الجملة الفعلية بعد المعرفة المحضة: أقبل خالد "يضحك" ومثال الاسمية : أقبل خالد "وجهه مشرق" ومثال الظرف : أبصرتُ طائرتنا "فوق" السحاب ومثال الجار مع المجرور: أبصرت طائرتنا "في وسط" السحاب.