عمرو.. أنت فين يا صلاح.. موجود بس كنت بشوف موضوع المسابقة.. عمرو: مسابقة إيه؟.. صلاح: مسابقة لتقديم مشروعات قومية لخدمة البلد.. عمرو.. نعمل مشروع عن القطن.. صلاح: صعب خصوصا اننا لا نصدر حاليا.. وهنا.. مر أمامهم عامل نظافة يحمل جوال.. فطرأت لعمرو فكرة أن يحمل جوال ويجمع القمامة ويتقدم به كمشروع للجامعة. ولكن راوده سؤال مهم.. أين تذهب هذه المخلفات؟ ومن هنا بدأت رحلة المشروع الذي هو مأساته والذي تم سرقته علنا علي حد قوله- أمام ملايين المصريين علي الرغم أنه يحمل جميع الحقوق الملكية والفكرية.. التي قدمها لنا. * عرفنا بنفسك؟ ** عمرو علي إمام من منطقة المقطم خريج كلية تجارة جامعة القاهرة. * متي جاءت لك الفكرة؟ ** كنت في سن 18 عاما وتحديدا في أولي كلية تجارة وعلمت بمسابقة بين طلبة وطالبات جميع الكليات ومكانها تحديدا في كلية اقتصاد وعلوم سياسية لتقديم المشروعات الاقتصادية والقومية فتقدمت ومعي 12 طالبا من جميع الكليات بمشروع قومي يتلخص في انشاء منظومة مخلفات صلبة تبدأ من الجامعات الحكومية وتنتهي بتعميمها علي الاحياء والمناطق الشعبية الخاصة بالجمهورية. والعائد المادي علي الدولة 12 مليار جنيه كل شهر تدخل في ميزانية الدولة. * ما هي نتيجة المسابقة؟ ** حصلنا علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية وتم تقييم مشروعي كأحسن دراسة جدوي قدمت في المسابقة. * وهل توقفت بعد ذلك؟ ** لم أتوقف عند هذا الحد بل تقدمت بعد ذلك في مسابقة علمية أخري بجامعة القاهرة لخدمة المشروعات القومية الصغيرة وحصلت أيضا علي المركز الأول وبعد مقابلة الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة قال لي نصا: "أنا متبنيك يا ابني".. وحصلت علي وعد منه أن يقوم بتسويق المشروع حكوميا واعلاميا تحت قيادة دكتور سعيد ضو نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون البيئة وعميد كلية تجارة سابقا. * وهل حدث ذلك؟ ** بالفعل طلب مني دراسة للمشروع علي مستوي الجمهورية فاضطرت أن اعطيه دراسة للمشروع ولكن في نطاق جامعة القاهرة فقط وكان ذلك بحضور وزير الري مهندس حسام مغازي. * وماذا بعد؟ ** أرسلوني للدكتور طارق العربي وكيل كلية العلوم لشئون البيئة وتم طرح المشروع علي مجلس الكلية.. وبالفعل تمت الموافقة علي تنفيذه في الكلية. ولكن مجلس الجامعة رفض تنفيذه بعد ذلك نظرا لعدم الثقة في الطلبة المذكورين لتنفيذ المشروع. علي الرغم من التعهدات والشروط الجزائية التي تعهدنا بكتابتنا علي انفسنا حفاظا علي دوام المنظومة ونظافة الجامعة بصفة خاصة ثم نظافة مصر بعد ذلك. * من المسئول عن جمع القمامة في جامعة القاهرة؟ ** الكارثة التي تحدث خلف أعين المسئولين بالدولة وهي أن الجامعة متعاقدة مع شركة اسمها "ليدر سيرفيس" تقوم بتحصيل أجر 80 ألف جنيه من الجامعة لأحد مسئولي الجامعة مقابل خدمة نظافة الجامعة.. وهذا الايراد الأول للشركة. * وأين الكارثة اذا؟ ** أن شركة "ليدر سيرفيس" تقوم بتعاقدات في الباطن مع أحد التجار لجمع المخلفات الصلبة يدعي المعلم إسرائيل ويدخل صحن الجامعة بالتصريح الخاص لشركة "ليدر سيرفيس" ويجمع المخلفات الصلبة فقط دون عن غيرها من مخلفات وبناء علي الدراسة المقدمة من فريق العمل بقيادتي أن الشركة تقوم بتحصيل 130 ألف جنيه شهريا علي الرغم أنني كنت سأوفر علي الجامعة كل هذه المبالغ وتوفير فرص عمل للطلبة الذي يبلغ عددهم 750 طالبا وطالبة كانوا علي استعداد للعمل. * هل توقفت بعد ذلك؟ ** كلا بل تقدمت بشكوي لمجلس الوزراء ضد وزارة الدولة للتطوير الحضاري والعشوائيات بسبب أنهم حصلوا علي المشروع ولم يتم تطبيقه بعد ذلك وفي نفس الشكوي تهرب الدكتور جابر نصار من مقابلتي علي الرغم أنني ذهبت إلي مكتبه أكثر من أربع مرات وتجاهلني تماما. * وهل ماتت الفكرة بداخلك بعد ذلك؟ ** بالفعل فقدت الأمل في كل شيء.. حتي فوجئت بموضوع منشور بجريدتكم "المساء" وتحت عنوان "الزبالة بفلوس" ووجدت بها فكرة مشروعي كاملة يتم تطبيقها أمام عيني وبعيدا عني وبدعم من محافظ القاهرة المهندس عاطف عبدالحميد ورئيس هيئة النظافة والتجميل والتكلفة المادية مسئولية الجمعيات الأهلية الهادفة للربح تحت اسم مبادرة "بيع زبالتك" وتتلخص فكرة المبادرة من علي لسان المحافظ في انشاء مجموعة من الأكشاك بأماكن محددة للأحياء يتم اختيارها بين رؤساء الأحياء وسيتم تعليق قائمة بأنواع القمامة المشتراة وأسعارها الخاصة. * ما الذي يثبت أحقيتك في المشروع الذي طرحته المحافظة؟ ** لقد قمنا مسبقا بتسجيل أفكار المنظومة كاملة ودراسة الجدوي التي تم اعدادها في الشهر العقاري بمدينة نصر بتاريخ 2/9/.2015 * وما المطلوب اذا؟ ** عايز حقي في مشروعي الذي تم انتسابه لمحافظة القاهرة كدعم وبعض الشباب مجهولة الهوية.. وان يساعدني في تنفيذ حلمي لمصر أولا وان أكون مشرفا عليه لانني الأجدر بفعل وتنفيذ ذلك المشروع. * وما المشكلة في تطبيقه تحت مظلة محافظة القاهرة؟ ** إن المشروع سيفشل لأن الأسعار المقابلة لشراء المخلفات الصلبة رمزية جدا ولا تساوي التكلفة الحقيقية لهذه المخلفات خاصة ان المواطن العادي لا يعرف القيمة الحقيقية لسعر المخلفات وهو لا يبيع أي مخلفات. لأن الذي يقوم بهذه العملية هما النباش وعامل النظافة التابع لهيئة النظافة والتجميل. فلماذا نخدع المواطنين مقارنة بأسعار التجار التي تقوم بدفع مبالغ للنباش ولعامل النظافة وسنلاحظ الفرق بينها بين أسعار المحافظة الضئيلة جدا. أضف إلي ذلك ان ا لنباش المسئول عن تجميع القمامة ومعه عامل النظافة التابع للهيئة لن يذهب إلي المحافظة بالمخلفات لأن التاجر يعطيهم مبالغ مقدما تسمي "أرضية" حتي يتحكم فيهم ويضمن ولاءهم له اضافة إلي ضعف المقابل المادي من المحافظة. * هل هناك مشاكل أخري تعوق المشروع؟ ** نعم فالمحافظة والشباب القائم علي المشروع ليس لديهم الخبرة الكافية لانجاح المشروع ولو حتي الخبرة المبدئية لتنفيذ مثل هذا المشروع الضخم لأن الأكشاك المسئولة عن تجميع المخلفات بها شباب يقوم بتسليم النقدية فقط لا غير تحت قيادة المشرف العام وهي نرمين طلعت المسئولة عن أحد الأكشاك في حين أن الدور الرئيسي هو فرز المخلفات وطريقة بيعها وهما السببان الرئيسيان لانجاح منظومة المخلفات الصلبة. وأخيرا ان المصانع التي تأخذ المخلفات تأخذها من التجار بالأطنان الكبيرة في حين أن المحافظة حتي الآن لم تحصل من المواطنين إلا الكيلوهات القليلة فقط ومن هنا فطبيعي جدا ان يفشل المشروع والمنظومة كاملة لقلة الخبرة الواضحة علي القائمين عليه سواء من إدارة المحافظة أو من الشباب القائمين عليه. * ما الرسالة التي تحب أن توجهها للمسئولين؟ ** أطالب بحقي في المشروع الذي يطبق أمام عيني وبطريقة خاطئة.. وان اقوم بتنفيذ المشروع بدراسة حقيقية وسليمة قائمة علي الخبرة والدراسة الميدانية من أرض الواقع وعدد الشباب المتوفر معي لتنفيذ المشروع. واستغيث بالمسئولين بسماع صرخاتي التي لا يسمعها سوي قاريء هذه الكلمات.