«الزراعة»: تحصين أكثر من 8.5 مليون جرعة من الماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع ضمن الحملة القومية    رئيس الوزراء التشيكي: لن نشارك في أي تمويل مستقبلي من الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا    مصر تدعو إلى التهدئة والالتزام بمسار السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية    بيراميدز يخسر من فلامنجو ويودع كأس إنتركونتيننتال 2025    بالأسماء.. إصابة 14 شخصًا بحادث تصادم في البحيرة    بعد تداول أنباء عن تسرب مياه.. المتحف المصري الكبير يؤكد: البهو والآثار آمنة    «أفريكسيم بنك»: إطلاق مركز التجارة الإفريقي بحضور مدبولي يعكس دور مصر المحوري في دعم الاقتصاد القاري    رئيس مجلس القضاء الأعلى يضع حجر أساس مسجد شهداء القضاة بالتجمع السادس    غدا، بدء الصمت الانتخابي في 55 دائرة بجولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    ريهام أبو الحسن تحذر: غزة تواجه "كارثة إنسانية ممنهجة".. والمجتمع الدولي شريك بالصمت    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح المفاوضات    توافق مصرى فرنسى على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية    شعبة الدواجن: المنتجون يتعرضون لخسائر فادحة بسبب البيع بأقل من التكلفة    وزير الشباب يشهد ختام بطولة الأندية لكرة القدم الإلكترونية باستاد القاهرة    جهاز تنمية المشروعات ومنتدى الخمسين يوقعان بروتوكول تعاون لنشر فكر العمل الحر وريادة الأعمال    ضبط 5370 عبوة أدوية بحوزة أحد الأشخاص بالإسكندرية    كثافات مرورية بسبب كسر ماسورة فى طريق الواحات الصحراوى    25 ألف جنيه غرامات فورية خلال حملات مواعيد الغلق بالإسكندرية    منال عوض: المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة لجذب السياحة البيئية    يوسا والأشكال الروائية    الشناوي: محمد هنيدي فنان موهوب بالفطرة.. وهذا هو التحدي الذي يواجهه    من مسرح المنيا.. خالد جلال يؤكد: «مسرح مصر» أثر فني ممتد وليس مرحلة عابرة    "فلسطين 36" يفتتح أيام قرطاج السينمائية اليوم    يسري جبر يوضح حقيقة العلاج بالقرآن وتحديد عددٍ للقراءة    مستشار الرئيس للصحة: الإنفلونزا الموسمية أكثر الفيروسات التنفسية انتشارا هذا الموسم    نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد    توقف قلبه فجأة، نقابة أطباء الأسنان بالشرقية تنعى طبيبًا شابًا    استشهاد وإصابة 30 فلسطينيا في قصف إسرائيلي غرب مدينة غزة    قائمة ريال مدريد - بدون أظهرة.. وعودة هاوسن لمواجهة ألافيس    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح أي مفاوضات    مكتبة الإسكندرية تستضيف "الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر"    منافس مصر - مدرب زيمبابوي ل في الجول: بدأنا الاستعدادات مبكرا.. وهذا ما نعمل عليه حاليا    القومي لذوي الإعاقة يحذر من النصب على ذوي الاحتياجات الخاصة    المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: الطفولة تمثل جوهر البناء الإنساني    موعد صرف معاشات يناير 2026 بعد زيادة يوليو.. وخطوات الاستعلام والقيمة الجديدة    قائمة الكاميرون لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2025    إعلام عبرى: اغتيال رائد سعد جرى بموافقة مباشرة من نتنياهو دون إطلاع واشنطن    حبس مدرب أكاديمية كرة القدم بالمنصورة المتهم بالتعدي على الأطفال وتصويرهم    نائب محافظ الأقصر يزور أسرة مصابي وضحايا انهيار منزل الدير بمستشفى طيبة.. صور    جامعة أسيوط تنظم المائدة المستديرة الرابعة حول احتياجات سوق العمل.. الاثنين    بدء الصمت الانتخابي غدا فى 55 دائرة انتخابية من المرحلة الثانية لانتخابات النواب    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا    لاعب بيراميدز يكشف ما أضافه يورتشيتش للفريق    «الجمارك» تبحث مع نظيرتها الكورية تطوير منظومة التجارة الإلكترونية وتبادل الخبرات التقنية    وصفة الزبادي المنزلي بالنكهات الشتوية، بديل صحي للحلويات    محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء    فيديو.. الأرصاد: عودة لسقوط الأمطار بشكل مؤثر على المناطق الساحلية غدا    طلعات جوية أميركية مكثفة فوق ساحل فنزويلا    إخلاء سبيل والدة المتهم بالاعتداء على معلم ب"مقص" في الإسماعيلية    تعرف على إيرادات فيلم الست منذ طرحه بدور العرض السينمائي    الأهلي يواجه الجيش الرواندي في نصف نهائي بطولة إفريقيا لكرة السلة للسيدات    محافظ أسيوط يقود مفاوضات استثمارية في الهند لتوطين صناعة خيوط التللي بالمحافظة    القضاء الإداري يؤجل دعوى الإفراج عن هدير عبد الرازق وفق العفو الرئاسي إلى 28 مارس    وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ووفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    تشويه الأجنة وضعف العظام.. 5 مخاطر كارثية تسببها مشروبات الدايت الغازية    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



12 عاماً علي رحيل "إمبراطور" السينما المصرية أحمد زكي .. "النمر الأسود" الذي أحدث انقلاباً في معايير النجومية
نشر في المساء يوم 27 - 03 - 2017

تقمص أدواره حتي التوحد .. والبداية كانت مع "الأيام"
الشائعات لاحقته مع رغدا ونجلاء فتحي وشيرين سيف النصر وسعاد حسني .. وقلبه لم يمل إلا لهالة فؤاد
الطبيب أخبره بأنه مصاب ب"خلايا نشطة" حتي لاينطق أمامه كلمة "سرطان"
فقد البصر في آخر أيامه .. وتصدق بأجره من "العندليب"
تحل اليوم الذكري ال12 لرحيل "البرنس" صانع "هيستيريا" التمثيل الذي لم يكن "يكذب أو يتجمل" والذي رحل في مثل هذا اليوم 27 مارس من عام 2005 "البريء" و "الرجل المهم" صاحب القلب "الدهب" و"باشا" الكرم . والذي كان كل فيلم يمثل له "البداية" في التمثيل . الذي لم يكن يوما "ضد الحكومة" بل كان يحاول جاهدا أن يوصل مشاكل الناس وهمهم وهو يأخذ لهم صورة مناديا للجميع "أضحك للصورة تطلع حلوة" وهو "البطل" الذي يحقق "أحلام هند وكاميليا" والذي استطاع ان يكتفي بامرأة واحدة برغم أنه قدم "أمرأة واحدة لاتكفي" إنه "الأمبراطور" أحمد زكي.
التقمص
أحمد زكي النجم الذي أحدث انقلاباً في شكل النجم المصري . وطريقة الأداء الخاصة به . حيث تفرد بين جيله بالقدرة علي التقمص وربما لانبالغ هنا اذا قلنا انه أول من أسس مدرسة يمكن أن نطلق عليها "التقمص" حيث كان الحديث في مناهج التمثيل عن التقمص لم يطبق مع الكثير من النجوم الرائعين اكيد . ولكن هنا أحمد زكي كان يقوم بتقمص الدور تماما لدرجة التوحد . فكان يعايش الشخصية ليس لعشر دقائق او حتي ساعات قبل التصوير وبعده بل طول فترة التصوير . بدأ رحلته في التقمص منذ اول عمل اخترق به قلوب الجماهير وهو مسلسل "الأيام" الذي تقمص فيه شخصية عميد الادب العربي "طه حسين" للدرجة التي تنسي معها تماما أن هذا البطل يمكن أن يكون مبصراً من الاصل . فمثلا في فيلم "زوجة رجل مهم" عاني اصدقاء زكي من الحالة التي انتابته نتيجة تأثير شخصية الظابط المغرور المتسلك "السيكو" حتي تخلص تماما منها بعد وقت طويل . ونفس الشئ حدث في فيلمه "ايام السادات" فقد ظل لفترة طويلة جدا يتعامل مع كل الناس بشخصية السادات التي تقمصها في الفيلم . وهكذا كل دور قدمه الفنان الاستثنائي أحمد زكي ترك بصمة في نفوس الجماهير وتأثير لصدقه الشديد في الاداء . فلم يكن التمثيل بالنسبة له مجرد مهنة يتكسب منها . ولكنها كانت بالنسبة له حيوات أخري يؤديها . يطوف كالرحالة الجوال من شخصية لشخصية بمنتهي العشق.
ولذلك لم يستثمر النجم احمد زكي الموهبة الذي انعم الله عليه بها بشكل تجاري . بل استثمر تلك الموهبة في أن يقدم كل النماذج البشرية المتاح له تقمصها فقدم في فيلم "مستر كاراتيه" شخصية لاعب الكاراتيه الذي يصاب في قدمه. وكيف يتحول داخله الاحساس من البطولة لمقاومة العجز . كما قدم "حسن هدهد" ايضا لاعب الكاراتيه في فيلم "كابوريا" وهو لاعب في ماتشات الكاراتيه يمكن أن "يهزم " طالما سيدفع له . وفي هذا الفيلم كان لأحمد زكي تأثير علي الشباب غير طبيعي . حيث كان السبب في أن يقوم كل الشباب بتقليده في قصة شعره الذي ظهر بها في "الفيلم" واشتهرت "القصة" باسم الفيلم نفسه وهي "قصة شعر الكابوريا". ومن هنا أصبح لأحمد زكي عشاق من الشريحة العريضة في المجتمع والذي تؤثر بشدة علي تحريك الجمهور ليذهب للسينما . وأصبح الناس ينتظرون أفلامه . رغم انه لم يكن من النجوم الذين يسعون لشباك التذاكر . وربما وقتها كان للنقاد رأي اخر عن تلك الافلام لم يكن رأيا طيبا ابدا . ولكن يستمر الزمن في ممارسة لعبة الفرز والتقييم . وتنتهي هوجة الهجوم . وعندما تعرض الأفلام تصبح هذه الأفلام من أهم الأفلام التي توجه لنصيحة الشباب وربما وعظهم وعظ مباشر اذا جاز التعبير ويتبعهم فيلم "استاكوزا" الذي أحدث ضجة وقتها بالهجوم علي مخرجته"ايناس الدغيدي" لجرأة الفكرة المطروحة والمأخوذة عن تيمة "ترويض النمرة" ولكن بجرأتها المعتادة حيث تتسبب بطلة الفيلم في احداث أزمة جنسية مؤقتة للبطل بشكل كوميدي طريف . سيطر عليه أحمد زكي بطغيان موهبته الفذة.
ميراث "الامبراطور"
يعرف كل من عاصر لحظة رحيل الفنان الكبير احمد زكي . رغم ان رصيده الفني يصعب حصره . وبرغم ما حصدته اعماله من ايرادات عظيمة . إلا أنه لم يكن من حاصدي الأموال ولم يكن ممن يبحثون عن عمل مشاريع تقيهم غدر الزمن . وكل ما يأتيه من الفن يصرف بالكامل علي ابنه وعلي كل من حوله . لذلك كان الميراث الكبير الذي تركه امبراطور التقمص هي أعماله الفنية التي لن تموت ابدا. وكذلك رصيد كبير من البهجة الذي أصر علي يبثها في قلوب كل من يعرفة وكان دائما يدفع الناس لأن يستمتعوا بالحياة في كل لحظة في حياتهم . ورغم ما يشاع علي انه رحل وهو لا يمتلك إلا 130 جنيها . بحسب ما أكد أصدقاؤه بعدما تصدق بمعظم أجره عن فيلم "العندليب" لعلاج فنان شاب أصيب بنفس المرض . كما دفع نفقات "العمرة" لثلاثة موظفين في مستشفي "دار الفؤاد" وأوصي ابنه "هيثم" بأن يعتمد علي نفسه.. واظن كل الظن أن الابن يقوم بتنفيذ الوصية علي أكمل وجه حيث يحاول بكل طاقته إثبات موهبتة بمعزل عن ربط تواجده في الوسط الفني بتاريخ والده رغم كل الفخر . إلا أنه حسب تقديري يري ان الفخر الحقيقي ان ينجح هيثم في شق طريقه بأظافره وليس بما تركه له والده.
"شائعات بلا نهاية"
كان نجم مصر الاسمر مثله مثل الكثير من النجوم تطلق عليه شائعات حب من كل فنانة تلعب معه دور البطولة . فمرة أطلق عليه إشاعة أنه أحب نجلاء فتحي. أثناء تصوير فيلم "سعد اليتيم". وأخري أنه أحب الفنانة المعتزلة شرين سيف النصر. عندما كانا يصوران معاً فيلم "سواق الهانم" وكانت قد بدأت تلك الشائعات بربطه بعلاقة بسندريلا الشاشة سعاد حسني بسبب تحمسها الشديد لموهبته واصرارها علي العمل معه سواء في شفيقه ومتولي أو موعد علي العشاء أو في عملهم الخالد "هو وهي" واستمرت الشائعات تلاحقه مع كل فنانة يمثل معها حتي في فترة مرضه تم اطلاق شائعة عن علاقة غرامية تربطه بالفنانة السورية الكبيرة رغدة . نظرا لعمق الصداقة الكبيرة بينهما .. وواقع الأمر أن النجم احمد زكي أثبت بعزوبيته بعد طلاقه من الفنانة الراحلة هالة فؤاد ام ابنه الوحيد انه لم يستطع ان يحب امرأة اخري مثلما أحبها.
كما كانت تطارد الفنان الراحل ايضا اشاعات من نوعية أنه شخص عصبي . ولا يطاق . أو أنه لايفيق من الخمر . وكل هذا بسبب انه كان لايقيم بمنزله. بل كان يفضل أن يعيش في احد الفنادق المطلة علي النيل . ليشعر بالونس واللمة طول الوقت . ولكن الاشاعة المؤكدة عنه أنه كان مسرفا بشدة . ولايتحمل ان يكون في جيبه اي اموال لوقت طويل . وكان كريما لدرجة البذخ وعطوفا وفاعل خير في كتمان شديد.
الفيلم المجهول "البرنس"
فيلم من أروع الأفلام التي قدمها النجم احمد زكي في بداياته الفنية من بطولته أمام النجم الوسيم "حسين فهمي" وفيلم "البرنس" الذي اخرجه فاضل صالح عام 1984 كانت البطولة النسائية امامة ناهد يسري وهناء ثروت . كانت تحكي قصته عن مذكرات فتي انجبته امه التي كانت تعمل خادمة في بيت "برنس" وحاول هذا الفتي الذي جسد دوره احمد زكي ان يصل لحقه في ميراث هذا الباشا . حيث لم يكن من حقه ان يرث نظرا لان هناك اخرين يسبقوه في هذا الميراث . فيقرر عمل خطة قتل لكل افراد العائلة المتبقيين ليصبح هو الوريث الوحيد . فيقوم احمد زكي بتقمص مجموعة من الشخصيات ليتسلل لكل شخصية منهم والذي اداها باقتدار ايضا النجم حسين فهمي. حيث كان هذا الفيلم بمثابة مباراة تمثيلية مذهلة بين البطلين "حيث تباري النجمان في تقديم ست شخصيات تنوعت بين العجوز والشاب والسيدة. وفي الاحداث يكتب "البرنس" القاتل مذكراته في السجن حيث تم اتهامه بقتل خطيبته "وردة" وهي الانسانة الوحيدة الذي لم يقتلها . وفي الوقت الذي يحكم له بالبراءة . يخرج وقد نسي مذكراته الذي يعترف فيها بقتل عائلته في الزنزانة وينتهي الفيلم . الفيلم من اجمل افلام احمد زكي. ولكنه لم يحظ بالاهتمام لو العرض ولانعرف ما السبب . رغم انه من الافلام خفيفة الدم.
حتي في الموت
كان لطبيب أحمد زكي تصريح في احد الحوارات معه عن ذكرياته مع الايام الاخيرة للنجم الراحل . فقال . ان أحمد تكلم أمامه مع "ملك الموت" بل أنه طلب منه أن يقوم بتجهيز "صوان العزاء" وقال عنه الطبيب إنه كان مريضا استثنائيا فرغم أنه اصيب بفقدان بصره في آخر ايامه إلا أنه رفض تماما ان يعلن الطبيب ذلك الامر . بل انه كان يرفض ان يشعر الطبيب نفسه بأنه لايري شيئا.
والمدهش علي حد قول الطبيب المعالج له آنذاك الدكتور "أحمد البنا" أن احمد زكي كان لديه حساسية كبيرة تجاه المرض . حتي ولو نزلات برد بسيطة وانه اضطر عندما علم بمرضه بالسرطان أن يخبره بأنه مرضه اسمه "خلايا نشطة" ليتجنب إبلاغه بشكل مباشر. حتي لايشعر بالخوف. وقام بتبسيط الأمر والعلاج وأساليبه. فكان رد فعله عنيفا. وقال "دي جاتلي منين .. إيه المصيبة اللي أنا فيها دي".
جيل عباقرة لم تهزمه غيرة فنية
النجم الاسود احمد زكي الذي جسد شخصية بطل الملاكمة العالمي في فيلم "النمر الاسود" وكان هذا الفيلم "البداية" الجديدة لسلسة من نجاحات لم تنته حتي اليوم ظهر ضمن جيل يمكن ان نطلق عليه بكل اريحيه جيل العباقرة والنجوم . فقد صعد نجم زكي بين محمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوي . وممدوح عبدالعليم . ويحيي الفخراني . وعادل امام وهادي الجيار وهشام سليم . ومحمود حميدة . وسعيد صالح ويونس شلبي . ومحمد صبحي . وغيرهم ممن لهم بصمة في التاريخ الحديث للفن المصري . لم تكن المنافسة بينهم تلهيهم عن أن يتفرغوا لصناعة انفسهم كنجوم . علي الرغم من المنافسة الشرسة التي جمعته ببعض هؤلاء النجوم إلا أنه كان علي مدار سنوات تألقهم تجمعه صداقة قوية للغاية بالجميع . ويلتقي باصدقاء جيله دائما.
وقد حكي احمد زكي مرة عن موقف طريف جمعه بصديقه الفنان الراحل محمود عبدالعزيز أثناء قيامه بتصوير فيلم "الشقة من حق الزوجة" . للمخرج عمر عبدالعزيز . كان في هذه الأثناء يصور النجم الكبير الراحل أحمد زكي فيلمه "المدمن" من إخراج يوسف فرنسيس . وكان موقعا التصوير قريبين من بعضهما . فزار أحمد زكي الساحر محمود عبدالعزيز في موقع التصوير . وقال زكي . لعمر عبدالعزيز مخرج فيلم "الشقة من حق الزوجة" نصا : "أنا زعلان أوي وغيران من محمود . ليه مجبتنيش في الفيلم ده . بصراحة قصته عجباني أوي والقضية اللي بيقدمها هامة ومختلفة".
تقمص "حليم" حتي الموت
آخر عمل قدمه أحمد زكي كان للعندليب الاسمر عبدالحليم حافظ . حيث تقمص شخصية الفنان الراحل عبدالحليم حافظ . ربما لأن كل منهما تربي وعاش يتيما متألما والاثنان اصابهما مرض "بالبلهارسيا" من الترعة نفسها الموجودة في بلديهما "الزقازيق".
كان أيضاً في رحلة النهاية مع المرض . حيث أصيب "عبدالحليم" بأزمة صحية رحل علي إثرها . ومن كأس المرض نفسه شرب "أحمد زكي" والأغرب أن رحيل الاثنين كان في مارس والأغرب أكثر وأكثر . أن رصيد "حليم" في السينما بلغ نفس رصيد "زكي" نحو 56 فيلما . باستثناء فيلمه الأخير حليم الذي كان يحلم بتصويره وصور منه 85% من أحداثه أثناء فترة مرضه وتوفي قبل أن يكمله لكن ابنه "هيثم" قام بإكماله من بعده.
"البرئ" .. يشغل الملايين بمرضه
لم يتوقع نجم فيلم "البريء" أن يتلقي أثناء فترة مرضه ملايين الرسائل التي تحمل له دعوات بالشفاء ووصفات علاج بالطب التقليدي والشعبي وقصائد شعر واطمئنان علي صحته وغيرها.
وكانت من الرسائل الطريفة التي تعبر عن عشق الناس لنجم أثر في وجدانهم . ودليلا علي انه كان فاعل خير وشفاف وطيب القلب . أن يرسل له 3250 طرداً من جميع أنحاء العالم . بعضها أعشاب للعلاج من اليمن والمغرب والسودان . ومياه زمزم من السعودية . وأعشابا طبية من الصين . ونباتات برية للعلاج من موريتانيا . وغذاء ملكات النحل . بالإضافة إلي آلاف المصاحف والسبح.
الجوائز
كان دائما ما يحصد أحمد زكي الجوائز عن ادوار لايتوقع نجاحها . ولكن الغريب أنه يحتفظ بالجزء اليسير منها في منزلة.
وحصل علي جائزة عن فيلم "طائر علي الطريق" في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وجائزة عن فيلم "عيون لاتنام" من جمعية الفيلم . وجائزة عن فيلم "امرأة واحدة لاتكفي" من مهرجان الإسكندرية عام 1989 . وجائزة عن فيلم "كابوريا" من مهرجان القاهرة السينمائي عام 1990 . وفي الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار السينمائيون ستة أفلام قام ببطولتها أو شارك فيها الفنان أحمد زكي . وذلك ضمن قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية . وهي زوجة رجل مهم . والبريء . أحلام هند وكاميليا . الحب فوق هضبة الهرم . إسكندرية ليه وأبناء الصمت.
منحه الرئيس الأسبق حسني مبارك وسام الدولة من الطبقة الأولي تكريما له عن أدائه في هذا الفيلم.
عن "رئيس جمهورية التمثيل"
يحكي الكاتب والناقد الصحفي سمير الجمل عن بعض ذكرياته مع النمر الأسود . فيقول : "الخبر المنشور لم يتجاوز الأسطر القليلة ويقول ان مبارك الرئيس الأسبق كان قد اتصل باحمد زكي كي يطمئن علي صحته . كنا في اجازة أعياد . واسرعت الي المستشفي الذي ينزل به "زكي" ومعي زميل مصور .. وهناك وجدت المرحوم الفنان ممدوح وافي بصحبته .. والزيارة ممنوعة .. لكني دخلت ولما أراد المصور أن يتلقط صورة لابد منها نظر إلي متعجبا .. والخرطوم يخرج من رئتيه الي زجاجة لزوم شفط المياه من الرئة .. وأشرت الي الزميل المصور أن يجلس لأن الصورة وان كانت سبقا صحفيا لنجم كبير يريد الناس الاطمئنان عليه .. إلا أنها مؤلمة وهو في الروب الذي يرتديه علي اللحم .. وفي لحظة ضعف انساني يمكن وصفها بالكلام .. ليس بالصورة الفوتوغرافية وهذا ما فعلته .. في صفحة كاملة نشرتها عن الفنان ومرضه . وقد نجحت مع المصور في التقاط صورة تجسد الحالة المرضية التي تستدعي كل هذا العدد في كونسلتو كلبير وصورنا باقات الورود امام الغرفة والتي تعكس مدي الاهتمام بهذا النجم الذي قلت بأنه "رئيس جمهورية التمثيل" بلا منازع منافسا علي الأكابر : زكي رستم ومحمود مرسي ومحمود المليجي لأنه فوق تقمصه لأدوار متناقضة .. جسد شخصيات معاصرة بتفوق : طه حسين . عبدالناصر . السادات وبعد نشر الموضوع تسابق الزملاء ووكالات الأنباء نحو المستشفي وازدادت الامور صعوبة لمتابعة اخبار زكي . لكني كنت اتحايل وافتش في دفتر الزيارات وباقات الورد . واتابع رجال الامن واعرف منهم واتحدث مع زوار غلابة يعرفونه كفنان ويحضرون لزياراته من محافظات مصر المختلفة . حالات لها العجب وظللنا نتابعه حتي سافر الي باريس وكنت اكتب تقريرا يوميا من خلال مستشارنا الطبي هناك كأننا معه لحظة بلحظة.
ولما توفاه الله خاطبني الاستاذ "سمير رجب" وكان رئيساً لمجلس ادارة مؤسسة دار التحرير ورئيسا لتحرير "الجمهورية" وكنت وقتها المسئول عن أقسام الفن وطلب مني تغطية خاصة في 5 صفحات كاملة تم اعدادها في زمن قياسي لم يتجاوز 3 ساعات وكان السابقة الاولي والاخيرة من نوعها أن تغطي الصحافة وفاة فنان في هذا العدد من الصفحات والمفاجأة حضور طبيبه المعالج "شيفيله" من فرنسا الي القاهرة يوم وفاته وكان العنوان الرئيسي يقول "شيفيلة حضر بعد ايه".
عرفت احمد زكي بخناقة هاتفية بيني وبينه .. بحجة أنني هاجمتة بلا مبرر في مقال لي ثم صارت صداقة عندما عرفت الحقيقة ورأيته في لحظات فرح وتعاسة ليلة عرض فيلمي "ناصر" و"السادات" خاصة بعد سرقة الفيلم.
احمد زكي عاش للفن .. بعكس كثير من النجوم عاشوا لأنفسهم رغم كل ما أخذوا للفن .. وهذا هو الفارق بينه وبينهم!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.