المستمع الي تصريحات وزير الاتصالات يشعر بتقاؤلا كبيرا تجاه الحاضر والمستقبل. حاضر مليء بالعمل والتخطيط السليم الحرفي والتقني من اجل تحقيق وضمان لمستقبل أفضل بمشروعاته وخططه المحسوبة بدقة . ومستقبل واعد سيجني ثماره من يعيشون في ظله لو تحقق دون تعثر.. ولكن أيد لوحدها لن تفعل شيئا. لابد من ان يكون اداء جميع المسئولين واحدا بنفس الرتم والدقة والفاعلية والحقيقة ان جميع مشروعات الاتصالات التي يتحدث عنها الوزير "القاضي" لن تكتمل الا بتحقيق شيئين: الاول صدور قانون الاستثمار الذي سيكمل المنظومة ويعطي حوافز لكل المستثمرين الجادين للعمل في مصر ايا كانت جنسياتهم. والثاني إقرار تعديلات قانون الاتصالات بما بهييء بيئة العمل ويضمن حقوق المستخدم والمستثمر. والاثنان مرتبطان بمجلس النواب المخول له إصدار القوانين. والشيء المؤسف ان هذين القانونين كانا مدرجين منذ المجلس الماضي وإرجيء إصدارهما. وأجري عليهما اكثر من تعديل في كل دورة من دورات المجلس دون إنهاء . والمؤسف ايضا ان قوانين كهذه يتم تأجيل نظرها ومناقشتها في مجلس متعثر لا ينهي ولاينتظر الا لما هو غير عاجل . ولا ضروري . ويصب اهتماماته في خصومات مره مع الصحافة كما راينا مؤخرا مع مؤسسه عريقة هي مؤسسة الاهرام. ومره اخري في طرد أعضاؤه... وغير ذلك من اسهل وابسط الامور . * * منذ ان تم إطلاق يديها مؤخرا . وتفاجئنا الرقابة الادارية كل يوم بإنجاز جديد تكشف فيه عن قضية فساد ورشوة . بغض النظر عن قيمة ومركز " المرتشي". كبر او صغر منصبه. ورغم المرارة التي نشعر بها من تفاصيل هذه القضايا التي زادت بشده في مجتمعنا "للاسف". ولم تكن تجد من يكشفها او يواجهها. حتي بات تلقي الرشاوي في مجتمعنا عادي وأحيانا حق مكتسب. وواقع يفرض علي كل منا " إجبارا " تحت مسميات ومشتقات كثيرة تجمل الرشوة وتبررها. مرة تحت اسم إكرامية. واُخري تسهيل. واُخري هدية. واصطباحة ......الخ من المسميات. التي يستخدمها كل المرتشين من كبيرهم لصغيرهم. * * وكما ان بمجتمعنا نماذج للفساد. هناك بالتأكيد نماذج قليلة علي العكس. لايستطيع احد ان يزايد عليهم من رجال اعمال شرفاء يتمتعون بسمعة طيبة ونزاهة يد. من حقهم علينا ان نذكرهم كنماذج ليحتذي بها. وانا شخصيا لااعرف منهم احد . لكني أراقب أداءهم وتعاملاتهم واشعر بان لكل منهم رسالة يؤديها بما يرضي الله . من بينهم علي سبيل المثال مؤسسة العربي التي تقيم مصنعا يعمل فيه اكثر من نصف أهل قريتي "قويسنا " ينتج منتجات وسلع معمرة لها سمعتها الطيبة . والمبادرات إلهامه التي يتبناها. هناك ايضا نموذج لائتلاف عن الاول كثيرا. وهو المهندس فرج عامر بقصة عمله ونجاحة الطويلة. لم يستغل اي منهما تجارته ويقترض من البنوك ويهرب بها. او يسعي لعلاقات مشبوهة تروج له منتجه. ومن المؤكد ان هناك غيرهم. صحيح قليلون لكنهم موجودون. وواجب علينا في ظل كشف قضايا الرشاوي والفساد وحالة الاحباط التي تنتابنا بعد اعلان كل واحدة منهم. ان نبرز أعمالهم بوسائل الإعلام ونقدمهم للمجتمع ليقتدوا بهم عَل. وعسي.