الممثل الأمريكي الأسود. المسلم الذي فاز مؤخرا بجائزة الأوسكار اسمه ماهر شالا هاش باز وهو اسم مكون من أربع كلمات ومأخوذ من الانجيل الهيودي "العهد القديم" وهو في الأصل مسيحي عاش وتربي كمسيحي من والدين مسيحيين ولكنه دخل الدين الإسلامي منذ 17 سنة وأصبح اسمه ماهر شالا علي وقد تزوج حديثا وأنجب ابنته قبل أيام من إعلان جوائز الأسكار يوم 26 فبراير. وهذا الممثل الذي يبلغ من العمر 43 سنة والفائز بجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم "مونلايت" "ضوء القمر" يعد واحدا من الممثلين المجيدين والمطلوبين في هوليود بسبب مهاراته التمثيلية المتعددة في السينما والتليفزيون والمسرح وكمغني معروف لأغاني "الراب".. وسبق أن لعب أدوارا مساعدة في أفلام مهمة وحاصلة علي الأوسكار مثل "قضية بنجامين باتون الغريبة" 2008 ومسلسل "4400" "2004" ومسلسل "العاب الجوع" وفيلم "المفترس" وحصل علي جوائز من مؤسسات سينمائية أمريكية "كرابطة ممثلو الشاشة" "Screen actors guld" وهي جائزة تمنح للممثلين الذكور المتفوقين في أدوار ثانوية ولكنه لم يحظ بجائزة "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة" إلا في دورتها ال 89.. أي بعد 89 سنة من عمر الأوسكار وبها يدخل التاريخ كأول مسلم يحظ بشرف حمل هذا التمثال المسمي "أوسكار". ولا يبدو الأمر غريبا لمن يعرف التاريخ الأمريكي الذي تأسس علي التمييز العنصري والعرقي منذ بداياته الأولي وحتي الآن حيث لا يزال التمييز والتعصب العرقي قضية كبري في الولاياتالمتحدةالأمريكية برغم الكفاح المرير الذي خاضه السود والملونون لانتزاع حقوقهم المدنية.. فقد ظلت القوانين والأعراف الاجتماعية تمنح كافة الامتيازات والحقوق للأمريكي الأوروبي الأبيض البروتستانتي الانجلو ساكسون WASP)" وهو اختصار "للأبيض الانجلو ساكسون بروتستانت" أما أبناء البلاد الأصليين "الهنود الحمر" فقد أبيدوا علي مراحل وما تبقي منهم "عينات" وكذلك واجه نفس المحنة ولا يزالون الأمريكيون من أصل أفريقي أو آسيوي أو لاتيني أسباني "هيسبابنك" إذ ظلت هذه الأجناس حتي النصف الثاني من القرن العشرين محرومين من حق التصويت والمواطنة وامتلاك الأراضي مضافا إليهم المهاجرين من منطقة الشرق الأوسط "العرب" ومن جنوب وشرق آسيا. وبعد كفاح مرير ودموي تم إلغاء التمييز العنصري علي المستوي الرسمي في منتصف القرن العشرين بعد أن أصبح غير مقبول اجتماعيا وأخلاقيا ورغم ذلك ظلت السياسات العنصرية قائمة في مجالات عديدة ومنها مجالات الفنون والسينما وصناعة الترفية عموما. وحتي الآن توجد نسبة لا يستهان بها من الأمريكيين يتبنون آراء عنصرية. وها هو الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب يكشف من خلال تصريحاته عن هذه النزعة المتأصلة في ذهنية ووجدان الأمريكي الأبيض الانجلو ساكسون وعندما تم انتخاب باراك أوباما كأول رئيس أمريكي اسود والذي حظي بتأييد نسبي من الناخبين البيض أكثر من سلفه الديمقراطي جون كيري. وبالطبع بنسبة كبيرة جدا من أصوات الأمريكيين السود إلا أن النزعة العنصرية ضد السود والملونين لم تهدأ بل ربما شهدت أحداثا عنصرية لافتة برغم الكلمات والخطب المليئة بالرياء مثل "نحن متساوون جميعا" في حين أن الواقع الأمريكي يدحض أي ادعاء بوجود عدالة تساوي بين جميع الاجناس فوق "أرض الأحلام".. علي العكس يوجد عدم مساواة فاضح بالنسبة للأقليات العرقية وذلك برغم التنوع الكبير للأجناس هناك ولكن تظل فكرة المساواة في الامتيازات والحصول علي نفس الحقوق مجرد وهم. لأن الفواصل والحدود العرقية لا تزال قائمة. والادعاء بانتهاء العنصرية والتميز بوجود رئيس مسلم اسود ثبت انه محض أكاذيب. وكذلك فإن وجود امريكيين من أصل أفريقي يحظون بالاحترام والاعجاب داخل التيار الرئيسي للميديا لا يعني انتهاء التمييز العنصري. بل وعندما جاء باراك أوباما إلي مقعد الرئاسة ظهرت النزعة العنصرية علي نحو اسوأ وربما كانت تحوم في الظلال وتنتظر الرئيس الأسود المنتخب حتي تظهر تحت الأضواء. وها هو "الأبيض" يكشف عن وجهه ويلوح بالويل والثبور "للإرهاب" بينما الإرهاب صناعة أمريكية أصيلة ومتنوعة الوجوه.