شيعت مدينة قلين بمحافظة كفر الشيخ في موكب جنائزي كبير جنازة الكاتب الراحل خيري شلبي ابن قرية شباس عمير حيث تم مواراته التراب. قال اللواء السيد سعيد رئيس مركز ومدينة قلين أنه سيتم إطلاق اسم الراحل الكبير علي أحد شوارع المدينة.. الثراء هو التسمية التي تنطبق علي حياة الروائي الكبير الراحل خيري شلبي. وهو ثراء يشمل حياته الشخصية وإبداعه في الوقت نفسه. عبر خيري شلبي عن حياة حافلة بالتجارب والخبرات والرؤي في الكثير من الأعمال الروائية والقصصية والدراسات والسير الذاتية بما شكل ملمحاً مغايراً ومهماً في إبداعنا العربي المعاصر. لم يجاوز خيري البيئة التي نشأ بها. أو أمضي سنوات من حياته. كتب عن القرية المصرية في أقسي أحوالها. وعن حياة المهمشين في العشوائيات. هذا ما يطالعنا في الوتد. موال البيات والنوم. وكالة عطية. فرعان من الصبار. رحلات الطرشجي الحلوجي. الأوباش. السنيورة. بغلة العرش. سارق الفرح. أنسطاسية. منامات عم أحمد السماك. لحس العتب. زهرة الخشخاش. نسف الأدمغة. صهاريج اللؤلؤ. العراوي. صحراء المماليك. وغيرها. ومن كتبه الأخري : محاكمة طه حسين. مؤرخو مصر الإسلامية. لطائف اللطائف. أعيان مصر. أبوحيان التوحيدي. غذاء الملكة. وغيرها. مجموع أعمال خيري شلبي بانوراما متكاملة لحياة الملايين من المصريين. سواء بالخبرة الشخصية. أو التعرف المباشر. أو القراءة. إنها بانوراما التاريخ المصري المعاصر. بامتداداته الماضية. وأيامه الحاضرة. واستشرافات مستقبله. شخصيات خيري شلبي منتزعة من قلب البيئة المصرية. فالقاريء لا ينسي الأسماء ولا الملامح ولا الكلمات أو التصرفات. إنها تظل في الوجدان لأنها وليد تجربة ذاتية وعلاقات حقيقية وتعاطف مع قضايا الناس ومشكلاتهم. ومن هنا تحقق للأعمال الدرامية المأخوذة عن رواياته نجاح لافت. ومنها الوتد ووكالة عطية. ظلت حياة خيري شلبي منذ مولده في يناير 1938 بقرية شباس عمير مركز قلين محافظة كفر الشيخ. مبعث اعتزازه الشخصي. وحرص أن تكون قواماً لأعماله. من خلال بوح صادق وشفاف. ينأي عن الميلودرامية والمباشرة. احترف مهناً صغيرة. لم تصرفه عن التحصيل ومحاولات الإبداع. وحين قدم إلي القاهرة في 1962 كان قد امتلأ بما يضيفه. ويعكس شخصية مثقفة ومبدعة لها تميزها. عرف عن خيري حبه للحياة في المقابر. والكتابة فيها. يروي أن سيارته تعطلت ذات يوم في طريق صلاح سالم. والتمس ميكانيكيا في حي قايتباي المجاور. واكتشف والتعبير له أن روحه تهيم في المكان. ووسط المقابر. وارتبط بالمكان والحي ومقاهيه. ومن هناك كتب الكثير من أعماله. وبالذات تلك التي تعني بالمواطن المصري البسيط. وقد دفن في "الحوش" الذي كتب فيه أهم ابداعاته. وتمتع خيري شلبي بقدرة في الحكي الشفاهي. تماثل قدراته في الحكي السردي الذي يعد سمة لأعماله. موهبة نهلت من التراث ومن الموروث الشعبي. وتعرفت الي الشخصيات التاريخية والشعبية. ومدي تأثيراتها في البيئة المصرية : كتب وتحدث عن عنترة وبيبرس والهلالية والزناتي والزيبق. وعن مصطفي كامل والنديم وسعد زغلول والنحاس. وعن شخصيات عاشت في الظل. لكنها قدمت إسهامات حافلة بالاستنارة والتحفيز والحض علي التقدم والتطوير. قدرات خيري المذهلة جاوزت مجالات الإبداع. فترأس تحرير أكثر من دورية للشعر وللدراسات الشعبية. واختير مقرراً للجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة. وألقي الكثير من المحاضرات. وشارك في الكثير من المؤتمرات والمهرجانات. واستحق جائزة الدولة التقديرية. كما نال العديد من الجوائز المحلية والعربية. فضلاً عن مكانة متفردة بين مبدعي جيله. "جبريل"