** هياكل الفراخ.. العصافير .. كوارع الماعز لم يكن يتخيل اكثر المتشائمين ان هذا اصبح من ضمن وجبات الطعام لمحدودي الدخل حيث ان الواقع الاقتصادي وغلاء الاسعار في الفترة الاخيرة فرض عليهم ان من لايملك ثمن اللحم سوف يرضي بعظامه!! ارتبطت العصافير في اذهاننا منذ الطفولة بانها طيور الزينة وابتعدت تماما فكرة تناولها كطعام وايضا رجول الماعز اصبحت كوارع الغلابة وكذلك عظام الابقار والجاموس علي قائمة لحوم الفقراء وعلي موائدهم عوضا عن اللحوم!! قامت "المساء" بمعايشة حياة الغلابة في سوق العطار بمنطقة العتبة وسوق الساحل بشارع جسر البحر اهم الاماكن لبيع اكل الكسر التي تفترش المحلات بها لبيع عظام الكوارع والعصافير ورجول الماعز وهياكل الفراغ في انتظار الزبائن من طبقات وشرائح فقيرة ومعدومة!! حاولت "المساء" استكشاف ومعرفة الاسواق المخصصة لبيع الكسر ومصدر بضائعهم ومدي الاقبال عليهم!! قال محمد رمضان صاحب محل هياكل فراخ ان مجازر الفراغ يتبقي بها هياكل وعظام مكسوة بقدر قليل من اللحم فنجمعها من المجازر ونبيعها بالكيلو كان سعره جنيهين لكن بعد غلاء الاسعار وصل الكيلو الي 8 جنيهات مشيرا الي ان هذا النوع من الطعام بدأ تداوله منذ 15 عاما وكان زبائنه ممن لديهم كلاب واعدادها من اجل الحيوانات المنزلية لكن مع الارتفاع المبالغ به في الاسعار اصبح زبونها الاساسي من محدودي الدخل. أوضح ان الزيادة في سعر عظام الفراغ ووصول الكيلو الي 8 جنيهات لاننا نحصل عليها من المجازر بسعر 6 جنيهات للكيلو. اكد انهم لايتركون عظام وهياكل الفراخ بالمحلات اكثر من يومين متتاليين منذ جلبها ويشكو من ان وزارة الصحة تحاربهم!! اضاف انهم يبيعون بجانب الهياكل وعظام الفراخ ارجل ورؤوس الفراخ وسعر الكيلو بها جنيهان ونصف للكيلو ويستخدمها بعض الزبائن لعمل شوربة لعائلتهم حتي لايكونوا محرومين من الفراخ اما المتيسرون من محدودي الدخل فيشترون رقاب الديك الرومي حيث يصل سعرها الي 12 جنيها للرقبة. ** وائل احمد بائع العصافير اكد ان العصافير علي الرغم من صغر حجمها الا انها تحتوي علي كمية من اللحم لابأس بها ولم تمسها موجة الغلاء ليباع الدستة بعشرة جنيهات وسعر الواحدة لاتتعدي جنيها واحدا مشيرا الي ان طعمها مثل البط فهي بالنسبة لمحدودي الدخل بديل عن البط ويتم صيدها من حدائق الموالح بالفيوم وخلال الفترة الاخيرة بعد انتشار تجارتها بدأت المزارع بتحويل جزء من اعمالها لصيدها. اشار الي ان العصافير لم تقتصر فقط علي الفقراء بل تستخدمها بعض البارات كتسالي مع الخمور. ** وليد بيدا جزار يقول ان الغلابة ومحدودي الدخل يتكالبون علي شراء رجل الماعز لتعويضهم عن كوارع البقر التي ارتفعت اسعارها بشكل رهيب فهي الكوارع البديلة لهم مشيرا الي ان سعرها جنيهان لرجل الماعز الواحدة بعد ان كانت بجنيه واحد وتأتي من مجازر معلومة المصدر ومصرح العمل بها. اكد ان موائد الفقراء بها العديد من البدائل التي تعني بالغرض حتي لاتكون خالية من اللحوم موضحا انه يبيع ايضا رؤوس الخراف والتي تحل محل رؤوس البقر التي وصلت سعرها الي 85 جنيها. اضاف ان الماليزيين المقيمين بالقاهرة هم الاكثر طلبا علي رجول الماعز ويفضلونها. أكد خبراء التغذية ان اكل كسر الماشية والدواجن صالح للتناول اذا تم طهيه بدرجة حرارة عالية حيث انه يحتوي علي نسبة كبيرة من التلوث نتيجة تداوله في المجازر خاصة الغير مصرحة للاستهلاك الادمي حيث انه لايوجد رقابة عليها مشيرين الي ان وزارة الصحة تمنع وجود الاكل الكسر في الاسواق خوفا علي صحة المواطن من التلوث. ** د. رضا الشربيني استاذ بالمعهد القومي للاغذية: اكد انه من الضروري وضع رقابة علي المجازر حيث ان اغلب الاكل الكسر ملوث نتيجة تداوله علي ماكينات التقطيع بكثرة وفي حال اقبل المواطن علي تناوله. من الضروري ان يعمل علي تطهيرها جيدا وطهيها بدرجة حرارة عالية لقتل البيكتريا ولتصبح امنة لتناولها. ** قال د. محمود ذكي "خبير تغذية": نظرا لغلاء الاسعار اصبح المواطن معرضا لكافة الطعام الملوث لقلة ثمنه ولكن للحفاظ علي صحته وحمايتها من التلوث ينصح بغليان اللحورم الكسر في درجة حرارة عالية لقتل السموم لان اللحوم اكثر المأكولات المعرضة للتلوث والسموم ومن اخطرها لانها تسبب الاصابة بامراض الكبد والفيروسات الخطيرة. ** اشار د. ابراهيم رزق خبير تغذية الي ان اللحوم تصاب بالتلوث نظرا لكثرة الادوات المستخدمة لتفصيلها في المجازر غير المصرحة وتداولها بين ايدي البائعين وطرق عرضها في الاسواق مكشوفة مما يجعلها محملة بالبكتيريا ولقتلها يجب تعريضها لدرجة حرارة عالية حتي تصبح آمنة لتناولها ولابد من فرض رقابة علي المجازر للتأكد من سلامة وصحة هذه اللحوم.