الأمومة ليست لقباً يضاف إلي أي سيدة هباء.. ولكنه شرف يتطلب صفات فريدة من نوعها وليست موجودة عند الكثيرين. ولولا هذا لما قال رسول الله "الجنة تحت أقدام الأمهات" وفي حديث آخر "أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك".. من تسهر علي راحة أبنائها.. تضحي بشبابها وحياتها.. من أجل سعادة الآخرين وتضحي بكل ما تملك من أجل أن تجد ابتسامة ابنها الوحيد.. إنها الحاجة عايدة. عايدة محمد 54 عاماً ربة منزل تسكن في منطقة البصراوي بامبابة. لديها من الأبناء ولد وبنتان. الكبيرة متزوجة وعمرها 38 عاماً والثانية 35 والأخير محمد وعمره 27 عاماً.. عانت الأمرين في هذه الحياة ومع ذلك لا تنقطع الابتسامة عنها. بعد مرض والديها وقفت بجوارهم في رحلة طويلة مع المستشفيات الحكومية حتي توفاهم الله. ثم بعد ذلك يمرض زوجها بمرض القرحة في جميع أنحاء جسمه ولم تستلم ووقفت بجواره أيضاً وعاشت معه سنوات في علاجه حتي الآن. تقول الحاجة عايدة بعد أحداث سوريا الأخيرة والخراب الذي حل بها سمعت طرق الباب. وإذا باختها وزوجها السوري وأولادهم والعائلة كاملة تتكون من 12 فرداً يدخلون عليها ويريدون مأوي. فما كان منها إلا أن فتحت لهم بيتها لمدة عامين كاملين حتي يستقروا في سكن. واستطاعت أن تحضر لهم سكناً ليعيشوا فيه. وفي ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشباب. ورغبة من ابنها في الزواج. اضطرت الحاجة عايدة أن تترك لابنها شقتها ليتزوج بها. وذهبت لتسكن في غرفة وليس لها ونيس سوي زوجها المريض وأربع جدران يحمونها من غدر الزمن. تبحث الحاجة عايدة دائماً عن إسعاد الآخرين دون النظر إلي المقابل. فهي تعيش هي وزوجها حالياً علي المعاش وتحمد الله علي القلق مهما كان. وطوال حياتها تؤكد أن الأرزاق بيد الله وأن الإنسان مهما عاش لن يحصل إلا علي ما كتبه الله له. كل ما تتمناه هو التكريم عن رحلة كفاح عاشتها.. ولما لا وهي تستحق أكثر من ذلك بعد وقوفها بجوار أبيها وأمها ثم أختها وعائلتها السوريين وزوجها الذي تحمله علي كتفيها ولا تشعر بتعب أو ملل بقدر ما تتمناه من سعادة له. الحاجة عايدة توجه رسالة لكل أم "إن المتعة الحقيقية في التضحية من أجل الغير. واسمي معاني الحياة هي إنكار الذات والبحث دائماً عن سعادة الآخرين ومساعدتهم حتي يرضي الله عنا وننال رضاه. وأخيراً.. تتمني من المسئولين وعلي رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يتم تكريمها واختيارها ضمن الأمهات المثاليات حتي يعرف الجميع أن كلمة أم تعني الكثير.. التضحية.. الكفاح.. الصبر.. المعاناة.