رفض مؤتمر باريس "حول السلام بالشرق الأوسط" الذي اختتم أعماله في العاصمة الفرنسية بالأمس وضم 70 دولة ومنظمة من بينها نحو 40 وزيرا فكرة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الي القدس والتي دعا إليها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. ودعا البيان الذي صدر عن المؤتمر طرفي النزاع الي الامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب.. تحكم مسبقا علي نتائج المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي. يذكر أنه لم يتواجد ممثلون للفلسطينيين والاسرائيليين في المؤتمر. قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت إن المجتمع الدولي ملتزم بتشجيع العودة إلي طاولة المفاوضات للتوصل إلي الحل الذي يحقق كلا من دولة اسرائيل وأخري فلسطينية.. معتبرا أن أساس المفاوضات هو العودة الي حدود عام 1967 والاعتراف بقرارات الأممالمتحدة الأساسية في هذا الشأن. بينما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن إدراج أي إشارة الي خطط ادارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس في البيان الصادر عن هذا المؤتمر كان سيصبح أمرا غير ملائم.. واعتبر أن نقل السفارة الأمريكية أمر داخلي.. والإعلان عنه علنا في هذا المؤتمر غير مناسب وليس له صلة بالمحافل الدولية في هذا التوقيت. ورحب كيري بالبيان الختامي لمؤتمر باريس الذي أيد حل النزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وأعربت بريطانيا عن تحفظاتها بشأن مؤتمر باريس. ورفضت التوقيع علي البيان الختامي وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن لندن كان لها "تحفظات معينة" حول عقد المؤتمر في غياب ممثلين اسرائيليين وفلسطينيين قبل أيام من تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد.. وبالتالي فان بريطانيا شاركت في المؤتمر بصفة مراقب فقط. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن عام 2017 سوف يكون عاما حاسما لعملية السلام.. وأضاف الوزير الألماني إن بعض الأفكار الخاصة بنقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلي القدس تحت حكم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب فان هذه الأفكار ستؤدي الي أن يتم حاليا التهديد باتخاذ اجراءات وردود أفعال من الجانب الفلسطيني. وسيشعر المرء بأننا بصدد مواجهة خطر موجات تصعيد جديدة.. وطالب بضرورة تجنب ذلك. وقد بعثت قوي كبري برسالة إلي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مفادها أن خططه لنقل السفارة الأمريكية الي القدس قد تخرج جهود السلام عن مسارها. وقال وزير الخارجية الفرنسي إن اقتراح ترامب نقل السفارة الأمريكية إلي القدس سيكون استفزازا وله عواقب خطيرة.. لأن ذلك سيضفي شرعية علي القدس كعاصمة لاسرائيل رغم الاعتراضات الدولية. وقال دبلوماسي فرنسي كبير ان نقل السفارة الأمريكية "سيكون قرارا أحادي الجانب قد يذكي التوترات علي الأرض" وصف مندوب اسرائيل لدي الأممالمتحدة داني دانوب مؤتمر باريس بأنه منفصل عن الواقع.. وقال "ما هو الا محاولة للمباغتة قبل أيام من دخول الادارة الأمريكية الجديدة البيت الأبيض.. وشدد علي أن اسرائيل ستعمل مع ادارة ترامب "لازالة آثار الأضرار الناجمة عن القرار الأممي في مجلس الأمن الدولي وباقي الاجراءات أحادية الجانب". بينما رحب صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين بالبيان الختامي لمؤتمر باريس للسلام لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.. وشكر عريقات جميع الدول التي حضرت المؤتمر معتبرا أن "الزخم في مشاركتها واجماعها علي رفض الاحتلال والاستيطان رسالة لاسرائيل بأنه لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم دون انهاء الاحتلال العسكري عن فلسطين. طبعا.. كان موقف بريطانيا هو الذي يتسم ب"الميوعة" في مؤتمر باريس برفضها التوقيع علي البيان الختامي.. وباعتبار أنها صاحبة وعد بلفور باقامة دولة اسرائيل في فلسطين.. بينما أشار جون كيري وزير خارجية أمريكا بالبيان الختامي للمؤتمر.. ووصف وعد ترامب في حملته الانتخابية بنقل سفارة أمريكا الي القدس أنه أمر داخلي ولا يرقي الي نقله في المحافل الدولية. وقال وزير الخارجية الالماني إن نقل السفارة الأمريكية الي القدس فيه خطر شديد.. بينما كان موقف فرنسا وبقية الدول في منتهي الصراحة بقول وزير خارجية فرنسا أنه سيكون استفزازا وله عواقب خطيرة.