* يسأل محمد نور الدين صاحب شركة للتوريدات والمقاولات: ما معني حديث النبي صلي الله عليه وسلم: الذي يقول: "داووا مرضاكم بالصدقة وهل التداوي يطيل الأجل؟! ** يجيب الشيخ إسماعيل نورالدين من علماء الأزهر الشريف: هذا الحديث رواه أبوالشيخ في الثواب عن أبي أمامة عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "داووا مرضاكم بالصدقة فإنها تدفع عنكم الأمراض والأعراض". قال الحنفي: اي ما يعرض للإنسان من مرض أو غيره مثل ظلم الظالمين وغيره: والمراد بالصدقة هنا كل ما يتقرب به الإنسان إلي الله سبحانه وتعالي من مال أو طعام أو معروف أو أي نوع من أنواع المساعدة وهذه الأمور من الطب الروحاني والنفسي الذي كان يأمر به الرسول صلي الله عليه وسلم كل من يجد فيه صدقة نيه وقوة يقين ورضا نفسي. وكان الموفقون من أهل الله يجدون في الأدوية الروحانية نفعا لهم أكثر من الأدوية الحسية والعقاقير المادية. ومن السنة المؤكدة تقديم الصدقة لقضاء الحاجة من الله سبحانه وتعالي ولا أعز من طلب الشفاء فهو من أمس حوائج الإنسان. وقديما كان الناس من أهل الصلاح يقدمون القربات لقضاء الحاجات ويعتقدون انه كلما كبرت القربة كان تحقيق المطلوب سريعاً ويرجع إلي قوة العقيدة وشفافية النفس التي تطلب الرجاء وهم الذين أنعم الله عليهم بالمنزلة الكبري والدرجة العليا من الرضوان بحيث لو أقسموا علي الله لأبرهم الله بكرمه وفضله ولا حرج علي فضل الله وهو سبحانه وتعالي يعطي من يشاء بغير حساب. وأما ان التداوي تطيل العمر فهذه مسألة لا أصل لها لأن الأعمار محدودة ومقدرة وما كان التداوي إلا لتخفيف الآلام وأملا في الشفاء وصدق الله سبحانه إذ يقول: "إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون". * يسأل أحمد نجم الدين خبير تحكيم ومقيم ببولاق الدكرور: نري بعض الناس يصلون ولكن يظهر منهم سلوك غير سوي وأفعالاً منفرة فما السر في ذلك؟! ** يجيب: لاشك ان الصلاة المقبولة لها اثار سلوكية علي من أداها حق الأداء وعرف مالها وما يصلحها ويفسدها والإلتزام بها دليل علي قبولها مصداقا لقول الله تبارك وتعالي: "إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر". ويوضح أثر الصلاة في سلوك الشخص الاجتماعي قول النبي صلي الله عليه وسلم - قال الله عز وجل "إنما اتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولن يستطل بها علي خلقي ولم يبت مصرا علي معصيتي! وقطع النهار في ذكري ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب" رواه البزار. إن الصلاة تصقل نفس المؤمن وترهف حسه وترقق وجدانه بما فيها من صلة ومناجاته سبحانه وخشوع وخضوع يصور ذلك قوله صلي الله عليه وسلم"وجعلت قرة عيني في الصلاة" رواه الطبراني والحاكم وكانت الصلاة ملجأ عندما تضيق نفس رسول الله صلي الله عليه وسلم حزنا علي ما فاته أو اهتماما لما هو آت ففي الحديث كان النبي صلي الله عليه وسلم إذاحزبه أمر أو أحزنه فزع للصلاة" رواه أحمد. فالصلاة تصفي النفس من الكبر والغرور وتشعر النفس بالذلة لله والضراعة له وفي الوقت نفسه تملؤه اعتزازا بالله سبحانه وتعالي فلا يرجو غيره ولا يرهب سواه وهذا الشعور ينعكس أثر علي سلوك المصلي وعلاقته بالناس ففيها تعويد علي النظام وتعويد علي الاخلاص لله وحده هذه بعض الجوانب لفائدة الصلاة وأثرها في سلوك الفرد. أما أولئك الذين يصلون وسلوكهم غير سوي فلم ينتفعوا بمعاني الصلاة فهم مغيبون في صلاتهم والصلاة تلعنهم فلن يتزوقوا معانيها فحرموا فضلها.