اشتعلت أسعار أعلاف الثروة الداجنة والحيوانية والأدوية البيطرية بطريقة جنونية لم يتوقعها احد في ظل قيام كبار التجار بالتسابق لتخزين الآلاف من الأطنان في مخازنهم لتحقيق اكبر ربح واعتبروها فرصة لن تعوض مستغلين ارتفاع الأسعار في كافة السلع والاجهزة الكهربائية كل ساعة مما يهدد بخراب بيوت المربين وتشريد الآلاف من العاملين بهذه المشروعات المهمة. قال رائف تمراز وكيل الزراعة والري بمجلس النواب: ما يحدث علي الساحة حاليا من ارتفاع مبالغ فيه في اسعار الأعلاف بلا مناسبة والمفروض ان ذلك يحدث مع نهاية موسم البرسيم. ولكن الزيادة الفجة تستوجب تدخلاً سريعاً من الحكومة لمواجهة هذا الانفلات وضبط تجار السوق السوداء. أضاف تمراز ان الحل تشجيع الحكومة جموع الفلاحين علي زراعة محصول الذرة الصفراء بمساحات أكبر لتوفير احتياجاتنا المطلوبة بدلا من الاستيراد الذي يتحكم فيه مجموعة بعينها ويتلاعبون بالسوق المصري. أكد تمراز انه تقدم بطلب احاطة حول هذه الازمة وطالب بسرعة ضبط السوق والأسعار ومواجهة مافيا المستوردين خاصة ان الفلاحين لجأوا الي دش الأرز والقمح لاستخدامه علفاً للحيوانات والدواجن كحل مؤقت علي أمل انفراجة الأزمة. قال السيد رحمو نقيب الفلاحين بالمحافظة ونائب رئيس النقابة العامة: اصحاب المزارع والفلاحون الآن في حيص بيص بسبب جنون الاسعار الذي طغي بشكل كبير. واستمرار ثبات الاسعار سيهزم اصحاب المشروعات ويقودهم الي الافلاس والسجن لوجود مديونيات عليهم لتجار الجملة مطالبا بضرورة مداهمة المخازن السرية لكبار التجار وطرح البضاعة في السوق لتحقيق الاستقرار وضبط الأسعار بدلا من حالة الفوضي. قال محمد مسلم صاحب مزرعة: اضطررت الي اغلاق المزرعة أمام ارتفاع اسعار الأعلاف ليصل الي 7 آلاف جنيه للطن الي جانب ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية. فمثلا تحصين بست فلوفاك كنا نشتريه ب 70 جنيها والآن اصبح سعره 1450 جنيها الي جانب انتشار فيروس اي بي ونيوكسل الذي اجتاح المئات من المزارع وأدي الي نفوق الدواجن وخسارة أصحاب المزارع. والغريب انه رغم ارتفاع أسعار الأعلاف ارتفع الكتكوت من جنيه الي جنيه ونصف الجنيه ومش لاقي حد يشتريه علاوة علي ارتفاع سعر اسطوانة البوتاجاز الي 25 جنيهاً وناقصة الوزن. اضاف عطية مراد صاحب مزرعة: تعرضت لخسارة كبيرة بسبب اصابة الدواجن بفيروس آي بي ونفوقها وأمام ارتفاع اسعار الأعلاف كل لحظة سيضطر الكثير الي اغلاق مزارعهم وعدم العمل. وبالتالي وقف حال ناس كثير يعملون ولابد من الاهتمام بالمربين وحمايتهم من أخطار المهنة وتوفير الاعلاف لهم بأسعار مناسبة وتحت الرقابة بدلا من حالة الاستغلال كما ان معظم الأدوية البيطرية الموجودة بالسوق مضروبة ولا تأتي بأي نتيجة مع المرض بل تزيده والغالبية يلجأون الي استخدام الأدوية البشرية حاليا لأنها الأضمن هذه الأيام. أشار محمد حسن مربي ماشية إلي ان ارتفاع أسعار الأعلاف حتي الحكومية مصيبة. حيث سجل سعر جوال الكسب 70 كيلو 210 جنيهات وشيكارة الردة ارتفع سعرها من 95 الي 130 جنيها ولا يكفيان عشرة أيام لعلف ماشية واحدة ولابد الا نترك فريسة للتجار وتوفير مظلة آمنة لنستمر في تربية المواشي التي توفر اللحم واللبن. متسائلاً كيف ترتفع الاسعار ونحن في موسم البرسيم؟ المفروض ان تكون الزيادة قبل نهاية الموسم بشهر علي الأكثر ولابد من اظهار العين الحمراء مع المتلاعبين بأرزاق جموع المربين لتحقيق الاستقرار.